كتب الصديق نجيب حمد مساعد مقالا، (القبس 12/8)، انتقد فيه مطالبة الصديق والزميل عبد اللطيف الدعيج بعقد مؤتمر وطني ومشاركة الجميع في وصف المشاكل التي تواجهها الكويت، وطرح الحلول لمواجهة الكارثة. وقال على لسان الزميل الدعيج اننا شعب ليس لديه وقت فراغ، رغم انه لا يعمل. وقال الصديق نجيب ان الحل ليس في عقد المؤتمرات، فقد رأينا الكثير منها، بل الحل لوضعنا موجود ويشعر به كل مواطن، ولكنه لا يستطيع ان يبوح به تحاشيا لتعارض المصالح، فالمواطن هو المشكلة، وليس من السهل تغيير هذا المواطن او استبداله بغيره. وطالما أننا نرفض الاعتراف بذلك فإننا سنستمر في استخدام عبارات عامة مبهمة تفتح المجال لنقاش أبدي هدفه الوحيد قتل الفراغ. فقد تعودنا على الحديث بكلام منمق وجميل لا يؤدي لنتيجة. وقال ان المؤتمر الوطني سوف لن يؤدي لغير المزيد من التوصيات التي يصعب الاعتراض عليها كما يصعب تنفيذها. وخلص السيد نجيب في القول ان المهم ما ينفعنا ليس ما سوف يقال، بل ما لا يمكن ان يقال خلال المؤتمر الوطني، وهو اننا بحاجة الى دماء جديدة غير ملوثة نخلطها مع دمائنا «الملوثة» لتخفف سلبيات مجتمعنا التي توارثناها على مدى اربعة عقود، من خلال توطين ناس جدد لم تصبهم أمراض الخير والرفاه!
ولكن الصديقين تناسيا أن من الصعب تحقيق أي من الأمرين بغير إدارة حكومية واعية بمسؤولياتها ومقرة بتقصيرها، ومدركة مدى عجزها! فما فائدة عقد مؤتمر وطني إن كانت توصياته ستصطدم في نهاية الأمر بحائط الرفض الحكومي الناقد لها أو لطريقة إدارتها؟ وهو الرفض النابع من الشعور بأن ليس في الإمكان افضل مما كان! كما أن الاقتراح الذي تفضل به الصديق نجيب والمتمثل بفكرة إحضار دماء جديدة، (أي مواطنون غير كويتيين)، وخلطهم بدماء الكويتيين للتخفيف من سلبيات مجتمعنا التي توارثناها على مدى اربعة عقود سيصطدم بالحائط نفسه. فالحكومة التي فشلت في إدارة اسهل دولة في العالم ستكون حتما عاجزة عن اختيار الدماء الجديدة التي سيتطلب الأمر خلطها بدماء الكويتيين، هذا على افتراض أن هذا الاقتراح ممكن التطبيق أو أننا نتفق معه عليه.
نعود ونقول ان المشكلة ليست في المواطن ولا في اللجان، ولا في التوصيات بقدر ما هي في الحكومة المهيمنة على كل نشاط وأمر في الدولة، والعاجزة في الوقت نفسه عن إدارة شركة مشاريع سياحية صغيرة بطريقة ناجحة.
أحمد الصراف