سامي النصف

مجلس الإنماء والإعمار والراشد والشمالي

بداية المطر قطرة، وأول بركات المجلس الجديد اختيار علي الراشد رئيسا تاريخيا للمجلس،وهو القاضي الجليل والوزير الكفؤ والنائب المحبوب من مواطنيه وناخبيه، وأنقل من احد المواقع ما كتبه الرئيس علي الراشد صباح يوم انتخابات الرئاسة لجمع من محبيه وداعميه.. صباح الخير، صباح التفاؤل وحب الكويت، فما موضوع الرئاسة الا تحصيلا حاصلا، ان صارت او ما صارت فتأكدوا انها خير، ولنذكر قول الله تعالى (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم) صدق الله العظيم.

الله اكبر يا بوفيصل، غيرك لا يمانع ان يحرق الكويت وما عليها من أجل ما تعتبره انت أمرا ان صار صار وان لم يحدث فلا إشكال حوله، ويا لها من بداية جميلة للكويت الجديدة.

***

ومن حسنات المجلس الجديد واعضائه الأفاضل ان منافسي الرئيس علي الراشد لا يقلون قدرة وكفاءة، كما انهم لم يعتمدوا منهاجية الارهاب والتهديد المعتاد بحرق البلد ان لم يحصلوا على ذلك الكرسي الاخضر، بل تنــافسوا بشرف، مما يدل على ان حبـــهم للكويت حب حقيــقي لا زيف ولا غش ولا خداع فيه، وان ايمانهم بالدستور ليس شعارا يرفع دون مضمون.

***

ولم يشهد مجلس الانماء والاعمار والتفاؤل القائم اشكالات وتهديدات وانسحابات منذ يومه الاول كما كان يحدث في السابق، وهو ما يظهر ان مشروع تدمير الكويت وتخريبها الماضوي كان بسبق اصرار وترصد وليس بسبب ما يتم ادعاؤه من اكاذيب وترهات توجه للحكومات، لقد خرجت الفوضى وإلى الابد من بيت الشعب وستنتهي قريبا من الساحة القائمة المقابلة للمجلس، فقد بدأت الكويت مرحلة العقل والوطنية الحقة والحكمة والحفاظ على الدستور المفقودة منذ سنوات، ولا يمكن لأحد ان يخدع الشعب الكويتي طوال الوقت، فقد انتهى الخداع ولن نساق لمخطط ربيع التدمير العربي.

***

نبارك للكويت وزراءها الباقين ممن أثبتوا الكفاءة والجدارة، ونبارك للبلد عودة الرجل الذي تحسر الشعب على فقده وفقدان قدراته وكفاءته وحرصه على المال العام، ونعني نائب رئيس مجلس الوزراء مصطفى الشمالي، كما نبارك للنائب المخضرم مبارك الخرينج منصب نائب رئيس المجلس وللنائب كامل العوضي امانة السر وللنائبة صفاء الهاشم منصب مراقب المجلس، وسنرى على يدها حضورا غير مسبوق للجلسات من قبل النواب، مبارك للكويت الجديدة حكومتها الجديدة ومجلسها الجديد، والخير كل الخير لقدام، وتفاءلوا بمستقبل مشرق لهذا البلد.

***

آخر محطة: 1 ـ نسأل من يطالب بإرجاع عقارب الساعة الى الخلف عبر العودة لنظام الاربعة اصوات الذي دمر الكويت وجعله امرا سيهدأ البلد به لو تم، لماذا لم نسمع بـ «تعهد واحد» بالتوقف من قبل من اخرجوا الناس إلى الشوارع وأثاروا الفوضى حتى تم غزونا في ليل أظلم ساهموا بخلقه عام 1990 وعادوا لنفس النهج منذ عدة سنوات وليس مع صدور مرسوم الصوت الواحد؟!

2 ـ نطلب من القوى الشبابية ان تسألهم لماذا تطالبون بكل شيء ولا تتعهدون بشيء قط يضمن الهدوء والمستقبل الزاهر لشباب الوطن؟!

 

احمد الصراف

طاح الحطب؟ لا أعتقد!

«طاح الحطب» تعبير محلي يعني «انتهاء الخلاف» أو مسامحة طرف لطرف آخر أساء اليه!

***
إن الفساد المالي، وليس الفساد الذي في بال البعض، يرتبط ارتباطا وثيقا بتقدم أو تأخر أي دولة. ولم يعرف التاريخ حكومة نجحت في تحقيق الرخاء لشعبها، وإجراء اصلاحات جذرية في بنية الدولة، والتغلب على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق شبه المستحيلات، إن كانت هي أو أي من بطانتها متورطة في قضايا فساد مالي، فهذا امر شبه مستحيل، وحسب علمي لا توجد حالة استثنائية واحدة، وبالتالي فإن أرفع الأمم شفافية في أعمالها هي الأكثر تقدما وسعادة وازدهارا.. وإنسانية.
فالفساد يقتل المشاعر ويفسد النفوس ويسمم الأجواء. ولو نظرنا لسيرة شخص مميز، لم ينكر يوما أنه عمل في أكثر المهن بساطة، الرئيس البرازيلي السابق، لولا دا سيلفا، لوجدنا أنه حكم لثماني سنوات، لم تعرف عنه خلالها حالة فساد مالي واحدة، على الرغم من الظروف الشديدة القسوة التي عاشها طوال حياته. فقد تسلم الحكم والبرازيل على شفير الإفلاس واستطاع خلال 8 سنوات أن يسدد ديونها ويحصل لها على فوائض تعادل فوائض الكويت، وبفضل جهوده ستصبح البرازيل القوة الاقتصادية الخامسة بالعالم قريبا. وقصته لا تختلف عن قصة المناضل نلسون مانديلا رئيس جنوب أفريقيا الأسبق، الذي جعل من بلاده أيضا قوة اقتصادية عالمية باستقامته. ونجد مثال الاستقامة والنزاهة يتكرر في دول بعد أخرى، وعندما نعود لوطننا نجد أن الفساد السياسي والمالي سيقتلنا حتما وسيقضي على كل ما تحقق من منجزات، على تواضعها. وكنت أنوي كتابة مقال يتعلق بفكرة أن «نطيح الحطب» مع الحكومة، ونفتح صفحة جديدة، إلا أنني استمعت لتسجيل مكالمة هاتفية منسوبة إلى النائب والوزير السابق شعيب المويزري مع الزميل محمد الوشيحي بتاريخ 12/10 قال فيها: إن تكلفة إنشاء الكيلومتر الواحد من طريق الجهراء بلغت 24 مليون دينار، ومبلغ قريب من ذلك لكل كيلومتر من طريق عبدالناصر وجسر جابر! وان توسعة المطار ستبلغ 3 مليارات دينار!! وأن كلفة إنشاء جامعة الشدادية كانت 350 مليون دينار، وانها ستصل الى ملياري دينار!!! وأن مستشفى جابر ارتفعت تكلفة إنشائه من 140مليونا إلى 330 مليون دينار!!! وسيحتاج الى سنوات أربع، فوق السبع سنوات، للانتهاء منه، إضافة لــ200 مليون دينار أجهزة ومعدات! وأن الحكومة وقعت عقود استشارات، في غياب المجلس، بثلاثة مليارات دينار، منها واحد بــ524 مليون دينار، لدراسة مشروع الوقود البيئي، هذا غير عقد شركة «شل» الذي بلغ 900 مليون دينار، إضافة لعقد استشارات أمنية مع الحكومة البريطانية بمليار دينار!!! وقال ان مؤسسة التأمينات خسرت 3 مليارات دينار خلال 5 سنوات، ولم يحاسبها أحد! كما أن هناك 450 مليار دولار مستثمرة في أرصدة في الخارج، لا يعرف أحد عنها شيئا ولا كيف تدار وكم تخسر وكم تربح، وأن المسيطرين أكبر من السلطة!!وأنه، عندما كان نائبا ووزيرا، لم يعرف يوما شيئا عن هذه الأموال.. إلخ، ذلك – ان ثبتت صحته – فهو كلام خطر ربما يعرفه الكثيرون، ولكن لا أحد يود التصدي له والرد عليه إما بالتبرير أو الشرح واما بالنفي، فقائله ليس شخصا من الطريق أو محترف تهريج، بل نائب ووزير سابق، وكان قريبا من مراكز اتخاذ القرار، ومحاسبته، إن كان مخطئا أو مبالغا، على حديثه المسجل في قناة محلية مرخصة، أمر أكثر من ضروري. فهل تتحرك جهة ما لتفيدنا؟

أحمد الصراف

مبارك الدويلة

المعارضة تلبس ثوباً جديداً

اعتقد انه قد حان الوقت كي تنزع المعارضة ثوبها القديم لتكتسي ثوبا جديدا يتناسب مع الظرف الذي تمر به البلاد. لقد لعبت المعارضة الكويتية دورا مميزا في المشهد السياسي خلال الأيام الماضية، استطاعت أن تحقق خلاله بعض النجاحات، ولعل ابرزها اسقاط مجلس 2009 سيئ الذكر ورئيس وزراء تلك المرحلة، ثم تشكيل كتلة أغلبية برلمانية في مجلس 2012 تلتها مرحلة إبطال المجلس ومقاطعة الفعاليات السياسية والاجتماعية المعتبرة للترشيح لمجلس الصوت الواحد، وكذلك مقاطعة معظم الشعب الكويتي للانتخابات البرلمانية الأخيرة، وكان من أبرز الأنشطة واكثرها تأثيرا المسيرات والاعتصامات في ساحة الارادة. وهذه نجاحات لم تكن لتتحقق لولا المثابرة والتخطيط السليم والعمل الدؤوب والتنسيق الرائع بين مكونات الحراك الشعبي الممثل للمعارضة السياسية الكويتية.
اليوم تعيش البلاد مرحلة جديدة من الحراك السياسي، فوجود مجلس أمة – بغض النظر عن مشروعيته – واعتراف أجهزة الدولة الرسمية به وتعاملها معه، تستلزم فكرا جديدا وحراكا يتناسب مع المرحلة. ولعل اول خطوة يجب البدء فيها هي تفكيك مكونات الحراك الموجودة إما لانتفاء الغرض منها وإما لانعدام وجودها واقعا. خذ مثلا «نهج»، فقد تشكلت أصلا لاسقاط مجلس وحكومة 2009 وقد تحقق لها ذلك، أما كتلة الأغلبية فلا أظن ان عاقلا يعتقد بوجودها اليوم بعد اعلان نتائج مجلس الصوت الواحد، والكلام ينطبق على بقية الكتل البرلمانية في المجالس السابقة، أما المكونات الشبابية للحراك فقد كانت مطلوبة كوقود لهذا الحراك وبث الروح المتوقدة فيه ولاشك أنها لعبت دورا بارزا في تحقيق انجازات تلك المرحلة، لكن المرحلة الحالية تحتاج الى الفكر والعقل أكثر من الحماس والنشاط البدني.
لذلك، اعتقد أنه حان الوقت كي تعقد المعارضة، بجميع مكوناتها، اجتماعا تتفق فيه للانتقال للمرحلة المقبلة من العمل السياسي وهي مرحلة متابعة أداء السلطتين وكشف تجاوزاتهما القانونية والدستورية متى ما وجدت، واقناع أصحاب الشأن – واقصد هنا السلطة والشعب – بضرورة تصحيح الوضع الخاطئ واعادة الأمور الى وضعها السليم بحل هذا المجلس والعودة الى التطبيق الصحيح لقانون الانتخاب. هذا البرنامج السياسي الجديد يحتاج الى ثوب جديد تلبسه المعارضة، فتتشكل جبهة عمل جديدة بفكر جديد وروح جديدة كما ذكرت في بداية هذا المقال. وقد يستلزم ذلك استبعاد بعض الرموز القديمة التي قد لا تصلح لهذه المرحلة كما قد يستبعد منها بعض المجاميع الشبابية التي لا يروق لها العمل الهادىء، لكن لا بد من وجود بعض هذه المجاميع لاستمرار الحماس للعمل الدؤوب وتنفيذ الأداء اليومي له.
انني اعتقد أن استمرار الحراك على وضعه الحالي ومكوناته الحالية نفسها سيؤدي في نهاية المطاف الى تفككه وتشرذمه وانكفائه على نفسه نتيجة الخلافات التي ستنشأ بين هذه المكونات غير المتجانسة لهذه المرحلة.
انني اعتقد أن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على الحركة الدستورية الاسلامية والتكتل الشعبي لايجاد هذا التغيير وادارته، فهما الأكثر تنظيما والأكثر اتباعا ومؤيدين، وهم كذلك اول المستفيدين من نجاح المعارضة واكثر الخاسرين من فشلها، فهل نجد اذنا صاغية عندهما؟
* * *
• الزميل سعود السمكه كتب مقالا في القبس ينكر فيه دعم الشيخ ناصر المحمد له في الانتخابات الماضية، وأنا لم اقل إن الشيخ دعم سعود السمكه، بل أؤكد انه لم يدعمك يا أخ سعود، والسبب انه لم يكن بحاجة إلى هذا الدعم! وهذا ببساطة السبب. أما قولي انه لا هذا المجلس مجلس سمو الشيخ جابر المبارك ولا الحكومة حكومته، فهذا تحليل وليس خبرا حتى تطلب من سموه أن يثبت أو ينفي، ولست مستشارا عنده ولا اعمل لديه حتى يحسب كلامي على سموه.