تحت رعاية الملك محمد السادس، وبحضور ما يقارب 500 شخصية من الوزراء والسفراء والأدباء والشعراء، افتُتحت في مراكش الحمراء فعاليات الدورة الـ 14 لمؤسسة عبدالعزيز البابطين التي اختصت بشعر أبي تمام الطائي وتم توزيع الجوائز والاحتفال توازيا مع اليوبيل الفضي للمؤسسة.
****
وقد كشف الأديب عبدالعزيز البابطين في كلمته الافتتاحية أن باحثي وكشافي المؤسسة اكتشفوا أخيرا مخطوطا قديما فيه 387 قصيدة لأبي تمام لم تنشر مما يقارب الألف عام، وواضح أن أعمال المؤسسة ودوراتها وجوائزها والمدارس والمكتبات التي تنشئها وتراجمها ومعاجمها وبعثاتها الطلابية ومركز البابطين لحوار الحضارات وكراسي البابطين في مختلف الجامعات ودور المؤسسة الفاعل في تعريب دولة جزر القمر، جعلها بحق عاصمة متحركة للثقافة العربية.
****
والشاعر العباسي أبو تمام الطائي هو صاحب القصيدة الشهيرة التي مطلعها «السيف أصدق أنباء من الكتب»، والتي أنشدها مدحا وثناء على ما قام به الخليفة العباسي المعتصم عندما غزا عمورية (223هـ – 838م) بسبب ما نقل له عن صفع رجل رومي لامرأة عربية فأحرق المدينة وقتل 30 ألفا من رجالها (ما ذنبهم في تلك الصفعة؟) ولربما حاول المتنبئون ثنيه عن ذلك الفعل عبر تخويفه بعلوم الفلك، والله أعلم.
****
وقد يكون ذلك الفعل مقبولا في ذلك العصر الذي كانت فيه شريعة القوي – لا حقوق الإنسان – هي ما يحكم العلاقات بين الامبراطوريات والممالك، أما الآن فما تقوم به مؤسسة عبدالعزيز البابطين الثقافية من تقريب للثقافات والحضارات وإصلاح ما تفسده السياسة هو النهج الأمثل، فالكتب ذات الأحرف السوداء أصدق أنباء هذه الأيام من الحروب والصفائح البيضاء القاطعة للرقاب!
****
آخر محطة: لو أعطينا هذه الأيام الحق لصفعة بأن تبرر غزوا واحتلالا، لجاز أن نعطي حق احتلال دولنا والافتخار بذلك من قبل القوى الكبرى التي يتم قطع رقاب مواطنيها صبرا وعلنا.