قد أفهم وأتفهم ارتفاع أسعار المشتقات البترولية، مثل الديزل والكيروسين وغيرهما، عندما ترتفع أسعار البترول، لكن ما لا يمكن أن أستوعبه أن يتم رفع أسعار هذه المشتقات بعد موجة نزول في أسعار النفط الخام تجاوزت %50!
كانت الأسعار قد تجاوزت المئة دولار للبرميل من النفط الخام الكويتي، ثم نزلت إلى أن لامست اليوم الخمسين دولاراً، وعلى فرض أننا ننتج قرابة الثلاثة ملايين برميل يومياً، أي بحسبة بسيطة، فإن الكويت خسرت وستخسر خلال عام واحد أكثر من 45 مليار دولار! على فرض أن السعر لن ينزل أقل من خمسين دولاراً!
إذن نحن أمام أمرين لا ثالث لهما، إمّا أن ننتقل إلى وضع التقشف وتقليل المصروفات، وهنا على الشعب أن يتحمل مع الحكومة الضيق والتقتير فيما لا داعي له إلى أن تعاود الأسعار الارتفاع مرة إخرى، وإمّا أن نبدأ بتفريغ صناديق الأجيال القادمة، وصرفها على جيل اليوم لاستمرار حالة العيش الرغيد، إن كنا فعلاً كذلك.
الذي لا يمكن أن يتقبله الناس أن نأتي في هذه الظروف ونبدأ «نفسفس» أموالنا هنا وهناك، بحجة الأمن القومي للدول الصديقة والشقيقة، ونحن في الكويت نعيش في منطقة ملتهبة تجعل أمننا القومي على كف عفريت.
المواطن هالأيام يموت قهراً، وهو يرى الأسعار ترتفع بهذا الشكل الجنوني، ثم نأتي ونطالبه بالتحمل وضبط النفس، وهو يرى أمواله تهدر على ناس وجهات لا تستحقها!
***
مع بداية السنة الجديدة، كتبت إحدى الصحف عنوان صفحتها الأولى «لجان خيرية.. تتلاعب»! فقلت: يا فتاح يا رزاق يالله صباح خير! خذو نفس شويه عالاقل! وطبعاً لما تقرأ الخبر تقرأ: «صرح مصدر مسؤول..»! ومع أنه لم يذكر اسمه، إلا أن هذا المسؤول يقول: «أتحدى أن تثبت اللجان الخيرية أنها لا تتلاعب»! يا أخي، ما دام بتتحدى ليش ما كشفت اسمك حتى نعرف من نتحدى؟!
***
لحقوا على ديرتكم..
هذا هو لسان حالي، وأنا أخرج من قصر العدل في ذلك اليوم، فقد شعرت أن هناك بعيداً عن العبدلي والنويصيب والسالمي من تزعجه أجواء الحرية التي نعيشها في الكويت، وكأنه يريد أن يوصل رسالته إلى الكويتيين الأحرار من خلالي.. أن من يفتح فمه مآله أروقة قصر العدل وجرجرته الى دهاليز «جنوب السرة»!
***
في إحدى مقابلاتي التلفزيونية، ذكرت اسم جابر المبارك عشر مرات بالنقد له ولحكومته، ولم تتم جرجرتي، لا هنا ولا هناك، وعندما ذكرت غيره مرة واحدة طلعت بالخمسة! عمار ياكويت..!
مبارك فهد الدويله