«الخازوق» عبارة عن عصا خشبية أو معدنية ذات طرف مدبب تستخدم للتعذيب وأول من اخترعها هو الملك «دريوس الأول» أحد ملوك فارس، حيث ينطق اسمه بالفارسية «داريوش الكبير»، والذي حكم من عام «521» قبل الميلاد، وكان يُجلس أسراه على الخوازيق التي تخرج من رؤوسهم أو ظهورهم أو من رقابهم! أبناء عمنا «الأتراك» زمن الخلافة والدولة العثمانية أخذوها من «داريوش الكبير» وصارت «الخوازيق» على أرض بلاد الشام «فلسطين وسوريا ولبنان» أكثر من المطلقات والأرامل في وزارة الشؤون بأية دولة عربية، أما الجلاد الذي «يتفنن» في دس الخازوق بطريقة فنية تطيل عذاب الضحية ولا تقتله سريعا، فكان يرقى الى رتبة «باش-جلاد»، «أمان يا ربي أمان»! ثم اقتبس اليابانيون هذا الاختراع من جنود الخلافة العثمانية «المسلمة» ونجحت «أمة الإسلام» أخيرا في تصدير اختراع لهذا النوع من البشر الذكي، وكعادة هذا الشعب الأصفر، فقد طوروه ولكن بطريقة شيطانية! صنعوا الخازوق من نبات «البامبو» الذي ينمو بكثرة في مستعمراتهم بجنوب شرق آسيا لكنهم لم ينتزعوه من الأرض، بل كانوا يأتون بالأسرى من تلك الشعوب المسكينة في الفلبين والكوريتين ويجلسون على هذه العصي المدببة حتى تصل إلى منتصف أحشائهم وبعدها يتركونهم لأيام بينما يستمر هذا النبات الحي بالنمو والاستطالة أكثر فأكثر بداخل كل أسير!.
الفرنسيون سبقوهم في اكتساب مهارات الأتراك العثمانيين، فعندما قتل البطل «سليمان الحلبي» القائد الفرنسي «كليبر» أجلسوه علي خازوق لثلاثة أيام حتى مات في هدوء وبطء! من غرائب حكايا ما فعله بنا الأتراك «الأشقاء المسلمون» ابان الدولة العثمانية على أرض الشام، واحدة تقول إن جنديا عثمانيا كان يحرس أكثر من خمسين أسيرا عربيا من سوريا ولبنان وفلسطين، وأُجلسوا جميعا على خوازيق تحت أشعة الشمس الحارقة، فحدث أن أحد هؤلاء المساكين صرخ على حارسه «التركي العثماني»، مستحلفا إياه برأس الخليفة والباب العالي و«أمان يا ربي أمان»، أن ينتزعه من هذا الخازوق الجالس عليه منذ يوم أمس، ويذهب به الى خازوق آخر لا يجلس عليه أحد ويبعد عنه حوالي مئة متر! استغرب الجندي العثماني طلبه قائلا: «خازوق هنا مثل خازوق هناك»، «لماذا مخ عرب مثلك أنت يريد يذهب إلى خازوق ثاني؟ وكله سوا سوا؟»، فيرد عليه الأسير العربي بكل حرقة الضيم والألم الذي بداخله على ما تفعل أمة الإسلام بالمسلمين: «سيدي حين تخرجني من هذا الخازوق الذي أجلس عليه الآن، وتسير بي لمسافة مئة متر حتى تجلسني على الخازوق الثاني فسوف يستغرق الأمر بضع دقائق وهي كل أحلامي وطموحاتي في الشعور بالراحة ولو لفترة وجيزة من ألم الخازوق، فأنا أريد أن أرتاح من خازوقي هذا قبل أن أجلس على الخازوق الثاني»، ها هو التاريخ يعيد نفسه، فبعد أن أجلسونا على خازوق «سايكس-بيكو» قبل مئة سنة، عادوا وأجلسونا على خازوق نكبة 48، ثم خازوق هزيمة 67 وبعدها خازوق اجتياح بيروت عام 1982، وخازوق صدام حسين عام 1990 ثم الإخوان والحوثية وقبلهم بن لادن والزرقاوي وختموها أخيرا وليس آخرا بداعش والبغدادي وجيش الدولة الإسلامية!. كانت خوازيق زمان من الخشب والمعدن والبامبو، والآن صارت لها خرائط يصاحبها رعد وبرق وأرواح مسلمين تصعد كل يوم الى بارئها لتشكو اليه ظلم خليفة الله في أرضه!.