رسالة إلى رئيس وأعضاء المحكمة الدستورية مع التحية…
إن ما يجمعني بكم كثير…
ولو أردت أن أخاطبكم بما يجمعني بكم مهنيا، وهو القانون والدستور، فإنني أقول لكم ما تعرفونه يقينا، وما هو مستقر في عقولكم، وما تدركونه حتما، وهو إن مرسوم “الصوت الواحد” غير دستوري، ولا ينتمي إلى النظام الدستوري، فلا مجال لاعتبارات عملية من هنا وهناك، ولا مجال لحلول وسط ترضي هذا الطرف أو ذاك، ولا مجال لمراعاة، ولا مجال لتسويات سياسية.
لذلك فواجبكم يحتم عليكم الحكم بعدم دستورية مرسوم “الصوت الواحد”… فالكويت دولة لا مشيخة.
ولو أردت أن أخاطبكم بما يجمعني بكم من محبة ووفاء لبلادنا الكويت، فإنني أقول لكم ما تعرفونه يقينا، وما هو مستقر في وجدانكم، وهو إن الكويت تأن وتصرخ من شدة الانقسام ومن وطأة الانفراد بالرأي والقرار،
لذلك فواجبكم يحتم عليكم الحكم بعدم دستورية مرسوم “الصوت الواحد”… فالكويت دولة لا مشيخة.
ولو أردت أن أخاطبكم بما يجمعني بكم من خوف وقلق على حاضر الكويت ومستقبلها، فإنني أقول لكم ما تعرفونه يقينا، وهو إن العمل بمرسوم “الصوت الواحد” مزق البلاد وشتت العباد وأهدر حقوق الشعب واستباح الدولة،
لذلك فواجبكم يحتم عليكم الحكم بعدم دستورية مرسوم “الصوت الواحد”… فالكويت دولة لا مشيخة.
ولو اردت أن أخاطبكم بما يجمعني بكم من حب لهذا الوطن وارتباط به وولاء له، فإنني أقول لكم ما تعرفونه، وهو إن ما يجري اليوم في الكويت هو فوضى وتخبط ومغامرة على حساب المستقبل،
لذلك فواجبكم يحتم عليكم الحكم بعدم دستورية مرسوم “الصوت الواحد”… فالكويت دولة لا مشيخة.
ولو أردت أن أخاطبكم بما يجمعني بكم من حرص على مستقبل أولادي وأولادكم، لقلت لكم ما تعرفونه وهو إن الكويت تغرق في بحر من الظلم والفساد والضياع ولابد من إنقاذها،
لذلك فواجبكم يحتم عليكم الحكم بعدم دستورية مرسوم “الصوت الواحد”… فالكويت دولة لا مشيخة.
وأخيرا، إن ما يجمعني بكم ويجمعكم مع الشعب الكويتي كثير وكبير، وهو حبنا جميعا لهذا الوطن الصغير الذي كان في يوم من الأيام وطن النهار ووطن الأمن والأمان ووطن الاستقرار ووطن العدالة ووطن التآخي والتآزر والتآلف،
ولأن هذا الوطن قد تغير علينا…
ولأنكم تعرفون الأسباب…
لذلك فإن واجبكم يحتم عليكم الحكم بعدم دستورية مرسوم “الصوت الواحد”… فالكويت دولة لا مشيخة… الكويت دولة لا مشيخة.
السادة الأفاضل رئيس وأعضاء المحكمة الدستورية…
إن واجبكم يحتم عليكم أن تعيدوا النهار لوطن النهار فأعيدوه…