يدور العرب منذ سنين في حلقة مفرغة من الفساد والتخلف، فلا أنظمة ما قبل الثورات العربية في أوائل القرن الماضي حققت الإصلاح ولا الثورات التي تلتها، مرورا بالأنظمة الجماهيرية ووصولا إلى ثورات الربيع العربي المعاصرة، جميعها فشلت في تحقيق الحرية والتنمية والإصلاح.
وفي الكويت كما في الكثير من الدول العربية ينتشر الفساد في كثير من الاماكن ـ بل ربما اصبح يسيطر على حياتنا كلها.
فحول الحكومة وفي أروقة وزاراتها وهيئاتها ينتشر الفاسدون، ويسعون جاهدين إلى ألا يخرج قرار يضر بمصالحهم، او يكافح فسادهم الذي لا تحمله «البعارين».
بل استفحل الفساد لتنتقل عدواه إلى المعارضة السياسية والتي من المفروض انها تكافحه وتنشر الإصلاح، فقد صرح أكثر من قيادي في المعارضة بأن (المندسين والخونة) قد انتشروا بين المعارضين.
حتى المواطن العادي يبدو أنه يئس من الإصلاح وتعود على الفساد وتكيف عليه، فلم تعد تستهويه خطابات المعارضة وبنفس الوقت لا يطرب للتصريحات الحكومية، كذلك لم يعد يخرج المواطن الكويتي مع المظاهرات المعارضة ولكنه أيضا لا يصفق للحكومة ولا يصدقها.
ختاما ـ يبدو أن الفساد هو «جين وراثي» عربي ينتقل إلينا من جيل إلى جيل، نكاد لا نعرف العيش بدونه، وربما إن أردنا التخلص منه يجب ان نتطور تدريجيا، حتى لا ننهار كما ينهار من يريد التشافي من آفة ادمان الفساد.