«داعش» .. الدولة الاسلامية في العراق والشام، «داعش» هذه خرجت فجأة ومن دون مقدمات في ساحة القتال في سوريا، وبقدرة قادر تمكّنت خلال وقت قياسي من السيطرة على كثير من المواقع التي حررتها جبهة النصرة وكتائب الثوار وفصائل الجيش السوري الحر! بالضبط بالطريقة نفسها التي خرجت فيها حركة طالبان في افغانستان، بعد ان تمكّن المجاهدون هناك من دحر القوات الروسية، وقبل ان يستقر لهم الامر خرجت «طالبان» صنيعة المخابرات الباكستانية لتسيطر على معظم افغانستان!
وما اشبه اليوم بالبارحة..! هذه داعش وان كانت ليست صنيعة مخابرات ايران، وربما المالكي الا انها توجه بواسطة هذه الاطراف، من حيث تدري او لا تدري! فقد اتضح من مسيرة هذه الحركة المبهمة المنشأ والاهداف انها تسعى الى تشويه صورة الحكم الاسلامي من خلال ممارسات غريبة، لا تمت الى التطبيق السليم للشريعة بأي صلة! فها هم يصورون بأنفسهم وينشرون ما يصورون لعمليات الذبح والنحر في مناظر بشعة تقشعر لها الابدان! ولا تقرها لا شريعة ولا دين! وها هم يعلنون تطبيق الشريعة في المساحات التي يسيطرون عليها، وان كانت لا تتجاوز خمسة كيلو مترات مربعة! وكلنا يعلم أسس الدولة الاسلامية وشروط الحكم الاسلامي ودور اهل الحل والعقد في اختيار مكونات الدولة وقبول الشعب بعمومه لهذه المكونات، وكل هذا لم يتم في حالة «داعش» واعلان دولتها المزعومة!
اذاً، ماذا تريد داعش..؟! لا شك في انها توجه لاعطاء نموذج سيئ عن تطبيق الشريعة الاسلامية، مما يجعل الناس تنفر منه بشكل سريع! ولعل حرصهم على تصوير ونشر كل ما يقومون به من مناظر وافعال بشعة دليل كاف على ما نقول. اما دورها في العراق فليس دليلا ينسف ما توصلنا اليه عن حقيقتها، فالوضع في بلاد الرافدين ما زال غامضا بكل تفاصيله، وداعش كان لها دور محدد في الموصل، الا ان ثورة المظلومين من اهل السنة والتي فاجأت جميع المراقبين كانت اكبر من ان تستمر داعش في دورها وتنفيذ مخططها، لذلك لا استبعد ان تكون ركبت الموجة وسايرت الواقع من باب «ان ما طاعك الزمان والا طعه»!
* * *
انتهت الانتخابات التكميلية.. واثبتت المقاطعة ان الشعب الكويتي لم يعد يهتم بهذا النوع من المجالس التي لم تعد تمثله، كما بينت النتائج ان من يمثلون هذا الشعب حقيقة ما زالوا خارج المجلس..! ولتأكيد ما قلناه، وما زلنا نقوله عن هذا المجلس، ها هو مجلس الصوت الواحد ينتخب النائب دشتي للجنة الظواهر السلبية، والتي في عضويتها أيضاً النائب نبيل..!