مبارك الدويلة

الأشقاء في الإمارات

يقال ان عبارة «الدول العظمى ثلاث» وردت على لسان الملك فيصل، طيب الله ثراه، وكان يعني تعليقاً على سياسة الكويت بتدخلها في شؤون الدول الاخرى بنية المشاركة في حل مشاكلها وخلافاتها!

اليوم نسمع اقاويل كثيرة واشاعات متداولة تتحدث عن تدخل اماراتي في شؤون الكثير من الدول، وليس دولة واحدة فقط! ومع ان المعروف عن عيال زايد انهم يعمرون، ولا يخربون، ويبنون ولا يهدمون، لكن الاقاويل تكررت بشكل غير مسبوق، حتى اصبح لزاما وضع حد لهذه الاشاعات! متابعة قراءة الأشقاء في الإمارات

سامي النصف

النجاح الباهر للرئيس مرسي!

بعكس ما يشاع، لم تكن حقبة الرئيس مرسي التي يفضل البعض إسقاطها من تاريخ مصر، فشلا تاما في مجملها فقد كانت للرئيس نجاحات وإنجازات مذهلة منها:

ـ نجاحه في القضاء في عام على ما أنجزه الإخوان المسلمون في 82 عاما، وأن يحيلهم من ضحايا يستدرون العطف الى جناة يستحقون السخط.

ـ نجح في كسر هيبة الحاكم المستقرة في وجدان الشعب المصري من عصر الفراعنة الى عهد الرئيس مبارك.

ـ نجح وبكفاءة شديدة يحسده عليها اعدى أعداء الإخوان في استعداء كل قوى المجتمع وألوان طيفه ضدهم عندما تهجم على القضاة والجيش ورجال الأمن والاقتصاد والإعلام والسياحة والسياسة والدين والأزهر والكنيسة.. إلخ، ولم يبق أحدا.

ـ نجح في إظهار ان حاكم بلد عريق كمصر ليس بالضرورة ان يكون حاكما بل يمكن ان يصبح باش كاتب او حامل أختام أو منفذا لأوامر شخص آخر يسمى المرشد او التنظيم الدولي.. إلخ.

ـ نجح في إثبات ان بإمكان من يحكم ما يقارب 100 مليون نسمة أن يعرفهم واحدا واحدا ويعرف ما يفعلونه تماما كما أتى في احدي خطبه المذاعة والمعلنة، حيث قال: «هناك شخص اسمه فودة بالمنصورة بيجند البلطجية وتاني اسمه عاشور بالشرقية بيعمل زيه، وفيه شخص في بنزيمة (محطة بنزين) رمسيس يبيع الوقود في جراكن (غالونات) وهل هناك عظمة وعبقرية أكبر من هذه؟

ـ نجح في إثبات ان الرئيس يمكن له كأي إنسان بسيط آخر أن يحك أي جزء من جسده متى ما أراد وأمام مئات الكاميرات وبحضور سيدة هي رئيسة وزراء أستراليا.

ـ نجح في ضرب غوبلز على رأسه ويعكس نظريته الشهيرة القائلة «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس» الى «اكذب اكذب حتى يكذبك الناس، ويكفي أن تصدق نفسك» ونسي ان اليوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي جعلت كل شيء مرصودا ومكشوفا امام الجميع وأصبح حبل الكذب قصيرا قصيرا.. يا ولدي!

ـ أثبت وكما رصد الكاتب إبراهيم الجارحي في كتابه عنه ان بإمكان من يدعي حفظ القرآن كاملا ألا يحفظ آيات سورة البقرة التي يحفظها، كما يذكر الكاتب، حتى بعض المسيحيين في مصر، وفي هذا السياق يرى نفس الكاتب ضمن رصده ان مرسي «شرارة» لا مثيل لها فأينما حل أو ارتحل تحدث الكوارث الطبيعية وتسقط الطائرات ويتقاتل الناس ويصاب مستقبلوه بالأمراض.. إلخ.

ـ أثبت مرسي ان بإمكان الرئيس ان يخطب بالفرانكوآراب دون إشكال كحال أغنية «يا مصطفى يا مصطفى الشهيرة» فيقول على نفس الرتم: «الدرنك الذي هو درايفنغ والجاز والكهول (الكحول) دونت مكس» ومازال جهابذة اللغات في العالم وأساطنة المجمعات اللغوية فيها يحاولون فك شفرات تلك الكلمات الخطيرة التي يعتقد بعضهم انها مرسلة لسكان بعض المجرات السماوية البعيدة والمختفية خلف الشمس.

ـ نجح إبان محاكماته وما تسرب منها في ان يجعل الناس تحمد ربها على عزله فالمفردات التي استخدمها لم يستخدم مثلها حتى الحاكم.. قراقوش!

****

آخر محطة: أوضح لنا الأخ عادل رشيد البدر خطأ ما كتبه الإعلامي عادل حمودة بحق الأخوين حسن وأحمد ابني الكاتب محمد حسنين هيكل وأنهما طليقان يعيشان في مصر لا لندن.

احمد الصراف

ضبابية الشفافية!

من الطبيعي أن نتوقع ألا يكون سهلاً على وزارة الصحة مثلا الإقرار بنقص كفاءة جهازها الطبي، أو أن تخفي الدفاع سوء تدريب جنودها، أو ألا تعترف وزارة العدل بقلة إلمام بعض موظفيها بالقانون، فهذه جهات بيروقراطية، وليس سهلا عليها الإقرار بأي نقاط ضعف أو قلة معرفة. ولكن ما هو عذر جمعية نفع عام كجمعية الشفافية، لأن تعمل في الظلام؟ فقد انتشرت إشاعات كثيرة تتعلق بخراب بيتها من الداخل وتضارب مصالح أغلب القائمين عليها، أو انتماءاتهم السياسية، تضاربها مع أهداف الجمعية، ووقوعها في أخطاء رقابية فادحة، الأمر الذي دفع بعض أعضاء مجلس الإدارة، ممن لهم ثقلهم القانوني والاجتماعي، للاستقالة من مجلس الإدارة مع إبداء الأسباب، ليس أقلها تفرد رئيس الجمعية باتخاذ القرارات المهمة من دون الرجوع الى المجلس.
إن صح ذلك، فمؤسف أن يبقى بقية أعضاء مجلس الإدارة من دون موقف واضح، ومؤسف أكثر عدم إقدام رئيس الجمعية على الاستقالة، أو حتى الإقدام على نشر تصريح، يتسم بالشفافية الكاملة، يوضح فيه حقيقة ما يثار من كلام عن تصرفاته وانتماءاته السياسية، التي أملت عليه، ربما اتخاذ قرارات أو مواقف لا تتسم بالشفافية. ونتمنى على وزارة الشؤون توجيه سؤال للجمعية عن أسباب هذه الاستقالات الجماعية من المجلس. ونعيد المطالبة بضرورة تحلي الجمعية بالشفافية، وأن تبدأ بنفسها قبل مطالبة الغير بذلك، فما حصل فيها أمر لا يجوز التستر عليه. كما أن محاولات البحث عمن يحل محل من استقال من أعضاء مجلس الإدارة، أمر يتسم بكثير من الضبابية والتلاعب غير المستحب.
ملاحظة: زاد وزير نفط سابق رواتب موظفي النفط بشكل مخيف، وخلق أكبر مشكلة مالية. وأحال وزير صحة سابق طبيبين مخلصين للتقاعد، لأنه لا يستسيغهما! والآن صدر حكم التمييز بإعادة الطبيبين الى عملهما. الطريف أن الوزير الذي طرد هو الآن وزير الصحة، وبالتالي عليه لحس قراره السابق الآن! فهل سيحاسب على قرار أخطأ فيه، كلف الدولة الكثير وشغل القضاء لسنوات؟! نعم، عندما تحج البقر على قرونها، وعندما يحاسب وزير النفط السابق!

أحمد الصراف

سعيد محمد سعيد

شلخ… يُشلخ… تشليخاً!

 

هكذا، بيني وبين نفسي، قرّرت العودة إلى شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2010… لعنك الله يا إبليس! خزاك الله يا شيطان يا رجيم! على أية حال، لعنت الشيطان واطلعت على نماذج من الكلام الذي قيل آنذاك قبل أيام وجيزة من موعد الانتخابات البرلمانية على ألسنة بعض المترشحين، ممن صاروا فيما بعد نواباً، لكن (شلخهم) ما زال يلاحقهم قطعاً.

نضحك على أنفسنا كثيراً حين ننفخ في بالون التحولات الديمقراطية والمؤسسات والقانون والتطور والرفاهية، فهي تأتي من قبيل تجاهل البيانات والإحصائيات والدراسات المحكمة للأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ونكتفي بترديد عبارات الإنشاء والنفاق! ويصبح أول من يشيد ويمدح مع شديد الأسف، هو من يفترض فيه أن يكون ممثلاً للشعب فتحوّل بقدرة قادر إلى ممثل للحكومة!

عجبًا! فواحد من أكثر الطائفيين كان يقول في تصريحاته الرنانة آنذاك: «هنالك من يتعمد أن يفرق بين الشعب من الداخل ويحاول أن يقلل من ولائه»، فمثل هذه العبارة الرنانة التي أطلقها ذلك المترشح الذي صار نائباً، ليست سوى للاستهلاك المقزز، لكنكم تعلمون بأن من السهل أن يملأ البعض المكتبات بكتب من تأليفهم أو من تأليف غيرهم… نصوص في نصوص في حبر على ورق، لكنها تخلو تماماً من الصدق والحقيقة. وكم كانت عروض تشغيل بعض «الصحافيين» نشطة ليقوموا بدور البوق لبعض المترشّحين، يكتبون لهم تصريحاتهم وكلماتهم وعباراتهم وبرامجهم وتشليخهم… عادي!

في صفحة من صفحات صحفنا المحلية في ذلك العام، ما بدا وكأنه «ديوان مظالم» لكثرة ما قال بعض المترشحين يومها أنهم لا ولم ولن وليس وما ومهما ولو.. قطعوا رقابهم لن يتخلوا عن حقوق المواطن البحريني في العيش مطمئناً على أمنه ولقمة عيشه وحقوقه مهما كان مذهبه، فيما زبد آخر على ما يبدو وهو يصرخ: «الوطن أمانة.. ودورنا أن نحافظ على الوطن! لا تهمنا المجاملات. لن نكون أداةً في يد الحكومة! الحكومة إن أحسنت سنشكرها وإن أساءت سنستخدم أدواتنا النيابية»! أقول بس استريح.. معظم أوقاتك في البرلمان (سايلنت).

أما آخر فكان في الحقيقة يعبّر عمّا في أنفسنا كمواطنين حين تحدّث عن السعي الحثيث لزيادة الرواتب والأجور والامتيازات. بل وحدّد ثلاث أو أربع فئات من الأسر المعوزة التي تستحق الدعم المالي، وغير ذلك، كان مصراً حينها على ألا يستمر العبث في المال العام وفي الثروات وفي توزيعها العادل. وذلك العادل لم نر منه إلا الغزوات! ولربما كانت له بضع مواقف لا بأس بها فيما مضى من السنين، إلا أنه سوّد صفحته بأدائه النيابي المخجل القائم فقط على التصريحات النارية الفارغة.

ولعل ما فجّره أحدهم يمثل في تاريخ البحرين القديم والحديث تحولاً لم تعرفه أية ديمقراطية في العالم حينما قال أنه سيضرب بيدٍ من حديد على المفسدين والفاسدين، وأهل الفساد وفساد الفساد، وكم أعجب الناس ذلك الكلام لا سيما حين يقول كلامه في الصحافة مرفقةً بصورة (عينه حمراء)… يا ولد.

فاز ودخل المجلس وأصبح يلعلع في غالب لعلعته ضد أية خطوةٍ في صالح المواطن!

وكم كسرت خاطري شعوب موزمبيق وتشاد ودول القرن الأفريقي وأنا أستمع لذلك المترشح الذي تظاهر بعبوسه وحزنه على «معاشات» البحرينيين المثقلين بالأقساط والالتزامات المالية، وكما كان شديداً قوياً حازماً حينما رفع صوته وسبابته (تتتلوح يميناً وشمالاً) معلناً أنه لن يتهاون مع الحكومة، ولا مع أي مسئول يتمتع هو وجماعته فيما المواطن المستحق يضيع في سيل المحسوبيات والفساد وغياب تكافؤ الفرص… يعني صدقني!

لكن الحقيقة، كان أحد المترشحين، وهو الآن يقوم بواجبه في المجلس النيابي، وجدت له تصريحاً مؤرخاً في الثالث من شهر أكتوبر 2011 تحدّث فيه عن أهل الرشا والرشاوي، خصوصاً أولئك الذين يدّعون الفضيلة والشفافية، وهذا ما وجدناه من الرجل ومعه أسماء قليلة من النواب «القلة الصادقة» الموصوفين اليوم بالمشاكسين لا يتجاوزون خمسة أو ستة نواب. يسمّيهم غالبية المواطنين بأنهم: صوت صادق، أما من يزعجه كلامهم فيعتبرهم: (ميانين)… لكن الذي ملأ رؤوس الناس بالتشليخ والكلام السخيف، فهو عندهم: مخلص محب للوطن! فيا جماعة (شلخ..يُشلخ.. تشليخاً)… كل شيء مسجّل عليكم فرداً فرداً، وكلمةً كلمة يا أصحاب السعادة!

عادل عبدالله المطيري

علاوات العائلة

من المؤكد أن المواطن الكويتي يعيش في عهد الزيادات المالية، فكل عام أو عامين تقر الحكومة علاوة مالية أو كادرا وظيفيا لجهة ما.

حتى أصبح لكل مهنة بالكويت كادر مالي خاص بها، لدرجة أن أصبحت رواتب الموظفين في الوزارات مختلفة، ولا يعود هذا التباين لاختلاف في طبيعة العمل، بل لأن بعض النقابات نشيطة وتطالب بمميزات لمنتسبيها، والبعض الآخر مسالم ولا يطلب شيئا أبدا ولو كان طلبا مستحقا، أو لأن هؤلاء الموظفين رزقوا بوزير كريم يغدق عليهم بالعلاوات.

لقد أصبحنا نصنف الوزارات تبعا لرواتبها كتصنيف الفنادق، فبعضها بخمس نجوم وبعضها بنجمة واحدة وبدون لمعة ربما ستفـاجئ لو قارنت بين موظفين فـي وزارتين مختلفين يشغلان مسمـى وظيفيـا واحـدا ويحملان الشهـادة العلمية ذاتها ولديهما نفس طبيعة العمل، حيث ستكتشف الفارق الكبير جدا بين راتبيهما.

بل حتى لو رجعنا إلى الزيادات المستحقة لجميع الموظفين (كبدل المعيشة وبدل الغلاء) سنجدها هي الأخرى ظالمة ـ بالفعل لأن بعض المساواة ظلم ـ حيث ذهبت إلى جميع الموظفين بالتساوي ولم تفرق بين رب الأسرة الذي يعول أفـراد والموظف الأعزب.

فمـن غيـر المعقـول أن تظـل عـلاوة الأبناء بنفس المقدار منذ عقـدين مـن الزمان، بالرغم من زياـدة الأعباء والمصاريف والأسعار معا.

ختـاما.. يجب ألا تترك العائلة الكـويتيـة تتكبـد عنـاء المعيشة وغـلائهـا وهي عمود المجتمع والذي يجب أن يأخذها البرلمان والحكومة بالاعتبار عند إقرار العلاوات والزيادات، ولذلك نطالب بشدة بإقرار زيادات (علاوات العائلة) والمتمثلة بزيادة بدل الإيجار علاوة الأبناء زيادة مجزية.‏

سامي النصف

الإرهاب الفكري لا يقلّ عن الجسدي!

كتبنا في مقال سابق مقالا فحواه ومحتواه أن إخوان الكويت هم المؤهلون لقيادة التنظيم العالمي للإخوان وحتى لاحتلال موقع المرشد في مصر وغيرها من دول كونهم بعكس غيرهم لم يتلوثوا بالدم ولم يعانوا من فيروسات التطرف وعقد التشدد التي تخلقها السجون ولم يلجأوا للعنف في عملهم بالكويت، والعنف الذي قصدناه هو العنف الجسدي كما يحدث في مصر الحبيبة.

متابعة قراءة الإرهاب الفكري لا يقلّ عن الجسدي!

احمد الصراف

لا تمرِّروا المر!

“>أحمد الصراف
عندما نريد أن نقارن بين شيئين أو كتلتين، بطريقة صحيحة، فيجب أن يتساوى كثير من العوامل بين طرفي المقارنة، فالتفاحة الحمراء تقارن عادة، من ناحية الطعم أو الفائدة الغذائية، بالتفاحة الصفراء مثلاً! ولو قارنا مواقف الدول الخليجية ومصالح كل منها وسياساتها الخارجية وما تواجهه من أخطار داخلية وما تعتمد عليه في مواردها، ومكونات شعوبها، وممارساتها السياسية وخبراتها في التعامل مع المنظمات غير الحكومية وأنشطة شعوبها السياسية، لوجدنا اختلافا شديدا بينها، يقارب النفور أحيانا، واختلافها جميعها والكويت، نقول ذلك على الرغم من ان ما تقوله الوجوه وتبرزه الابتسامات، من ود ومحبة، في الحفلات والمناسبات، من أننا شعوب واحدة متحدة، فنحن حقيقة مختلفون حتى في أزيائنا الوطنية، على الرغم من شديد بساطتها.
وبالتالي، فإن الاتفاقية الأمنية المقترحة، التي تنتظر بعض دول الخليج رفض الكويت لها لترفضها بدورها، والتي تدفع بعض الأطراف الى إقرارها فورا، لا يمكن أن تمر ويُوافق عليها إن لم تكن في جانب أو آخر منها في مصلحة من وافق عليها! وبالتالي فإن مصالح الموقعين عليها، وأهواء الذين سيمررونها، هي التي ستملي عليهم القرار النهائي، وليس مصلحة الوطن. وبما أن مصالح أغلب من يديرون هذه الدول ليس بالضرورة متطابقة على الدوام، والأوضاع فيها غير متقاربة، ولكل دولة خليجية برامجها وتخوفاتها وطموحاتها، فإن الاتفاقية لن يكتب لها النجاح يوماً، لو ووفق عليها، بل ستظل حبرا على ورق، والجانب الوحيد الذي ربما سيرى تطبيقا جزئيا هو ذلك المتعلق بأمن بعض الأنظمة، وليس بأمن شعوب أو «رعايا» تلك الأنظمة. علما بأن حفظ الأنظمة، وسلامتها وديمومتها، كما علمنا التاريخ، لا يمكن أن يتحقق من خلال اتفاقيات أمنية غير واضحة، أو تحتمل أكثر من تفسير، بل بدرجة ما تتمتع به شعوب هذه الدول من حرية واحترام، ومن دور حيوي في إدارة شؤونها!
وعليه، أسجّل تحفظي الشخصي، مع قلة أهمية هذا التحفّظ، على هذه الاتفاقية الأمنية. فنحن لدينا دستور واضح ولم تمر فترة طويلة نسبيا على إقراره، ويمكن الاحتماء به من أي أخطار قد تحيق بنا، ولم تتعرض الكويت، ولا مصالح شعبها، طوال الأعوام الستين الأخيرة للضرر والاستباحة، إلا في الفترات التي وضعنا فيها الدستور جانباً، بطريقة مباشرة او غير مباشرة!

• ملاحظة: أدانته محاكم بلاده لسرقته محتويات كتاب من مؤلفته، وسيُدان لسرقة أدبية أخرى. كما اتهم بإرسال ابناء الغير للجهاد، وليلقوا حتفهم، وكافأه وزير الإعلام بدعوته لإلقاء محاضرات، وإعلام المواطنين بمتابعة أمسياته من خلال تلفزيون الدولة الرسمي، فيا لها من سخرية!

[email protected]
www.kalamanas.com

علي محمود خاجه

كلمة تساوي ملايين

"سألجأ إلى سفارة دولة الكويت في حال خسارة البرازيل للمونديال"… هذا ما جاء على لسان مدرب المنتخب البرازيلي لويس فيليب سكولاري في أحد المؤتمرات الصحافية أخيراً، وتداولته أكثر من 4000 وسيلة إعلامية بمختلف اللغات، بحسب محرك البحث GOOGLE. تلك ليست المرة الأولى التي يذكر فيها المدرب الحالي لمنتخب البرازيل دولة الكويت، فقد تكرر هذا الأمر في أكثر من مناسبة رياضية، رغم السنوات القليلة التي قضاها في الكويت التي لا تتجاوز السنوات الأربع، عندما تعاقد معه رئيس "نادي القادسية" الأسبق عبدالعزيز المخلد في نهاية الثمانينيات، ليحقق البطولة الرسمية الوحيدة لنادي "القادسية" في تلك الفترة، ويتولى بعد ذلك تدريب منتخب الكويت لفترة قصيرة محققاً مع المنتخب بطولة كأس الخليج العاشرة التي أقيمت في الكويت في عام 1990. ما أود أن أشير إليه هنا ليس سرداً لسيرة ذاتية لمدرب بل إثبات ما يمكن أن يتحقق إن أحسنّا الإدارة ولو قليلاً، كما حدث في عهد عبدالعزيز المخلد مثلاً، فأنا على يقين أن ذكر اسم الكويت على لسان المدرب البرازيلي زاد اطلاع كثير من الناس ومن دول العالم المختلفة من خلال محركات البحث على دولة الكويت، وهنا تكمن المسألة، فالكويت بإمكانها من دون هدر الملايين والمجاملات والنفاق الدولي أن تصنع لنفسها اسماً بين الدول، وتتميز في مجالات متعددة بقليل من الاهتمام في الداخل بدل سياسة الدينار الخارجية التي لم تجدِ نفعاً سابقاً، ولن تفيد مستقبلاً أيضاً. وحده التميز والإنجاز هو ما يبني الدول ويصنع لها اسماً حقيقياً في العالم، والوسائل كثيرة ومتعددة لتحقيق ذلك، فكل ما ينقصنا هو الإدارة والإدارة فحسب، فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك مبادرة من بعض العاملين بالقطاع النفطي تحت عنوان "الكويت عاصمة النفط بالعالم"، وقد اطلعت على بعض تفاصيلها، وأستطيع القول إنها إن تحققت فستجعل من الكويت مركزاً عالمياً مهماً تنصب فيه مصالح العالم أجمع، مما يمنحها حماية وبقاء لن يحققه توزيع أموالنا على بعض الدول قليلة التأثير في العالم. وهناك أيضاً نموذج مشرف آخر يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن المسألة مسألة إدارة فحسب، وهو نموذج "نادي الكويت الرياضي"، الذي تفوق ومازال متفوقاً على الصعيد الآسيوي، وبلعبات مختلفة على صعيد النادي، في حين تفشل منتخباتنا التي تضم نفس اللاعبين على نفس الصعيد. من الممكن أن ننجز في جميع المجالات، وأن نبني دولة حقيقية بعيداً عن تفاهات اتفاقية أمنية خليجية وغيرها متى ما توافرت الإدارة، وهو ما نفتقده في معظم المجالات الحيوية ولا نجده إلا في بعض الحالات الفردية التي تثبت، رغم سوء الظروف، نجاحها وحسن إدارتها، ولكننا نصر على تكرار نفس الأخطاء ونتأمل النجاح.

سامي النصف

هيكل أستاذ.. الخداع!

يطلق على الكاتب محمد حسنين هيكل لقب «أستاذ»، ومازلت في حيرة من أمري عن الاختصاص الذي هو أستاذ فيه! فكل ما نظّر له وسوّقه الأستاذ إن صحت التسمية ثبت خطؤه، فإذا كان من يسوق الخطأ والخداع يسمى أستاذا، فماذا يسمى من يسوق الصدق والصواب؟! لقد كان هيكل هو المدمر والمتراجع عما سوقه هيكل، حيث نكص عن الترويج لمبادئ التأميم والاشتراكية ومحاربة إسرائيل والاستعمار وتحرير فلسطين ووحدة الأمة، حتى نصرة عبدالناصر الذي كان هو أول مهاجميه بمقال «عبدالناصر ليس أسطورة»، ولم تكن تربته قد جفت بعد، ثم سلم رقاب حواريي ومناصري ناصر للمعتقلات بعد أن أسماهم «مراكز القوى».

***

آخر من اكتشف زيف «الأستاذ» هو الإعلامي الناصري الكبير عادل حمودة، حيث جعل مانشيت عدد جريدته الأخير «خريف هيكل»، وكان الأجدر أن يسميه «تخاريف هيكل» المستمرة منذ 6 عقود، ويستمر مانشيت جريدة «الفجر» في القول «بيزنس ولدَيْ هيكل، أحمد وحسن، مع أبناء مبارك في جزر العذراء البريطانية»، وهي قضايا سبق أن تطرقت اليها في مقال قبل سنتين، ومعروف أن الأخوين هيكل هاربان من العدالة المصرية إلى لندن، حيث يزورهما والدهما كل شهر للاطمئنان على استثماراته المليارية التي هي حصيلة راتبه التقاعدي من جريدة الأهرام، وليست أموال تخابر كما ذكر الزعيم السوفييتي خروتشوف كمبرر لطرده من موسكو عندما كان ضمن الوفد المصري الزائر.

***

ما يهمنا في الكويت من خلاف حمودة وهيكل حقيقة ما نشره حمودة عن أن سبب هرب الأخوين هيكل إلى لندن كان قيام شركاتهما «ومعهما شريكهما جمال مبارك» بشراء أسهم أحد البنوك الذي كان أحد الأطراف الكويتيين ينوي الاستحواذ عليه، ثم بيعه للطرف الكويتي بأبهظ الأثمان، محققين استفادة شخصية جاوزت ملياري جنيه دون وجه حق، مستفيدين من معلومات الداخل ثم الهرب للخارج.

***

آخر محطة: نشرت الصحف المصرية أن شركة كويتية خسرت دعاوى تحكيم دولية بمليارات الدولارات كانت قد رفعتها، مطالبة الحكومة المصرية باستمرار بيع الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة الكيماوية بالسعر المتفق عليه سابقا والبالغ 1.5 دولار، وليس بالسعر الجديد الذي يبلغ ضعف السعر السابق ويتسبب في خسارتها، لم تذكر الصحف اسم تلك الشركة وان كنا نتمنى ألا تكون شركة البتروكيماويات ومفاوضيها أصحاب صفقة الداو، فقد شبعنا داوات ومراكب غارقة (الداو اسم سفينة كويتية).

احمد الصراف

ثلاثية «إخوانية»

“>1 – ذكرت وسائل الإعلام قبل شهر تقريباً أن النظام المصري وضع تنظيم «الإخوان المسلمين» ضمن لائحة الإرهاب! ولكن الصحيح أن من وضعها، كما يقول ثروت الخرباوي «الإخوانجي» المنشق والخبير في شؤونهم، هو مؤسس التنظيم حسن البنا، وهو الذي وصمه به. وجاء من بعده سيد قطب وأكده ونفّذه، ثم جاء بعدهم محمد بديع ومحمد مرسي وخيرت الشاطر ومحمود عزت، وتوسعوا في استخدامه بشكل غير مسبوق. وبالتالي، فإن دماء آلاف الضحايا الذين سقطوا برصاص «الإخوان»، أو برصاص الجيش، هي برقبة الإخوان، وكل العنف الذي بدر – ولا يزال يبدر – منهم في فترة الأشهر الستة الأخيرة – على الأقل – لا يمكن أن يصنّفهم بغير الإرهاب. ويكفي النظر إلى شعار التنظيم، المتمثل بالمصحف والسيفين، مع كلمة «وأعدوا»، وهي بداية: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط الخيل «ترهبون» به… عدوكم، لنعرف أهداف مؤسس التنظيم ومن جاء بعده، فالرسم والنص يدعوان إلى ذلك، وهذا من صلب الدعوة ووفقاً لفكر الجماعة، وليس فيه ما يمكن إخفاؤه أو التنكر له. فحسن البنا، وكل من جاء قبله ومن بعده، آمنوا بأن الإسلام لا ينتشر إلا بالسيف، ولا يواجه خصومه إلا بالسيف، والأنكى أنهم اعتبروا أن الإخوان هم الممثلون الحقيقيون للإسلام، كما هو منطق بقية الجماعات الإسلامية، أو الدينية الأخرى.
2 – يقول صاحبهم، الذي طالما أصابنا بالغثيان وهو يكرر تبرئته وحزبه من «الإخوان المسلمين»، والعودة وتكرار دفاعه المستميت عنهم، والذي اعتقد أن ذاكرة البشر ضعيفة، وأنهم سريعاً ما سينسون ما قام به وشريكه المصري في الإيقاع بمجموعة كبيرة من المستثمرين ودفعهم للاستثمار في مشروع عقاري، تبين لاحقاً أنه زراعي ولا فائدة ترجى منه، يقول إنه يتحدى البشر والحجر في أن يثبتوا أنه أثرى يوماً أو «تربح» من المناقصات الحكومية! ولا أعتقد أن الأمر يحتاج إلى كل هذا الغضب والتحدي، فالأمور أكثر من واضحة، ولو كان هناك قانون يتعلق بــ«من أين لك هذا؟»، لعرفنا دربنا له!
3 – زيّنت جمعية الإصلاح، الفرع المحلي للإخوان المسلمين، التابع للتنظيم الدولي، مقرها في الروضة بطريقة تختلف كثيراً عن السنوات السابقة، وبشكل مثير للانتباه، وسبب هذا «العجاف» والتملك معروف طبعاً. الغريب أن الجمعية تخلت هذا العام – ولأول مرة – عن المناداة بــ«دولية» الحركة، وأصبح «الوطن» لديها، وفجأة، أكثر أهمية!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com