اسمه «صادق غيوي» واشتهر بلقب «خلخالي» واسمه الكامل الذي تداولته الصحافة في العالم طويلا هو : «آية الله صادق خلخالي» مولود في قرية صغيرة اسمها «غيو» قريبة من مدينة «خلخال» بولاية «أذربيجان» عام 1926 في بيت فلاح فقير أرسل ولده «صادق» للدراسة الابتدائية في مدينة اسمها «زنجان» وبعدها إلى «قم» لينهل من العلم الديني الشيء الكثير والذي أوصله إلى مرتبة «آية الله»! بعد يوم واحد فقط من بداية ثورة «آية الله روح الله الخميني» أمر بتعيينه رئيسا لمحكمة الثورة وقاضيا شرعيا فأصدر أحكاما بالإعدام على أكثر من 2000 من رجالات الشاه من بينهم «أمير عباس هويدا» رئيس الوزراء في عهد «بهلوي»!
في إحدى جلسات محاكمة هؤلاء سأله أحد الجنرالات قائلا: «سيدي آية الله خلخالي رئيس المحكمة ألم يقل الإمام الخميني أن كل من ينضم للثورة فإنه سيكون في عداد الأحرار»؟! فضحك «صادق غيوي» الشهير بـ«خلخالي» وقال: «يستطيع الإمام الخميني أن يغفر لكم لكن صادق خلخالي مكلف من عند الله بأن ينزل على رؤوسكم العقاب»!! وكنت أول من أطلق عليه في الصحافة الكويتية لقب «مهداوي إيران» نسبة إلى العقيد «فاضل عباس المهداوي» رئيس محكمة الثورة العراقية عام 1958 والذي حكم بالإعدام على دبلوماسي عراقي لأنه بلغ الأربعين من عمره ولم يتزوج فاتهمه بالشذوذ الجنسي و.. أطار رقبته!!
لنعود إلى صديقنا «صادق غيوي خلخال» ونقفز إلى سنوات العشر الأخيرة التي عاني منها من أمراض عدة وكان أخرها «الزهايمر» ويقول رجل الدين الإيراني «حجة الإسلام رضا عليوندي» الذي زاره في أيامه الأخيرة بأحد مستشفيات طهران: «كان أشبه بالطفل الباكي في سريره الأبيض ومعلنا لي عن ندمه على أحكام ظالمة أصدرها ضد المئات من المساجين وبأمر مباشر من زعيمه وقائده آية الله روح الله الخميني»!! حين كان «خلخالي» يحاكم رئيس وزراء إيران الأسبق «أمير عباس هويدا» سمع أن مستشار رئيس الوزراء «مهدي بازركان» واسمه «أبو الفضل بازركان» وكان معه وزير العدل في ذلك الوقت «أسد الله مبشري» قد توجها إلى مدينة «قم» «المقدسة» لمقابلة «الخميني» واستصدار أمر منه بتسليم «هويدا» إلى رئيس الحكومة لاستجوابه حول استثمارات وأموال تخص البلاد وأيضا كونه قدم مساعدات لنجل الخميني «أحمد» أيام «الشاه» حين استخرج له ولعائلته جوازات سفر من وراء ظهر الشاه للحاق بوالدهم بعد لجوئه للنجف الأشرف فما كان من «مهداوي – إيران» إلا أن أغلق أبواب السجن وأنهى محاكمة «هويدا» في دقائق وما إن وصل «أبو الفضل» «بازركان» ومعه وزير العدل «أسد الله مبشري» إلى طهران قادمين من «قم» ومعهما أمر من الخميني بتسليم الرجل للحكومة حتى سمعوا أصوات إطلاق رصاص وإذا بجثة «أمير عباس هويدا» «غارقة في دمائها» ليخرج عليهم «خلخالي» مبتسما وقائلا: «لقد تأخرتم لقد أرسلنا هويدا إلى ..جهنم»!! فيما بعد ذلك بسنوات وفي سنوات مرضه الطويلة اعترف «خلخالي» بأنه.. «تلقى اتصالا هاتفيا من «الخميني» قال له فيه إنه يتعرض لضغوط كبيرة من رئيس الحكومة ووزير العدل وسوف يعطيهما رسالة إليه بتسليم هويدا لهما لكنه أمر بأن يتجاهل هذا الأمر وينفذ حكم الإعدام به»!! اعترف أيضا في بيان مكتوب أنه ربما أخطأ في إعدام بعض الأبرياء لكنه أوضح أن «الباري عز وجل سوف يكافئهم على براءتهم ويعطيهم غرف أكبر في الجنة من الغرف العادية المخصصة للباقي وحوريات أجمل من حوريات بقية المؤمنين الصالحين»!!.
ذهب ذات يوم إلى «الأحواز» بمحافظة «خوزستان» وزار أحد السجون واختار عشرة من السجناء أعدم خمسة وأفرج عن خمسة فسألوه عن السبب فقال : «لمحت الخيانة والغدر في عيون خمسة فأعدمتهم والبراءة والطفولة في عيون الخمسة الآخرين فأفرجت عنهم»!!
****
قال إمام صلاة الجمعة في طهران آية الله أحمد خاتمي قبل أيام معلقا على خبر صدور حكم بإعدام «نمر النمر» في السعودية موجها حديثه للرياض: «لا تتصوروا أن نمر النمر لقمة سائغة ستدفعون ثمنا باهظا لإعدامه»!! ..صحيح .. «اللي اختشوا .. ماتوا..»!!