قال لي «نصاب عراقي» مقيم في لندن، يقرأ الطالع والكف ويكشف المستور ويفك المندل -ويقرأ على الطوفة يمشيها- إن له زبائن من منطقة الشرق الأوسط عامة،ودول مجلس التعاون الخليجي تحديدا، من كل المستويات والطبقات والدرجات، من بينهم شخصيات نسائية رفيعة المستوى ورجال سياسة واقتصاد وحتى ..علوم، يزورونه بانتظام ليكشف لهم عن طالعهم وحظهم ونسبة نجاح مشاريعهم، ومن «يكيد لهم حتى يكيدوا له» ، وبعض هؤلاء -ولأجل مزيد من السرية التامة – يكتفي بمراسلته عبر الفاكس أو الإنترنت والحصول علي الإجابات الشافية في تكتم شديد!
أطلعني الرجل على العديد من هذه المراسالات وقد صعقت حين قرأت أسماء أصحابها لما لهم وزن في كل المجالات «السياسة، والأدب، الشعر، المال، النفوذ.. إلى آخره»، وكيف إن عراقيا هرب من نظام «صدام حسين» في أواخر السبعينات -سيرا على اقدامه- باتجاه الحدود مع تركيا، ومنها إلى أوروبا ليعمل -بداية- نادلا في مقهي، وسائقا على عربة أجرة، وبائعا للفول والفلافل في مطعم لبناني يصل إلى هذا الحد من الثراء والنفوذ عبر قراءة الفنجان، وتتكون لديه كل هذه القائمة الطويلة «المحترمة» من زبائن الشرق الأوسط والخليج العربي؟!
وهو يطلعني على هذه الرسائل التي تصله من تلك الشخصيات المرموقة لم يكن هناك فرق بين معتقدات الرجال وخيالات النساء «فكلهم في الهم شرق»، لكنني لاحظت أن عدد الإناث أكثر واهتماماتهن تختلف عن اهتمامات الرجال، فعلى سبيل المثال، فإن أسئلتهن تدور حول «المكائد من طرف الصديقات، ومن التي تريد خطف زوجي مني، وهل لدى زوجي صديقه أو عشيقه، أو فلانه تريد أن تدخل شراكة معي في مشروع عقاري ضخم هل أوافق على شراكتها أم ..لا». وهكذا!!
أطرف تلك الرسائل وردت من رجل يطلب فيها من «الساحر» أن «يعمل له عمل»؛ لكي يبقي وزيرا في حكومة بلاده مدى الحياة، ويسأله النصيحة لأفضل السبل حتى يكسب ود رئيس وزراء بلده لكي لا يترك كرسي الوزارة إلا داخل تابوت متجها إلى المقبرة !«دنيا عجيبة وبشر ..أعجب»!!