بعد أسابيع قليلة على وفاة أمير الكويت الراحل «جابر الأحمد» كانت طائرة خاصة تابعة لحكومة دولة الكويت قادمة من مكان بعيد في أقصى الارض حاملة على متنها ثلاثة ركاب لهم خصوصية مميزة! جهة الإقلاع ؟ من قاعدة «غوانتانامو» الأمريكية على الارض الكوبية ، والركاب ؟ ثلاثة شباب كويتيين من نزلاء ذلك السجن الأشهر في أمريكا والعالم بعد معسكرات الاعتقال النازية في الحرب العالمية الثانية داخل ألمانيا و..خارجها!
إحدى الجرائد اليومية الكويتية أجرت حوارا مع أحد هؤلاء المحظوظين بالخروج من قبر الأحياء هذا كان أهم ما فيه :«من المسؤول عن تلك الايدولوجية التي تم إدخالها الى دماغك لينتهي بك الحال لضياع عدة سنوات من الشباب بقبضة الامريكيين الذين اصطادوك في جبال تورا-بورا الأفغانية »؟! قال المعتقل الكويتي السابق في سجن غوانتانامو :«كنت في السادسة عشرة حين شاهدت شريط فيديو أعدته وأخرجته جمعية الإصلاح الإجتماعي وهي الذراع الرئيسية في الكويت لجماعة الإخوان المسلمين عن ..تغسيل وتكفين ودفن ميت ، فتأثرت بما ورد فيه من نصائح ومواعظ كان يسردها أحد مشايخهم ، فذهبت الى أحد فروعهم ولازمت دروسهم وإرشاداتهم حتى ازددت تشددا وتتبعت مبادئ الشيخ عبدالله عزام ومن بعده أسامة بن لادن و…ابتدأ المشوار حتى انتهي بسجن مدته سبع سنوات» !!
ثم أكمل: «حتي إنني لم أعلم بوفاة أمير الكويت إلا وأنا في الطائرة التي أقلتني الى الوطن والذي أبلغني هم طاقم الطائرة وعناصر الأمن الكويتي»!!
على مسافة حوالي سبعة كيلومترات من العاصمة الكويتية يوجد منزل كان يسكن بداخله شاب في الخامسة والعشرين من عمره يعرف -فقط- كيف يقود سيارة وكيف يقوم بتقشير برتقالة «ويحتاس» في فك الورقة التي يلف بها صاحب مطعم «الشاورما» القريب من منزلهم تلك الشطيرة التي يتناولها كل مساء قبل عودته الى البيت ! فجأة، اصطادته العقول ذاتها وخلال ستة أشهر فقط كان في العراق مع جيش «الدولة الإسلامية بقيادة البغدادي» يقاتل جيش نوري المالكي وقوات البيشمركة الكردية والآن تقول الإدارة الأمريكية إنها بصدد «إنشاء تحالف من ١٠دول لقتال مثل هذا الشاب الذي – بالكاد كان يجيد تقشير فاكهة»! قبل ٢٣ يوما قتل هناك ودفن في قبر مجهول في أرض الرافدين ومازال المسلسل …مستمرا!!