قبل حوالي ثلاثين سنة – ربما أقل من ذلك بسنة أو أكثر ببضع شهور كتب فضيلة الشيخ«عبدالرحمن عبدالخالق» زعيم الحركة السلفية في الكويت مقالا عجيبا وغريبا ..ومذهلا!! الشيخ عبدالخالق «مصري الأصل والجنسية ،حصل – ايضا علي الجنسية العمانية» شلون ؟ ماأدري« كان هو القرضاوي – السلفي» في الكويت بذلك الزمن البعيد!يعتبره العديد من تلامذته ومؤيديه «نصف آلهة» ويسيطر عليهم سيطرة عجيبة ومنهم أساتذة جامعة ونواب وحتي ..وزراء!! صدرت عليه ثلاثة أوامر « أبعاد إداري» عن البلاد . لكن الشهيد «فهد الاحمد» توسط له في المرات الثلاث، وبعدها، تم منحه الجنسية الكويتية وصار كويتيا في عام ٢٠١٠!! أين كتب مقاله «العجيب والغريب والمذهل »؟ كتبه في جريدة «الوطن» حين كان المرحوم بإذنه تعالي الزميل الكبير«محمد مساعد الصالح» رئيسا لمجلس الإدارة، وتفاجأنا جميعا – ذات يوم- بأنه أصدر قرارا يمنح بموجبه «الشيخ عبدالخالق» وجماعته السلفية الصفحه رقم «٤» والصفحه رقم «٥» داخل الجريدة في عدد كل يوم جمعه لتصبح «هايد- بارك» لجماعة بن تيميه وتلميذه «راسبوتين- المصري» وتلاميذه من أساتذة جامعه ونواب و.. وزراء !!
عدد من الزملاء والكتاب في «الوطن» إعترضوا علي قرار الزميل «ابوطلال وكنت واحدا منهم لكنه قال لنا بالحرف الواحد» السلف لايحبون الإخوان، والشيخ عبدالخالق له معلقات في هجائهم وهجاء سياساتهم في العمل التجاري والبرلماني والنقابي والسياسي، والاخوان يكرهونهم ويقولون لهم: لكم دينكم ولنا دين ، مثلما يرون إن للشيعة دين، ولليبرالية دين، وللقوي الديمقراطية دين، وبالتالي، فإن من مصلحتنا أن نعطيهم مجالا ليكتبوا فيه مايشاؤون اولا : لكي يساعدوننا ضد الإخوان، وثانيا : حتي يظهروا مكنونات مافي صدورهم ، فنعرف توجهاتهم وأساليبهم !! قلت للزميل الكبير: «هذا يعني أن نربي عقارب حتي تأكل الأفاعي لكن .. ماذا لو تكاثرت العقارب بعد أن تقل أعداد الأفاعي»؟! سكت الزميل ولم يعلق ثم إختتم حديثه ضاحكا :«وخرافاتهم اللي ..ماتخلص» وهكذا كان ، وبدأنا – في الوطن « نري تلك الدشاديش المرتفعه الي ماتحت الركبه بقليل واللحي المنسدله الي مافوق العانة» .. بقليل، وهم يأتون زرافات ووحدانا لتسليم مقالاتهم التي لايخلو واحدا منها من جملة .. «قال ابن تيميه ، ويري ابن باز ، وكتب إبن عثيمين».. وهكذا !! ويشاء السميع العليم أن يتزامن ذلك الحضور السلفي مع الحضور الإخواني ،إذ كانت «الوطن» تطبع علي مطابعها مجلة« المجتمع» الناطقه بلسان حال الإخوان المسلمين والصادرة عن جمعية الإصلاح الإجتماعي .. والعياذ بالله ! كنا نري الإخواني والسلفي طيلة أيام الاسبوع يمرون من أمامنا في صالة التحرير ، الاول نعرفه من رائحته ، والثاني نميزه من .. دشداشته !! لكن المهم الأن ماذا كتب «راسبوتين – الكويت» في مقاله بصفحة السلف الصالح في ذلك الاسبوع والذي مازال محفوظا في أرشيف الجريدة ؟!
يقول « مامعناه وملخصه : الولايات المتحدة الأمريكية صنعت إسرائيل لتخدم مصالحها في الشرق الأوسط ، وإننا نقترح علي واشنطن أن توقف دعمها ومساندتها لهذه الدوله الهجينة ذات النبت الشيطاني مقابل أن تقوم أي دولة عربية بالقيام مقام الدولة العبرية في تنفيذ وحماية المصالح الأمريكية وبالتالي لاتحتاج تلك الدوله العظمي ليهود جاؤوا من كل شتات الأرض لينفذوا أجندتها في العالم العربي بل يقوم عرب في دولة عربية وأيا كانت – بهذا الدور اليهودي ، وبهذا ينتهي صراع الشرق الاوسط الطويل ويحل السلام في المنطقه » !!
هذا ملخص مقال الشيخ عبدالخالق ، وهذا هو«الفكر الديني» الذي يراد له أن يسود في العالمين العربي والاسلامي !! لكن تبقي حقيقه ساطعة كشمس تموز، وهي أن زعيم السلف « المصري سابقا والكويتي حاليا» – وبعد ان سحبت منه الجنسية العمانية – لم يكن رجل دين فقط حين كتب ماكتب قبل ثلاثين سنه، بل منجما ومتنبأ وفلكيا وقارئ كف وضارب رمل وفاتح مندل ، فما سطره قبل عقود تحقق علي أرض الواقع وكانت قطر .. البديل الإسرائيلي الذي حقق للأمريكيين واليهود مالم يحققوه في سبع حروب مع العرب حرب ١٩٤٨، وحرب ١٩٥٦ ،وحرب ١٩٦٧، وحرب الإستنزاف عام ١٩٧٠، وحرب أكتوبر ١٩٧٣ واجتياح بيروت عام ١٩٨٢ وحرب تموز ٢٠٠٦!! هذا المنجم وقارئ الكف والمتنبئ وضارب الرمل وفاتح المندل« قال قبل سنتين : إن الكويتيين لم يكن يعرفون دينهم حتي جئت الي بلدهم ،وهكذا فعل نظيره «القرضاوي – القطري» حين أتي بـ« نطفة» حسن البنا ليزرع بها أرض قطر «بالإسلام الأمريكي» المعجون «بالفقه الإسرائيلي» والمذاب بنصرانية عزمي .. بشارة !!