تقول النكتة، او الحكمة، أن معرضا لبيع الأزواج تم افتتاحه في أحد شوارع لندن. وهناك يمكن للمرأة أن «تشتري زوجها»، ولكن عليها قراءة التعليمات على مدخل المتجر بعناية والتقيد بها: أولا: لكل امرأة حق زيارة المعرض مرة واحدة. ثانيا: المحل مكون من 6 طوابق، وثمن «زوج للبيع» يرتفع مع ارتفاع الطوابق. ثالثا: للمتسوقة أن تختار أي زوج من اي طابق، أو أن تختار شيئا آخر، اكثر كلفة، من الطابق التالي، الأعلى والأغلى. رابعا: لا يحق للمتسوقة العودة إلى الطابق الأدنى، بل يحق لها الخروج فقط، خالية الوفاض، أو بما قامت بشرائه!
وهنا ذهبت امرأة إلى معرض بيع الأزواج، وقرأت اللافتة التالية على مدخل الطابق الأول: الأزواج في هذا الطابق لديهم وظيفة ثابتة. ولكنها شعرت بالإغراء لأن تذهب إلى الطابق الثاني. وهناك على الباب قرأت الإعلان التالي: الأزواج في هذا الطابق لديهم وظائف دائمة، ومن محبي الأطفال!
ولكن المرأة قالت لنفسها إن هذا جميل، ولكن بما أن بإمكاني شراء ما أريد، فلم لا أذهب لشراء زوج أفضل. وبالفعل صعدت إلى الطابق الثالث، وهناك قرأت اللافتة على مدخل الطابق والتي دون عليها: الأزواج هنا لديهم وظائف ثابتة، ويحبون الأطفال، وهم شديدو الوسامة.
زاد فضول المرأة أكثر، على الرغم من إعجابها بما قرأت، وقررت الصعود إلى الطابق التالي، وهناك قرأت: الأزواج هنا لديهم وظيفة، ويحبون الأطفال، وشديدو الوسامة، ويحبون المساعدة في أعمال المنزل! وهنا اصيبت المرأة بالدهشة لوجود زوج بهذه المواصفات الخيالية، ولكن بعد تردد لم يطل كثيرا، قررت أن تبحث عن شيء أفضل، والصعود إلى الطابق التالي. وهناك تعجبت كثيرا مما قرأت، فقد فوجئت بما دون على لوحة الطابق الخامس: الأزواج هنا لديهم وظائف ثابتة، ويحبون الأطفال، وشديدو الوسامة، ويحبون المساعدة في أعمال البيت، ولديهم ميول رومانسية قوية!
وهنا قالت المرأة لنفسها: هذا ما كنت ابحث عنه طوال حياتي! ولكن ماذا لو كان هناك شيء أفضل في الطابق التالي. وبعد تردد طال قليلا، صعدت إلى الطابق السادس والأخير، لتجد هناك لوحة إلكترونية مدون عليها، بكلمات مضيئة ومتحركة التالي:
أنت الزائرة رقم 21 مليونا و 625 ألفا و440 لهذا الطابق. لا يوجد أزواج في هذا الطابق، وليس أمامكم غير باب واحد الذي يؤدي إلى خارج المعرض.
والحكمة، أن ليس هناك من هو راض تماما بنصيبه في هذه الدنيا! والأمر هنا، بطبيعة الحال، لا ينطبق أو يقتصر على النساء، بل يشمل الرجال بالدرجة نفسها أيضا. واعتقد أن الكثيرات، أو الكثيرين منا، مروا بتجربة معينة في مطعم جديد وغريب، فإننا غالبا ما نقوم بمقارنة ما في أطباقنا، بما في أطباق غيرنا من طعام، وغالبا ما نقول إن ما طلبه الآخرون، أو حصلوا عليه، أفضل مما طلبنا. وهنا يقول المثل الإنكليزي، او الأميركي البليغ:
The grass is always greener on the other side of the fence.
أحمد الصراف