لا شك انكم لاحظتم ذلك النفس التحريضي وغير المسبوق ضد جماعة الاخوان المسلمين في وسائل الاعلام الخليجية والعربية والعالمية! كما لاحظتم معنا ان معظم الاقلام الليبرالية والعلمانية تخلت عن التمسك بمبادئ الديموقراطية والحريات العامة وأصبحت تضيق ذرعاً بالرأي الاخر، بل واصبحت تجاهر بتبني مبادئ تقييد الحريات والاساليب القمعية في التعامل مع الخصوم!
تعودنا على قراءة مطالبتهم باغلاق قناة فضائية لانها تنشر الرأي الاخر للضحية، ثم سمعنا بالامس مطالبة احداهن بطرد العاملين في هذه القناة من صحافيين واعلاميين وفنيين، لانهم ينقلون الرأي الاخر! وكلنا سمعنا لراعي حقوق الانسان وهو يؤيد مبدأ سحب الجناسي من المخالفين السياسيين، واضعا ابسط حقوق الانسان تحت قدميه! ونذكر غيفارا الكويت عندما أوجد للسيسي مبررا لتصفية خصومه في رابعة العدوية! هذا في الكويت، اما في بعض دول الخليج فيكفي انها اعتبرت جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وأصبح تأييد فكرهم -مجرد تأييد- جريمة يعاقب عليها القانون!
ونعود للكويت لنسمع ونرى العجب العجاب، حيث يترشح مواطن كويتي لمنصب قيادي في وزارة التخطيط، فيتحرك الثلاثي عليه بالتهديد والوعيد لرئيس الحكومة، ويتم غض النظر عنه وتعيين اخر مؤهله انه لا يمت الى الاخوان بصلة! ثم نسمع عن موافقة مجلس الوزراء لتعيين مواطن في منصب قيادي بهيئة الشباب والرياضة، فيذهب الثلاثي نفسه الى مكتب سمو الرئيس ليمارسوا الدور نفسه، ولكن بتلفيق التهم هذه المرة، ونفاجأ بتجميد المرسوم! ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل وصل الى مؤسسات القطاع الخاص، حيث تم انهاء خدمات بعض الموظفين لانهم محسوبون على تيار الاخوان المسلمين..
وهكذا أصبح القرب من التيار تهمة تكفي لاعطاء المبرر لانهاء مستقبلك الوظيفي! أما مايحدث في وزارة الاوقاف، فحدث ولا حرج، فيكفي ان تعلم ان 32 قيادياً محسوبين على تيار الاخوان تمت احالتهم الى النيابة بتهمة التعدي على المال العام! ومع الاسف بعض وسائل الاعلام المحلية لم تراع الناحية المهنية في نقل الخبر، بل أظهرت حقدها على هذا التيار بتناول الموضوع كحقيقة ثابتة من دون انتظار نتائج التحقيق في النيابة حفظا لكرامات الناس! خاصة اذا انتبهنا الى ان الوزارة تدار اليوم بعقلية أمنية!
كل ماذكرته سابقا يهون عند ماكتبته صحيفتنا القبس في صدر عدد الجمعة الماضية من ان «ماكينة الاخوان تفرخ داعش والنصرة وغيرهما»! ثم نقرأ داخل التفاصيل ان الخبر من مصادر خليجية (رفيعة المستوى)! وكلنا يعلم ان جماعة الاخوان المسلمين لا تتفق ومنهج داعش وفكرها ولا باسلوب النصرة في حمل السلاح، وانها جماعة أثبت التاريخ سلميتها حتى ان البعض يعيب عليها هذه السلمية التي ضيعت حقوقها وأرجعتها للوراء خمسين عاما – كما يقولون -!
ولعل ماحدث لها في مصر خلال العام اكبر دليل على هذه السلمية، طبعا يستثنى من ذلك حملها للسلاح ضد العدو الصهيوني عام 1948 وضد المحتل البريطاني وعملائه عام 1949! وواضح ان ربط الاخوان بداعش ماهي الا محاولة من هذه المصادر رفيعة المستوى الى توريط الاخوان مع التحالف الاميركي الذي سيضرب داعش وحلفاءها كما يقولون!
وهكذا نرى الامم تكالبت على هذه الجماعة من كل صوب، وصدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال «تتكالب عليكم الامم كما تتكالب الاكلة على قصعتها..» والله غالب على امره ولكن المنافقين لا يعلمون.