لكل لعبة قواعدها سواء كانت هذه اللعبة رياضية أو اقتصادية أو سياسية، ويجب أن تكون تلك القوانين راسخة ومتعارف عليها بين كل اللاعبين.
في الكويت هناك فريقان سياسيان (فريق الحكومة وفريق البرلمان) وتجرى المباريات السياسية بصورة رسمية في ستاد عبدالله السالم مقر البرلمان، ولكل فريق ستاده ومقره الخاص للتدريب والتخطيط، وتشابه المباريات السياسية الى حد كبير مباريات كرة القدم بقوانينها ونجومها واتحادها.
ما حدث من تغيرات في قانون الانتخاب أو «اللعب السياسي» أغضب فريق البرلمان وأربك المباريات السياسية.
ولو أسقطنا ما حدث في اللعبة السياسية في الكويت على لعبة كرة القدم حيث يمكن أن تتصور أن لعبة تلعب بالأقدام ككرة القدم، وأثناء المباراة أو بين الشوطين يتغير قانون اللعب فيها.
عودة للملعب السياسي الكويتي، من الطبيعي أن فريق البرلمان سيحتج على طريقة اللعب الجديدة والمفاجئة وسيحاول تعطيل المباراة، وستثور ثائرة مشجعيه الذين قاموا ببعض أعمال شغب اضطر معها رجال الأمن للتدخل والسيطرة على الوضع، وبعد سجال شديد بين الفريقين المتباريين «فريق الحكومة وفريق البرلمان»، انسحب فريق البرلمان من المباراة مفضلا البقاء في الخارج وبمقربة من ميدان الستاد الرياضي هو ومشجعوه محاولين دون جدوى الضغط على فريق الحكومة للعودة إلى القانون الأول.
بينما استمر فريق الحكومة في اللعب مع فريق البرلمان البديل الذي يتهمه فريق المعارضة بأنه تم تشكيله من لاعبي الحكومة الاحتياط، مازال الدوري السياسي الكويتي مستمرا، بالرغم من أن فريق المعارضة اصبح خارج اللعبة السياسية تماما بعد فشله في إلغاء القوانين الجديدة للعبة، كما أصاب جماهيره بالإحباط والملل من طول الانتظار، وأصبحوا يتساءلون ماذا لو كان لاعبو المعارضة المحترفون موجودون في الدوري؟ ربما تمكنوا من تعديل قوانين اللعبة أو على الأقل أفسدوا متعة اللعب المتفرد لخصومهم.
ختاما: لم أكن يوما من المشجعين المتعصبين لفريق المعارضة بالرغم من أن لعبها يروق لي كثيرا – كما كان يعجبني اللعب الحكومي سابقا – أما الآن فالدوري السياسي أصبح باهتا لا لون له ولا رائحة، خصوصا أن فريق البرلمان الجديد أغلبه من الناشئين والموالين لفريق الحكومة كما انهم لا يتمتعون باللياقة والفنيات المطلوبة.
الخلاصة: متفائل بقرب عودة فريق المعارضة إلى المباريات السياسية من داخل الملعب الرسمي من أجل المشاركة في اتخاذ القرارات السياسية، لأن العمل من خارج الملعب نتائجه غير مجدية إلى الآن أو ربما تتحول إلى أفعال مكلفة جدا، وهذا لا يتمناه أحد.