تفتتت كل صخور الحراك المعارض، والسبب ببساطة اختفاء الرؤية وخطوات تحقيقها واختلاط الإصلاح بعوامل الفساد وإقحام أعداء الدستور والحرية قسراً في المعارضة، وإشراك الطائفيين، وتصرفات عشوائية غير مدروسة أو واضحة الأسباب، وتخوين غير مبرر لمن يختلف معهم في الأسلوب، كل تلك العوامل جعلت من الحراك المعارض يضعف بل يكاد يتلاشى. لن أبكي على اللبن المسكوب بل سأتعاطى مع واقع نعيشه اليوم، وهو انتظار كلمة الحسم من المحكمة الدستورية فيما يخص مرسوم الصوت الواحد الذي خلق انقساماً شعبياً لم أشهده في حياتي من قبل. أتوقع شخصياً أن المحكمة الدستورية ستسقط مرسوم "الصوت الواحد" وبالتالي يعود مجلس 2009 للانعقاد عملاً بالمادة (107 من الدستور. وقد بنيت توقعي بشكل أساسي على عدم جواز إطلاق يد مراسيم الضرورة بشكل مطلق، حسب ما فهمت وعلمت من بعض أساتذة القانون الدستوري بالإضافة إلى عوامل أخرى كثيرة. الكويت بكاملها تنتظر يوم 16-6-2013 للبت في أمر أقل ما سيقال عنه إنه تاريخي ويرسم مجريات الأمور المقبلة، ومن هذا المنطلق لا بد من قول شكراً لكل من عبدالله الرومي وعادل الصرعاوي ومرزوق الغانم وأسيل العوضي وصالح الملا وكل من تولى الترافع عنهم (أعرف منهم المحاميين مشاري العصيمي وعبدالله الأحمد) في طعنهم المقدم بعدم دستورية مرسوم "الصوت الواحد"، فقد التزم هؤلاء بالمقاطعة السياسية لانتخابات ديسمبر انسجاماً مع موقفهم الرافض للمرسوم رغم فرص فوزهم الأكبر بنظام "الصوت الواحد"، وتوجوا رفضهم بطعن قانوني موجه إلى المحكمة الدستورية، ولولا هذا الطعن لكنا اليوم نعيش في حالة انتظار طويلة لا نهاية لها. عليكم فقط أن تتخيلوا الوضع السياسي بالكويت لولا طعن هؤلاء؛ مجلس بشبهة دستورية يستمر ومراسيم ضرورة متاحة بالمطلق لسنوات أربع قادمة على الأقل. لقد واجه هؤلاء التخوين من الطرفين المعارض والمؤيد إلا أنهم التزموا بقناعاتهم دون تغيير رغم ذلك، وهو أمر صعب جداً لدى سياسيينا الحاليين، نحن اليوم ننتظر حكم "الدستورية" بسببهم، فبينما كانت العشوائية والتخبط يملآن الحراك المعارض للمرسوم توجه هؤلاء إلى طريق قانوني سليم لم يسلكه غيرهم للأسف، ودون أي بهرجة أو شعارات رنانة لا تغير من الواقع شيئاً، فشكراً مجدداً لعبدالله الرومي وعادل الصرعاوي ومرزوق الغانم وأسيل العوضي وصالح الملا. ضمن نطاق التغطية: أعلم جيداً أن السيد عبدالله الرومي كان يدفع باتجاه إسقاط المرسوم من خلال مجلس الأمة، وهو أمر لا أتفق معه فيه أبداً، لكن يحسب له التزامه برأي المجموعة بعد التشاور وطرح مختلف الآراء.
اليوم: 12 يونيو، 2013
القصة الحقيقية لكارثة الأمة العربية!
في العام 1967 نصب النظام القائم في سورية آنذاك مصيدة لمصر وللأمة العربية عندما اعلن ان عبدالناصر لا يملك خطة لتحرير فلسطين، وان دمشق ستقود الحرب الشعبية المنطلقة راياتها من «هانوي العرب» لتحريرها، وتم الهجوم الاعلامي على القاهرة كونها تسمح بمرور السفن الاسرائيلية من مضائق تيران، فوقع المشير عامر في الفخ وأرسل من باكستان يدعو لإغلاق المضائق والعمل على تحرير فلسطين والوصول السريع لتل أبيب قبل ان تصل لها الميليشيات الشعبية السورية.
■■■
وزاد الطين بلة اساءة فهم وزير الحربية المصري شمس بدران لرسالة وزير الدفاع الروسي، حيث ابلغ عبدالناصر بأن الاتحاد السوفييتي سيدخل الحرب معهم بشرط الا تبدأ مصر الحرب وتقبل بتلقي الضربــة الاولى، وكانت المخابرات العسكرية المصرية قد فشلت في معرفــة ان اسرائيل قـــد زودت طائراتهـــا الميراج قصيـــرة المدى بمستودعـــات وقود احتياطية تجعلها تغطي كل المطـــارات المصريــة التي ابعــدت لهــا الطائــرات استعـــدادا لتقبـــل الضربـــة الاولى من اسرائيل بأقل الاضرار، كما فاتها معرفــة حصول اسرائيل على قنابل عنقودية تدمر ممرات الاقلاع ومــن ثم تصبح الطائــرات المصرية كالبــط الجالــس ينتظر الغارات عليه المرة تلو الاخرى حتى ينتهى منه.
■■■
انطلقت الطائرات الاسرائيلية صباح يوم 5/6/1967 للغارة على مصر، وارسل الاردنيون العاملون في رادار عجلون رسالة مشفرة متفقا عليها للقاهرة نصها «عنب، عنب، عنب» الا ان طرفا ما في الجانب المصري قام بتغيير الشفرة الليلة الماضية، كما تم ايقاف بطاريات الصواريخ والمدافع بسبب مصاحبة المشير عامر لوفد عراقي لزيارة مطارات سيناء، في الوقت ذاته أعلن الملك حسين دخوله الحرب وارسل للقيادة السورية يدعوها للقيام بعمليات هجوم مشترك على الطائرات الاسرائيلية العائدة من مصر دون وقود أو اسلحة حتى تتعادل الكفتان اي لا طائرات مصرية ولا اسرائيلية، الا ان القيادة العسكرية السورية ابلغت الاردن ـ بشكل جدي ـ بأن طائراتها تقوم بمهمات تدريبية استعدادا للحرب القادمة مع اسرائيل، واستمر ذلك الرد أو الردح حتى المساء عندما انتهت اسرائيل من القضاء على كامل الطيران المصري.
■■■
وكان بإمكان مسار التاريخ أن يتغير لو صمد الجيش المصري في سيناء وهو قادر على ذلك لأشهر عدة، الا ان الثعلب هيكل أقنع صديقه المشير عامر بإصدار قرار الانسحاب السريع في اليوم التالي للحرب من سيناء بحجة ان اصدقاءه العسكريين الفرنسيين المحيطين بالجنرال ديغول أخبروه بأن «الصحراء مقبرة لمن يدافع عنها»، وهو ما كتبه لاحقا في مقاله بـ «الاهرام»، كما أضاف ان الرئيس عبدالناصر قام بذلك عام 1956، وبالتالي سيسعده لو كرر المشير هذا الامر باسمه هذه المرة، وهو ما تم، ولو انتظر المشير قليلا لوصلت الطائرات سريعا لمصر من الدول العربيـــة ودول الكتلة الشرقية خاصة ان مصر لم تفقد الا 4% من طياريها، في الوقت ذاتـــه اعلنت وزارة الدفاع السورية في 9/6/1967 سقوط الجولان قبل ان تسقـــط، وقـــام كبار قادتهـــا بإرســال رسائل مشفـــرة لاسرائيل لتسلم الجـــولان دون حرب وحسب الاتفاق المسبق، وقد قامت سفينة التجسس الاميركيـــة «ليبرتــي» بالتقاط تلك الرسائل، فقام الطيران الاسرائيلي بضربها في وضح النهار بقصــد اغراقهـــا ودفــن الســر الرهيب معهــا.
■■■
آخر محطة: ما يدل على عدم تعلم الدرس من تلك النكبة الكبرى ما طالب به بعض قادة الاحزاب المصرية قبل ايام قليلة وبانفعال كبير بضرورة شن الحرب على إثيوبيا وضرب سد النهضة الحبشي بالطائرات، نسي هؤلاء وعلى رأسهم د.يحيى الجمل ان عملا كهذا سيعطي اثيوبيا المبرر الاخلاقي لضرب السد العالي ومن ثم غرق مصر بمياه بحيرة ناصر في الفيضان الاكثر تدميرا بتاريخ مصر.
صراع المنطقة المذهبي
ليس هناك صراع مذهبي، بالرغم من عشرات الضحايا الذين يلقون حتفهم باسمه في سوريا والعراق وباكستان يوميا، بل هناك صراع غبي!
يعتقد الكثيرون أن المنطقة معرضة لحرب مذهبية مدمرة وطويلة ستستمر لسنوات، وسيكون طرفاها هذه المرة ووقودها أجساد ودماء السنة والشيعة. ولكن زعماء الطرفين، ومن يؤججون مثل هذا النوع من الصراع لا شك اغبياء، أو أنهم أصحاب مصالح ضخمة في استمراره، وليس بينهم حتما من هو غيور أو حريص على عقيدته. فلو نظرنا عبر التاريخ، ومنذ الف عام على الأقل لوجدنا أن عشرات آلاف الصراعات الدينية التي نشبت بين كل أطراف المذاهب والديانات، وبالذات التي تسمى بالسماوية، نتج عنها هلاك مئات الملايين، ولكن لم ينتج عنها في نهاية الأمر فناء طرف أو خضوعه للطرف الآخر، الا مرحليا. ففي كل الأحوال يعيد الخاسر تنظيم صفوفه لينتقم لنفسه، وهكذا تستمر الحلقة الجهنمية الى الأبد! فما الذي يهدف اليه الشاب السني الذي يقوم بوضع حزام ناسف حول خصره وتفجير نفسه في جمع من المصلين الشيعة في العراق أو باكستان أو سوريا وغيرها، أو العكس؟ هل يعتقد هذا الانتحاري الغبي أن بعمله هذا سيفني الشيعة أو يقضي على السنة في باكستان أو العراق أو سوريا، أو أن يقرر الكاثوليك في ايرلندا وغيرها تغيير ديانتهم، أو أن يقرر حتى مستضعفو الروهنغا في بورما التخلي عن عقيدتهم، أو غير ذلك؟ لا طبعا، فالقتل لن يجر الا القتل، والمؤسف أن هناك دائما قتلة، وفي كل انحاء العالم، على استعداد لقتلي وقتلك وقتل انفسهم لاعتقادهم بأنهم مدفوعون بقوى ربانية للقيام بذلك، وأن مكانهم في السماء محفوظ، وهذا الوهم الذي نشأ ضمن محيط بشري كبير يصعب القضاء عليه بغير العلم، وفي هذا يقول عالم الأحياء البريطاني رتشارد داوكنز ان من يتوهم أنه نابليون مثلا يحتاج الى أدوات دعم كثيرة لإثبات صحة مقولته، لأنه منفرد ولا يتلقى دعما من غيره من العقلاء، أما من يتوهم أن عقيدته صحيحة فهو يسبح في بحر من المؤيدين لفكرته، وهذا التأييد الجماعي يعطي المؤمن قوة دعم ودفع كبيرة!
وفي معرض دفاع البعض عن عقيدة ما يقولون انها لا يمكن أن تكون خاطئة ان كان عدد المنتمين لها يتجاوز المليارين مثلا! وعندما تجيبهم بالقول ان هناك من يعتقدون بقدسية البقر وعدم ضربها أو تناول لحمها أو حتى دفعها عن الطريق العام، واستعدادهم لقتل الآخر والنفس دفاعا عن البقرة، يقارب عددهم المليار، فهل يعني ذلك انهم على حق؟ وبالتالي فعدد المنتمين لأي عقيدة لا يعني شيئا، لأنه نتيجة تكاثر طبيعي، وليس بالاختيار الرشيد، ولهذا نجد مثلا أن الشخص المنتمي للديانة الدرزية يولد ويعيش ويموت غالبا وهو من «الجهال»، بلا عقيدة أو علم أو معرفة بدينه، الا انه اختار طوعا أن يكون عاقلا ويأخذ أسرار العقيدة، وهنا يجب أن يكون قد تجاوز الأربعين من عمره، أي أصبح راشدا!
ان العالم حولنا قد تحول لقرية صغيرة، والعمر قصير، والأحقاد كثيرة، فلمَ نمضي وقتنا في كراهية الآخر، والتفكير في كيف نرسله للنار، بدلا من التركيز على فعل الخير؟ ولكن هنا ايضا ورطة، فقد يعتقد سني أن الخير في قتل الشيعي، او يعتقد الشيعي أن الخير في قتل السني، وهنا ستستمر عملية تحكم الموتى فينا الى الأبد!
أحمد الصراف
ترويض القبائل
في العقود الماضية كانت القبائل هي السور الواقي للسلطة التي عرفت كيف تستخدمها في تحقيق اهدافها وبسط نفوذها، وكان لشيخ القبيلة دور في ترويض الافراد لطاعة ولاة الامر، حيث كانت السلطة مصدر رزق لهؤلاء، فكانت النتيجة ان القبيلة ومن يتبعها يسيرون في ركاب السلطة ويدورون معها اينما دارت.
ولكن بعد ثلاثة عقود من العمل بالدستور تبيّن لابناء القبائل انهم كانوا يسيرون خلف سراب! اذ بعد كل هذه السنين وجدوا انفسهم يراوحون مكانهم بينما غيرهم سبقهم في كل المجالات الوظيفية والقيادية، واكتفى معظمهم بوظيفة مراقب في البلدية (مركز بلدية.. يداوم في زام العصر ثلاثمائة موظف) او هجان في «الداخلية» او غيرها من الوظائف البسيطة! لذلك حصل التمرد اول ما حصل في مجلس 1985، ثم بدأ التحول في توجه ابناء القبائل وتمردوا على مشايخ القبيلة واصبحوا يحددون توجهاتهم وفقا لمرئياتهم الى عام 1989، حيث شاركوا بكثافة في دواوين الاثنين، وتشرفت حينها بإلقاء محاضرة في ديوان الرمز عباس المناور تحت عنوان «مضى عهد الفداوية»، واصبحوا هم وقود المعارضة السياسية الى يومنا هذا. وقد حاولت السلطة عبثاً احتواء الموقف لكنها فشلت، حيث فلت الزمام من يدها، واصبح حليفها ينعت بالانبطاحية والتسلق كالطحالب! حتى وصلت الحال الى ان تخرج المناطق الخارجية فحول المعارضة واقطابها، ولم يتمكن اتباع السلطة والمحسوبون عليها من النجاح الا بشراء الذمم وفتح ابواب وزارات الخدمات لهم علّ وعسى ان يحافظوا على كراسيهم، لدرجة اني سمعت احدهم يقول انه تمكن من تسجيل اربعين طالب ضابط في وزارة الداخلية وحدها! وارسال اكثر من مائتي مريض او متمارض للعلاج في الخارج على نفقة الحكومة!
اليوم تسعى السلطة الى تدارك الوضع والاهتمام بالقبائل من جديد، وهذا شيء طيب ان تحرص القيادة السياسية على لم الشمل والتواصل مع جميع اطياف المجتمع، لكن مع الاسف ها هي الغلطة تتكرر وها هو التاريخ يعيد نفسه وها هو السيناريو الجديد يكتب باللغة القديمة نفسها!
اقول ذلك بعد تشرفي بحضور لقاء سمو الامير مع اخوانه وابنائه من قبيلة بني رشيد العبسية وبدعوة كريمة من شيخ القبيلة محمد مفرج المسيلم، وقد لاحظت ان كلمة الشيخ بن مسيلم كتبت له وفرضت عليه ليقرأها من دون تغيير! وقد كان واضحاً ان توجهاتها بخلاف «المود» العام للقبيلة وله شخصيا! فالولاء للاسرة لم يشكك فيه احد باستثناء اتباع السلطة الذين يقتاتون على تشويه صورة الآخرين، كما ان إلزام شيخ القبيلة باعلان رفضه لمطالب المعارضة السياسية هو تصرف غير حصيف ودليل على اننا لم نتعلم من الماضي، وتكرار عبارات الولاء المطلق يوحي بان هناك من يحمل خلاف حبه وولائه لاسرة الحكم، وهذا خلاف الحقيقة والواقع الذي طالما اكدناه، وهو ان انتقادنا لقرارات الحكومة لا يعني ابدا انتقادنا للحاكم. وخير ما قيل في هذا المقام ما ذُكر في مبادرة الاصلاح في البند الحادي عشر من المبادئ (… ان سمو الامير يبقى رمزا للدولة والوطن… وبالتالي يجب التفريق بين ذات الامير الرمز وبين قرارات الامير السلطة لتبقى الذات مع مسند الامارة فوق كل مساس ولتبقى القرارات قابلة لتداول الرأي…). ثم جاءت كلمة نائب رئيس مجلس الامة والتي هاجم فيها كل من لم يشارك في انتخابات الصوت الواحد ونسي ان شيخ قبيلته، الذي تحدث قبله، كان اول المقاطعين! وهكذا توحي لنا مجريات الاحداث اننا نريد الرجوع الى الماضي الذي تم رفضه والذي بسببه تحولت المناطق الخارجية الى مركز توليد لرموز المعارضة السياسية، وكأنك «يا ابو زيد ماغزيت»!
نصيحتي اليوم للسلطة ولكل من يهمه امر هذا المجتمع ان القبائل اذا تقدمت خطوة الى الامام فانها لن ترجع الى الوراء، وان شيخ القبيلة يمون على ابناء قبيلته اذا كان حرا طليقا، لكن متى ما شعر اتباعه انه مكبل اليد واللسان وان في فمه ماء، عندها لا طاعة له ولا ميانة، هذه الحقيقة الاولى. اما الحقيقة الثانية وهي ان هؤلاء المتزلفين الذين يقتاتون على المدح والذم فانهم لن ينفعوا السلطة بشيء الا بمزيد من التضليل والايحاءات الخاطئة! وحري بالنظام ان يتحرى الحقيقة من واقع الناس لا مما تكتبه تقارير الاستخبارات والامن! نصيحتي الثالثة والاخيرة وهي ان ابناء القبائل اليوم لا يريدون الا تطبيق القانون على الجميع والمساواة في الحقوق والواجبات من دون تمييز، وعدم اعتبارهم مواطنين درجة ثانية ما لم يكونوا من صنف «آمر طال عمرك وحنا عصاك اللي ما تعصاك».
محنة الدستور بمفهوم الضرورة
لم تشهد الكويت انتخابات حرة حقيقية بعد انتخابات عام 1963، فأعداء الديمقراطية في النظام كانوا لها بالمرصاد، فقد سارعوا إلى تفريغها من كل مقوماتها، حال وفاة راعيها، المرحوم الشيخ عبدالله السالم الصباح، عام 1965، فزوَّروا انتخابات عام 1967 بشكل فج، وهدموا كل ركائزها، بتعليق العمل بقانون الانتخاب، ثم عبثوا بالتركيبة السكانية، وخلقوا نواب الخدمات، بتخريب الجهاز الحكومي، لتسهيل مهامهم في كسر كل القوانين لحل المشكلات المعيشية لأفراد الشعب، الذي وجد نفسه عاجزاً عن الحصول على حقه بالطرق المشروعة. متابعة قراءة محنة الدستور بمفهوم الضرورة