لا يمكن أن يكون هذا التحالف الكبير، المكون من 40 دولة، جاء للقضاء على تنظيم هلامي مشتت، عسكرياً وإدارياً.. خمس طائرات أميركية F18 كافية للقضاء عليه وتقطيع أوصاله، ولا داعي لكل هذه الأسلحة والتجهيزات والمعدات والخطط الاستراتيجية وما يصاحبها من شفط لأموال الخليج بحجة الدفاع عنه! ولعلنا تعوّدنا من الأميركان على أسلوب التهويل والتخويف إذا ما أرادوا تحقيق هدف معين. لذلك، يحق لنا، سكان هذه المنطقة التي ستصبح مسرحاً لعملياتهم، أن نتساءل: ما الأهداف الحقيقية وراء هذه الحملة؟ وهل سيتم الاكتفاء بالقضاء على هذا التنظيم الإرهابي الذي أساء إلى الإسلام والمسلمين أكثر من إساءة غيره له؟! ثم لماذا لم يتم التحرك للقضاء عليه عندما كان يدافع عن النظام السوري ويقاتل ضد ثوار الجيش السوري الحر وفصائله؟! بل لماذا أصبح التحرك ضده اليوم فقط عندما قام مقاتلوه الفوضويون بقتال جيش المالكي وتهديد النظام الطائفي في العراق؟!
أنا لا ألوم أميركا والغرب عندما يتحركون لتحقيق أهدافهم ضمن استراتيجيتهم بعيدة المدى، بل ألوم بعض دول الخليج التي جعلتها أميركا وحلفاؤها تقتنع بأن هذه الحرب ستكون محدودة ومحصورة في تنظيم صغير قادته صناعة غربية وجرحاه يعالجون في تل أبيب ومقاتلوه مضللون، عقائدياً وفكرياً من قادته.
على العموم، الأيام بيننا، وسنرى إن كانت هذه الحرب ستتوقف عند إنجاز أهدافها المعلنة أم ستستمر لتحقيق أهداف أخرى نحن العرب آخر من سيدركها!
***
أثني على ما سطره قلم الزميل بدر البحر في القبس بالأمس عن أهمية عدم معاقبة الكفاءات بسبب أفكارها ومواقفها السياسية. ولذلك، نطالب بعدم تأخير مرسوم سعد العتيبي بسبب تغريدة له وبسبب افتراءات البعض عليه، والتي تبين لاحقاً أنها غير صحيحة! لكن الشق عود! أمس سحبوا جنسية الشيخ نبيل العوضي بسبب تغريدة وقالوا في أصوله ما قالوا، ثم تبين أنه عوضي الأصول أباً عن جد! والله المستعان.