الكويتيون في حيرة من أمرهم..
لقد شاهد الكويتيون ما فعله نظام المالكي في أهل العراق، وبالذات أهالي الموصل وسامراء والفلوجة وغيرها، وشعروا بمعاناة إخوانهم العراقيين من نظام لا يشعر إلا بهموم طائفة واحدة على حساب بقية الطوائف، حتى أن أبناء الطائفة نفسها بدأوا يشعرون بتمييزه لفئة على أخرى، وكيف أنه سخّر كل إمكانات العراق ومقدراته من أجل مصالح دولة أخرى ونظام آخر!
لكن الكويتيين أنفسهم عرفوا «داعش» من خلال ما فعله في بلاد الشام من أعمال إرهابية وأفعال لا يقرها دين ولا شرع، وكيف أنه كان يُنسِّق مع النظام السوري – الذي لم تُطْلَق عليه رصاصة واحدة منذ دخل الأراضي السورية فجأة – لضرب كتائب الثورة السورية وطردها من مواقعها!
المشكلة اليوم أن الأخبار التي تصلنا تقول إن «داعش» الآن يحارب مع الثوار ضد نظام المالكي! فأين الحقيقة؟ وما تفسير ما يحدث اليوم على أرض العراق؟!
المعلومات المتوافرة حتى الآن تبيّن أنها ثورة الجياع والمقهورين والمسحوقين من نظام طائفي، وأن آخر ما يفكر فيه هو مصلحة المواطن العراقي! ومما عقّد المشكلة ظهور فلول النظام البعثي وبقايا الحزب البائد لتصدر المشهد اليومي ضمن صفوف الثوار! مما جعل الكويتيين يضربون أخماساً بأسداس، فالحكم الطائفي لم يمنع أهل الجنوب من الاعتداء على حدودنا الشمالية وصدور مطالبات بين الحين والآخر بإعادة ضم الكويت إلى العراق! أمّا الفريق الآخر فتجاربنا مع بعض مكوناته مريرة ولا تحتاج إلى كثير بيان.
الملحوظة أن بعض الكتاب في الصحافة الكويتية والمتعاطفين مع المالكي، صوروا المعركة بين «داعش» والحكومة العراقية! بينما تؤكد الأخبار القادمة من هناك أن وجود «داعش» في الثورة محدود جداً، إن لم يكن معدوماً بعد انضمام عموم الناس والشعب إلى الثوار!
* * *
مسلم.. وإقبال
كتبت الزميلة إقبال الأحمد مقالاً عن ندوة ساحة الإرادة، خلصت فيه إلى أن السيد مسلم البراك لم يكشف عن التفاصيل التي كان الناس ينتظرون سماعها منه. ولأن هذا الرأي سمعته من أكثر من طرف، ولأنني كنت مستمعاً جيداً لكلمة السيد البراك، فإنني استغرب ممن يقول إن الناس لم يسمعوا منه أية تفاصيل جديدة. والدليل على أن معظم التفاصيل قيلت في تلك الندوة، هو أنك لا تجد كويتياً اليوم لا يعرف من هم الأشخاص الذين تدور حولهم الشبهات!
ألم تصدر إحدى العوائل المحترمة في الكويت بياناً أكدت فيه براءة ابنها من الشبهات؟! ألم يقسم أحد القضاة الأفاضل بأن ما قيل عنه غير صحيح؟! ألا يدل ذلك على أن الندوة كانت ممتلئة بالتفاصيل؟!
البعض مع الأسف يتركون كل التفاصيل التي وردت في الندوة ويتجاهلون الموضوع الرئيسي ويركزون على شيء شكلي فقط، وهو لماذا لم يذكر البراك أسماء المتهمين صراحة؟! فعلاً مشكلة عندما تترك العنب وتصرّ على قتل الناطور!
نؤكد ما ذكره السيد الحربش في تلك الندوة من أهمية التحقيق في هذه الاتهامات لمعرفة الحقيقة من جهة محايدة ومشهود لها بالاستقلالية. عندها فقط ممكن يهدأ لنا بال!