عندما
وقفت احدى النائبات في آخر جلسة، وبدأت في حديثها مع وزير الداخلية بكلام لا يجرؤ على قوله طوال الشوارب مع الوزير، عندها عتبنا على معاليه لعدم الرد عليها بما تستحق، واستغربنا جرأة هذه النائبة في طريقة خطابها معه، وقد تبين لنا لاحقا سبب خروجها من طورها، عندما علمنا ان احالة استجوابها للجنة التشريعية ضيع عليها فرصة تشويه صورة شخصيات اسلامية كانت تنوي ان تتكسب من وراء الافتراء عليهم انتخابيا! ولما وقع في يدها وفشلت في تحقيق مبتغاها، سلمت مخططها لاحدى المغردات لنشر هذه الافتراءات والاكاذيب! وقد يقول قائل: وكيف علمت انها غير صحيحة؟ فاقول: من كبرها! فالقائمة ضمت عددا من الشخصيات الكويتية المشهود لها بالنزاهة والاستقامة وحب الوطن والولاء لترابه، وأقول ان تاريخ هؤلاء ناصع البياض ومليء بالمواقف المشرفة والبطولية! خذ مثلا عبدالحميد البلالي، الذي نشر اسمه من العجلة عبدالله البلالي، والذي تنازل عن شهادة الهندسة وتفرغ لاصلاح المدمنين من ابناء هذا الوطن الذين عجزت الدولة بكل اجهزتها عن اصلاحهم، ولم تجد حلا الا ادخالهم السجن بتهمة جريمة التعاطي للمخدرات، فجاء ابو خلاّد، ومن خلال احدى اللجان الخيرية التي انشأها (بشائر الخير)، ليحول هؤلاء من مجرمين الى مواطنين صالحين من خلال برنامج تأهيلي اصلاحي ظهرت نتائجه الطيبة واضحة، لدرجة ان وزارة الداخلية تبنت هذه اللجنة! فهل مثل هذا يسمى متورطا بالارهاب؟ والاخر الشيخ الداعية الدكتور جاسم بن محمد مهلهل الياسين، الذي اجمع كل من عرفه انه رباني ورجل آخرة وليس رجل دنيا، وكل من قرأ له مقالاته وكتبه ادرك بانه صاحب فكر راق ونظرة بعيدة ومنهج متزن، ويكفي دوره البطولي في ادارة لجان التكافل اثناء الغزو الغاشم، بل ان افعاله يشهد بها البعيد قبل القريب والعدو قبل الصديق! اما الشيخ احمد حمود الدبوس فقد تميز بصراحته وجرأته في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وشدة وضوحه، حتى ان اللي في قلبه على لسانه، وانه من الذين يفتخرون بانتمائه لهذه الارض أباً عن جد، وانه من الرافضين للتطرف في كل شيء، ويستحيل عليه ان يكون ضمن قائمة يُشك في ولائها للوطن! اما الدكتور عبدالرحمن السميط فالزج باسمه اكبر دليل على زيف هذه القائمة وبطلانها، وعندما قيل لها لعلك اخطأت باسم الدكتور السميط، ردت وقالت بل هو الذي اقصد! ناهيك عن اتهام يوسف عبدالرحيم بانه ضمن الفريق القانوني للدفاع عن التنظيم، بينما هو من كبار المهندسين الكويتيين في الكويت، ويكفيه فخرا انه هو الذي يعتمد شهادات الهندسة للمهندسين الاستشاريين، فكيف يكون قانونيا وهو مهندس؟ اما فهد البذال فلا اعرف كيف ورد اسمه ضمن القائمة، وهو الذي لا يمت لبقية الاسماء بصلة لا تنظيمية ولا غيرها؟! وهل يتهم عاقل الدكتور محمد الثويني المربي الفاضل، الذي يعرفه كل اهل الكويت بحديثه الممتع والشيق في التلفزيون، ووسطيته ودماثة خلقه؟! وما هو الدور الاعلامي للشيخ محمد العوضي في دعم خلية الامارات؟! كلنا يعرف هذا الرجل واحاديثه المفيدة وحججه الواضحة وبساطته وعفويته التي طغت على تحركاته! اما البقية من الاسماء فهم نواب ومربون افاضل، اعمالهم وافعالهم خير دليل على سلامة سريرتهم ومقاصدهم، ولا يشكك فيهم! وللعلم فهذه القائمة الرابعة خلال شهرين، التي تنشر اسماء شخصيات كويتية متهمة بتورطها بدعم خلية الامارات! وكل قائمة تختلف عن الاخرى! اما الاخيرة فهي بالفعل تستحق ان نطلق عليها قائمة الشرف لطبيعة الاسماء الواردة فيها، واقول لمن نشر هذه القوائم او سربها للنشر، بعد ان عجز عن نشرها، وقام بالنشر بدلاً عنه من اخفى اسمه الحقيقي، ان اهل الكويت لا يمكن ان يصدقوا من لا خلاق له، عندما يطعن في دعاة الدين والخلق! اما الطرف الاخر المشارك بجريمة التشويه المفبرك والافتراء المفضوح، فاقول انه مهما عملت من محاولات اشغالنا بأنفسنا، فلن ننشغل عن متابعة طهران في التدخل بزعزعة الامن في دول الخليج العربي! وها هي الخلايا التخريبية الحقيقية تتكشف يوما بعد يوم في دول مجلس التعاون، وتتم محاكمتها بشكل واضح، وتتم ادانتها في محاكمات عادلة بخلاف ما يتم الان من تلفيق تهم ومحاكمات صورية، بينما التهم معلبة وجاهزة!
• • •
• يبدو ان مقالتي السابقة عن ازمة التعليم في الكويت اصابت مواجع عند بعض الزملاء، خاصة عندما بينت ان التيار العلماني هو الذي كان ولا زال مسيطرا على وزارة التربية وجامعة الكويت منذ اكثر من نصف قرن! وقد بدأت الردود على هذه المقالة تنشر، حتى ان الزميلة القبس بدأت بنشر تحقيق على عدة حلقات يوحي بخلاف ما نقول، وبإذن الله سيكون لي تعليق على كل هذه الردود قريبا.
• • •
• اللهم ارحم زميلنا غسان العتيبي واغفر له، واسكنه فسيح جناتك، واجعل قلمه شاهدا له يوم يلقاك لا شاهدا عليه.