بتاريخ 19 ديسمبر عام 2012 أطلق نائبرئيس حزب الحرية والعدالة «الإخوان المسلمون» سابقا المدعو «عصام العريان» النزيل في الزنزانة رقم «102» بسجن «طره» بإحدى ضواحي العاصمة المصرية تصريحا«حلمنتيشيا» قال فيه «لا فض فوه ولا مات حاسدوه».. «إن الشعوب العربية في مصر وتونس وليبيا سيقيمون دول الحق والعدل والقانون بما يكفل للمواطنين الحق في التعبير والتعليم والصحة والعمل ..وتداول السلطة»!!
سنترك الحديث عن حق المواطن العربي في «الصحة والتعبير والتعليم والعمل» لأن ذلك مثل الحديث عن«المستحيلات الثلاث:الغول والعنقاء والخل الوفي» ونتحدث بما هو أقرب إلى الحقيقة منها للخيال وهو مبدأ «تداول السلطة» الذي بشر به الإخواني العريق عصام بن العريان «صديق وحبيب اليهود» بعد أن نادى بعودة يهود مصر إلى وطنهم حتى يتركوا مكانهم للفلسطينيين في الشتات!!
الإسلاميون عموما والإخوان على وجه الخصوص السلطة بالنسبة لهم هي ..«سلم يسيرون به بالعرض طيلة حياتهم السياسية فيزيح عن طريقهم كل من يحاول مواجهتهم ولو بالحوار وما إن يصلوا إلى بداية السلطة حتى يعدلوا وضع السلم من الأفقي إلى العمودي فيصعدون عليه وما إن يصلوا إلى «كرسي -العرش» حتى يأتوا باحد أمرين: إما أن يسحبوا السلم ليضعوه إلى جوارهم كي لا يصعد عليه أحد ويقترب منهم أو ..يحرقوه فلا يتركوه إلا رمادا ليتحول مبدأ «تداول السلطة» عندهم إلى ..«ديمونة السلطة وأبديتها»!!
هاهي جمهورية إيران الإسلامية مثال حي وصارخ وواضح لهذا المفهوم فقد عاشت الشعوب الإيرانية ذات الخليط العجيب من القوميات والأثنييات لقرون طويلة تحت حكم إمبراطوري واحد لا مكان فيه لتداول السلطة إلا مع النخبة ونخبة النخبة وبقوة أجهزة الأمن من مخابرات و«سافاك» وأميركان وإنجليز وحين ثارت هذه الشعوب الخليطة ورحبت بالتغيير وحلمت بتداول السلطة أوصلت «آية الله العظمى روح الله الخميني» وأعطته السلم الذي وصل به إلى «الكرسي-العرش» معتقدة أن الحلم قد تحقق وأن «شاة إيران والشهبانو» وذريتهما قد زالوا إلى الابد لكن ..الواقع خلاف ذلك تماما!! هاهي الجمهورية الإسلامية ومنذ 35 عاما من عمر الثورة ولا تداول للسلطة فيها تذهب عمامة ولحية وتأتي عمامة ولحية!! يذهب ملالي ويأتي ملالي يموت «آية الله» فيأتي «آية الله»!! تختفي قمصان بلا ربطات عنق فتظهر قمصان بلا ربطات عنق!!
في عام 1975 كنت اخيط دشاديشي عند خياط إيراني في شرق وقتها كان كل محل إيراني خياطا أم حلاقا لا بد أن يضع صورة كبيرة يعلقها على الجدار للشاه وحرمه الشهبانو فرح ديبا وهما جلوسا على العرش وفوق رأسيهما تاجين مطهمين بالذهب والألماس والفيروز والزمرد والياقوت وكنت أسأل ذلك الخياط في الزمن البعيد مشيرا إلى الصورة ..«هل تحب هذا الرجل وزوجته»؟ فيجيب وبنظرة رعب خفيه تظهر في عينيه «نعم..نعم»!! مرت السنوات وطار عرش الطاووس وجاء الخميني فسألت خياطا إيرانيا أخر«هل تحب الخميني وجماعة الملالي»؟ فقال بجرأة عجيبة «زمان» كان لدينا شاه واحد وشاهبانو واحدة اليوم لدينا عشرة آلاف شاه وكل واحد منهم لديه شاهبانو! أطحنا بأسرة حاكمة واحدة فجاءتنا عشرة آلاف أسرة حاكمة إيرانية .. جديدة!!
كان إخوان مصر يقولون في مجالسهم الخاصة بعد أن تسلموا السلطة إنهم «سيحكمون : أرض الكنانة لخمسمائة سنة » لولا رحمة الله عز وجل أما ملالي إيران فقد قرروا أن يحكموا أرض فارس إلى أن يأتي الشجر والحجر ويقولا ..«ياعبدالله هذا يهودي يختبئ خلفي فتعال .. واقتله» كما بشرنا بذلك سيد المرسلين والأنبياء