في أوروبا يقول الراحل غوبلز «اكذب اكذب» حتى يصدقك الناس، وكلما كبرت الكذبة زاد احتمال تصديقها، في منطقتنا يتم الحديث عمن ادعى قتل بعوضة ثم ملأ سبع قدور من لحمها وشحمها، فالكذب في كل مكان وزمان أداة شريرة لا حدود لها، حيث يمكن لمن يريد أن يقول ما يشاء، خاصة اذا كان الكذب متصلا بعمل تخصصي لا يعلم عنه الناس شيئا.
* * *
ومن ذلك تكرار أكذوبة فجة بأن رأسمال شركات الطيران الشقيقة الضخمة في المنطقة «أقل» من رأسمال «الكويتية» الذي لا يزيد على 30 مليون دينار (250 مليون ناقص 210 ملايين ديون موروثة إضافة الى خسائر تشغيل سنوية تقارب 100 مليون دينار)، وهو كلام زائف لا يمر على الطفل الصغير، ناهيك عن الرجل العاقل الكبير، فما يذكرونه لا يكفي لشراء عجلات مستعملة لمئات الطائرات الجديدة التي يملكها الاشقاء، وقديما قيل «حدث العاقل بما لا يعقل»، خاصة إذا كان المتحدث غير مختص بعلوم الطيران ومعرفته بتلك العلوم لا تزيد على.. اربط حزام الأمان.. افتح حزام الأمان.. ويا لها من معرفة!
* * *
والحقيقة التي يعرفها الجميع أن رأسمال شركات الأشقاء أكبر وأكثر مما يدعون بمئات المرات، إضافة الى أن حكوماتهم هي من يشتري لهم الطائرات ويقرضهم ويدعمهم ويصدر شهادات الضمان البنكي لهم، وتقوم بخلق شركات ووكالات سفريات وأسواق حرة وروافد مالية تدعم أعمالهم، كما أن بعض مسؤوليهم لا يقفون ـ كحالنا ـ ضد رغبات قياداتهم الداعمة لشركات طيرانهم، ولا يتسابقون على سلب مباني تلك الشركات أو تجريدها من حقوق نقل موظفي الحكومة وإلغاء خصومات الوقود.. إلخ، وإذا كان هذا الدعم والمساندة، فكيف يكون الإحباط والتخذيل إذن؟!
* * *
ومادمنا في مجال مقارنة «الكويتية» ببعض شركات الطيران في المنطقة، حيث يتم عبر الكذب والافتراء تصغير رأسمالها وتعظيم أرباحها نتساءل: لماذا لا تمتد المقارنة الى أوجه الحياة الاخرى، فنقارن على سبيل المثال لا الحصر بين تنميتنا وتنميتهم، وبلديتنا وبلديتهم وإنجازهم بإنجازنا وطيبتهم بحقدنا وحبابتهم بحسدنا؟! والقائمة تطول وتطول والموضوع ذو شجون!