زميلنا حامي حمى حقوق الانسان، عنده عقدة من جماعة الاخوان المسلمين، حاله حال كثير من كتاب البلاط وكثير من أنظمة الحكم العربية، حيث يخيل لهؤلاء ان كابوس الاخوان سينزل عليهم بين لحظة وأخرى ويجعل عاليها سافلها، لذلك تجدهم «يهذرون» في الاخوان، حتى جزم احدهم ان تظاهرات هونغ كونغ المطالبة بالديموقراطية هي من صنيع جماعة الاخوان المسلمين، بل ان احداهن أكدت في مقابلة تلفزيونية ان أخ اوباما عضو مكتب الارشاد في الجماعة!
زميلنا كتب قبل يومين يريد ان يؤكد للقارئ الكريم ان الاخوان جماعة غير سلمية، وانها تبعد عن السلمية بعد الثرى عن الثريا!.. ودليله التاريخ المعاصر!.. ولنستمع الى دليل هذا الحقوقي الفلتة في تأكيد ما ذهب اليه.
قذاف الدم!!.. نعم قذاف الدم ابن عم العقيد المقبور معمر القذافي، والرجل الثاني في ليبيا، يذكر في جريدة الشرق الاوسط ان الاخوان المسلمين خانوا سيف الاسلام وتنكروا له بعد ان أخرجهم من السجون! لكنه فوجئ بعد احداث 17 فبراير 2011 انهم تنكروا له! هذا الدليل الاول الذي استنبطه الزميل الحقوقي في ان الاخوان المسلمين بعيدون عن السلمية بعد الثرى عن الثريا! وكأنه كان ينتظر من الاخوان ان يقفوا مع سيف الاسلام ووالده ضد الشعب الليبي بكل فئاته حتى يكونوا سلميين! لكن ما دام قذاف الدم قال ذلك، وبالذات في جريدة الشرق الاوسط (!!)، فلا شك ان هذا دليل على دموية الاخوان!
ويستمر زميلنا الحقوقي في ابداعه باستنباط الادلة، فيقول ان الاخوان في مصر حاولوا بيع قذاف الدم لليبيا بملياري دولار! وانه كشف (يذكرني بخلف الكواليس) ان خطاب تحويل الاموال من البنك المركزي الليبي جرى توقيعه من مسؤولين ليبيين العام الماضي!.. يعني صار هذا الخبر ـ ان صح ـ دليل على دموية الجماعة! انا هذا ما أقدر أقول اسحبوا جنسيته مثل الموضة الماشية هالايام، لكن اطالب جمعية الحقوق بالتأكد من شهادته! فالمعلوم ان العهد الليبي الجديد وايام حكم احمد جبريل ومن جاء بعده طالب الحكومة المصرية بتسليم قذاف الدم، بحجة انه استولى على استثمارات ليبية بقيمة ملياري دولار عندما كان مسؤولا عنها ايام عهد الدكتاتور! وقد حاول المتهم ان يرد قيمة مزرعة اشتراها بهذه الاموال كي تسعى الحكومة المصرية الى انهاء المطالبة به، لكن المسؤولين الليبيين رفضوا هذا العرض، وقال الرئيس مرسي وقتها انني لا اريد ان أغضب الليبيين لان مليوني مصري يعملون في ليبيا ومصيرهم على كف عفريت! هذه هي الحقيقة يا استاذ الحقوق وليست اخبارك الملفقة التي ينسجها لك خيال متهم بسرقة اموال شعبه واستثماراته، وتأخذها من مصدر معروف عداؤه للاخوان! لكن كما قيل: من شاهدك يا ابا الحصين؟ قال!..
ختاما، اقول لزميلنا ولبقية الزملاء الذين اصبح الاخوان شغلهم الشاغل، ابحثوا عن العدو الحقيقي للسلام، وابحثوا عن أعداء الحرية والديموقراطية الذين وقفوا في وجه رغبات الشعوب المقهورة والمسحوقة، وميزوا بين من يؤيد حق الشعوب في حياة كريمة، ومن يطالب بعودة أنظمة الفساد والقمع التي جثت على صدر الامة عقودا من الزمن، لم تجن منها شعوبها الا التخلف وتعطل التنمية وتكميم الافواه! مشكلتكم ان الحقد اعمى بصيرة بعضكم، حتى اصبح الباطل عندكم حقا! فأصبحتم تدعمون قتل نظام الاسد لشعبه بالبراميل المتفجرة، وتؤيدون ميليشيات حزب الله عندما تقاتل معه، بينما تنعتون المجاهدين الذين يقاتلون من اجل حياة افضل بالمخربين والارهابيين!
* * *
زميلنا اياه لم يعلق على تهديد نسخته البرلمانية للبحرين الشقيق، والتنبؤ بزوال حكمها، بينما اقام الدنيا ولم يقعدها عندما علق محمد غزلان، وهو مصري، على كلام لضاحي خلفان! ألم أقل لكم انه الحقد الاعمى الذي يملأ الصدور ويعمي القلوب والعيون؟!
* * *
عضو مجلس وصاحب شعار «العداء للاخوان» علق على سحب جنسية سعد العجمي ساخرا من اسمه الرباعي! ومدعيا تزويره لجنسيته! وبالأمس مستغربا من تحويل جنسية مواطن من السابعة الى الاولى! وأقول له سيأتي يوم بإذن الله «تُدان كما تدين»، وكما قال تعالى «وتلك الايام نداولها بين الناس».