“>كتبنا مقالا قبل أيام شكرنا فيه، ساخرين، السيد «عجيل النشمي»، رئيس رابطة رجال دين دول الخليج، لأنه بفتواه التي طالب فيها بجز عنق الفريق المصري السيسي، الذي تجرأ وانقلب على حكم جماعته من إخوان مصر، كشف حقيقة الفكر الديني وعدم إيمان أتباعه بغير أسلوب «خذوه فغلوه، وفي الحديد صلوه»، من دون سؤال ولا استتابة ولا محاكمة! علما بأن المفتي نفسه، كما أذكر، سبق أن رفض حتى لعن صدام، معللاً ذلك بالقول انه ربما سيموت على دين الإسلام، وبهذا أحرز الحصانة! علما بأن صدام احتل وطنه وعاث فيه فسادا، واغتصابا وقتلا وحرقا للممتلكات! وقد قام أحدهم بالتصدي لما كتبنا، مدافعا عن زميله الإخونجي، واصفا إيانا بالجاهل والتافه، وبأننا من ضيع نفسه (ولا أدري كيف سمحت القبس بنشره، فالحق هنا عليها وليس عليه!). وسقطة الأخ، الذي يصف نفسه، بطريقة غير مباشرة، بالعالم والمهم، الرد على جاهل وتافه، فقد كان حريا به، لو كان مستقيما في تعامله، عدم الرد على «جاهل تافه»، فمن يرد عليه أكثر جهلا وتفاهة منه!
وقد استشهد الأخ في رده بآية قرآنية توجب قتل من يقتل نفسا، ونسي أنه، وحزبه، وكل إخوان الكويت وقفوا مع صدام عندما غزا وطنهم، ولم يصدر عن احد منهم، كائنا من كان، فتوى تجيز جز رأس صدام، الذي تجاوزت جرائمه بحق شعبه وبحقنا وبحق غيرنا اضعاف أضعاف ما ادعى أن الفريق السيسي قام باقترافه!
ولم يتوقف من رد علينا، صاحب السيرة المعروفة مع العقود الحكومية، بل شوه الحقيقة في مقاله عندما ذكر حرفيا: «الشيخ عجيل سُئل عن هذا الذي يفعله (أي السيسي) فأفتى بما نص عليه القران وأكدته السنة النبوية المطهرة بأن من قتل يُقتل..!» والصحيح أن النشمي لم يطلب أحد رأيه، بل تطوع (شاكرا) بنشر فتواه قائلا فيها ان السيسي وأمثاله يجب شرعا العمل على عدم وصوله وتمكنه من السلطة. وما يجري اليوم في مصر من مدافعة ورفض لترشيح السيسي ومن على شاكلته من قادة العسكر وغيرهم، والمطالبة بعودة الشرعية، هو المطلوب الواجب شرعا حتى لا يتمكن من السلطة وتستقر له الأمور، فتعود سلطة العسكر الظالمة إلى حكم مصر. فاذا وصل بأي طريق ولو بالتزوير المعهود أو بغيره ولم توجد القدرة على خلعه فمصيبة نزلت فلا يعان على الظلم وينصح ويغلظ له في القول حسب الظرف، ويصبر عليه حتى تسنح فرصة القدرة على قلعه! وأضاف أن هناك سبعة شروط يجب تحققها في المتغلب الذي يجب الدخول في طاعته ليس منها ما يتحقق للفريق السيسي، الذي اكد النشمي انه يجب بدلا من طاعته ضرب عنقه، كونه ينطبق عليه ما ينطبق على الخوارج الذين يخرجون على حاكم يحكم بشرع الله! انتهت الفتوى وانتهى تعليقنا على ذلك المفتري.
أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com