محمد الوشيحي

سنأكل الفراولة ويموت السفرجي

أجزم أن السلطة كذلك، لا الشعب وحده، لا تقبل أن تزوّج هذا البرلمان ابنتها، ليقينها بأن البنت ستلاقي الأمرّين الأشرّين، وعلمها بأن الزوج أتى وعينه على الأرباح والخسائر، وأنه ينظر إلى هذا الزواج بعين المضارب في البورصة.
ومع ذا ستقاتل السلطة لإبقاء هذا البرلمان المرفوض شعبياً على قيد الحياة أطول فترة ممكنة، وستفكر بدلاً منه، فهو لا يملك عقلاً، ولا حتى قلباً، هو يملك ذراعين طويلتين فقط، وستأمره بأن يبدأ مشواره باستمالة الشعب، عبر قوانين إسقاط القروض، وزيادة الرواتب، وزيادة عدد الأولاد المشمولين بالعلاوة، والتقاعد المبكر، وكل ما يمكن أن يفرح البسطاء، وستوافق السلطة على كل هذا بعد أن تتمنع قليلاً، لزوم حبك المشهد. ولا حاجة طبعاً للتذكير بأن جُل هذه القوانين من طبخ الأغلبية السابقة المغضوب عليها.
في مقابل هذا، ستمسك السلطة بمواد الدستور والقوانين وتخلطهما في خلاطة ألمانية ليخرج لنا مجلس أمة يشبه إلى حد التطابق المجلس البلدي، عزيز القوم الذي كان.
وبالطبع سيستمتع نواب البرلمان المرفوض شعبياً، أو قل الملفوظ شعبياً، بالقهوة الحكومية، وقد يزرعونها في بيوتهم، وقد تكبر مزارعهم فيصدّرون جزءاً منها إلى أحبابهم وأقربائهم، ووو.
وأقول للسلطة، أنتِ فعلتِ ما يُفعل وما لا يُفعل لإعاقة إسقاط القروض وبقية القوانين الشعبية، وعملتِ ما يُعمل وما لا يُعمل للحصول على برلمان يرتدي لباس السفرجي، وستكون النتيجة حصول الشعب على الفراولة، التي لطالما قاتلتِ لمنعه من الوصول إليها، وموت برلمانك السفرجي.
وأجزم أن ما يحدث هذه الأيام كله خير، والأيام بيننا… من يراهن؟

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *