كشف سقوط صنعاء عن تحالف بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، كما اتضح أن انهيار الشمال العراقي والمذابح التي تمت قام بها أعوان الرئيس السابق صدام حسين حتى قبل وصول داعش التي يرى كثيرون أنها صنيعة النظام في دمشق، وبينت مكالمة للساعدي القذافي من سجنه لبعض قيادات إقليم برقة ان الأعمال العسكرية في ليبيا لها صلة مباشرة بنظام القذافي، وذكر القيادي البلتاجي أن الأعمال الإرهابية في سيناء لن تتوقف إلا بعودة الرئيس مرسي للكرسي، كما تبين أن الحراك الانفصالي المسلح في اليمن الجنوبي مرتبط بالرئيس الأسبق علي سالم البيض، للمعلومة يتجه من تنتهي ولايته من الرؤساء الأميركان والأوروبيين الى الراحة والكتابة والزراعة لا لإنشاء الميليشيات المسلحة، وهذه أحد الفروقات الكثيرة بيننا وبينهم!
***
تلك الصلات بين أعمال العنف الحالية والرؤساء السابقين وأعوانهم تفسر وتوضح وتبدد الضباب عن جزء غامض من المشهد السياسي والأمني العربي، حيث تجيب عن أسئلة مهمة عن مصادر أموال وأسلحة الجماعات المسلحة التي فاقت في بعض الأحيان أسلحة جيوش دولها، كما تسهل معرفة أسباب الانتصارات السريعة لتلك القوى التي ما كانت لتحدث لو كان من يقودها المنضوي تحت الجماعات من شباب هواة لا يملكون الخبرة العسكرية في المناورات والحروب، فأغلب تلك القوى المسلحة يقودها ضباط محترفون من العاملين السابقين في جيوش ما قبل الثورات، إلا أنهم لا يظهرون للعيان، بل تخفيهم الأقنعة ويترك للشباب الغر الظهور في المشهد الإعلامي.
***
ولم يكتف الرؤساء السابقون بالأعمال العسكرية والانتصارات الباهرة والتسبب في الفوضى غير الخلاقة التي جعلت الجموع تتحسر على عهودهم وتندم على اللحظة التي نزلت بها للشوارع، بل يعتقد أن قواهم السياسية الخفية التي غيرت مسمياتها ستكتسح عبر مرشحيها الانتخابات البرلمانية القادمة في أكثر بلد مثل مصر وتونس وغيرهما مما سيكون بمنزلة إطلاق رصاصة الرحمة على ما سمي بالربيع العربي المدمر الذي هو تماما عكس الربيع الأوروبي المعمر الذي حدث عام 89 في دول شرق أوروبا.
***
آخر محطة: هناك أحيانا صلة وتشابه بين الأفلام الهوليوودية المثيرة والأحداث العربية المريعة، في عام 91 أخرجت السينما الأميركية فيلما اشتهر كثيرا يدعى Point Break تدور قصته حول جماعة مسلحة تدعى «عصابة الرؤساء السابقين» حيث يلبس أفراد تلك العصابة أقنعة تماثل وجوه الرؤساء الأميركان السابقين: ريغان وكارتر ونيكسون وجونسون، ليعيثوا بعد ذلك في الأرض فسادا.