سامي النصف

حكومة السكين التي وصلت للأعناق!

واضح ان النظام السياسي الكويتي أصبح على محك أكبر تحد يوازي او يفوق تحدي أغسطس 1990 فيما نراه قائما هذه الأيام من تحركات مشبوهة تغرر وتحرض الشباب كي يساهموا بعفويتهم بمشروع تحويل أمننا إلى خوف وبقائنا في بلدنا الى هجرة قسرية دائمة هذه المرة، وذلك عبر إشعال فتيل فتنة ربيع عربي مدمر آخر في قلب بلد آمن يتمتع شعبه بحريات فائضة ورغد عيش لا مثيل له بين الأمم، وقيادة أبوية حانية لا تقمع ولا تبطش ولا تدعي العصمة السماوية فترفض ان يطعن أحد في قراراتها.

***

لقد وصلت السكين هذه المرة الى الأعناق بسبب توجهات وتحركات بعض القيادات السياسية التي تنفذ ما تخططه لها شياطين وفروخ مفاقس حاضنات المخابرات العالمية لقاء ثروات خيالية تدفع لتلك القيادات الزائفة التي تدعي كذبا تدثرها برداء الوطنية والدين، والاثنان منها براء. ان الكويت بلد شديد الثراء لذا يشترى في أسواق النخاسة الدولية بأبهظ الأثمان مقابل نشر الفوضى والدمار في ربوعها وسلب ثرواتها وجعلها خزينة لبعض دول الربيع العربي المدمر الذي تردت أحوال بلدانه الاقتصادية حتى باتت مهددة بالانقسام والانشطار والفناء وهناك من يريدنا ان نسير في ركبهم.

***

إن على الحكومة القادمة برئاسة الشيخ جابر المبارك ان تختار أفضل الكفاءات الكويتية من داخل الأسرة الحاكمة وخارجها، فقد وصلنا الى نقطة اللاعودة، فإما الاستسلام للأعداء ـ لا سمح الله ـ أو محاربتهم عبر كسب ثقة الناس عن طريق تطبيق القانون على الجميع ومنع الاستثناءات والتجاوزات وتحريك عجلة العمل وتغيير الصورة السالبة السابقة الى صورة جديدة زاهية وهو مطلب يمكن الوصول اليه بسهولة ويسر فنحن في النهاية بلد قليل السكان وافر الثروات لا جبال ولا زلازل ولا أعاصير فيه فما الذي يمنع سرعة الإنجاز متى ما توافرت الحكومة المخلصة ومجلس الأمة الذي قلبه على الكويت؟!

***

آخر محطة: (1) حتى ننهض بأسرع وأقصر الطرق علينا ان نستورد الأنظمة الإدارية من الدول الخليجية الشقيقة التي وصلت للعالمية في تطورها وهو أمر سيرضي الناس ممن سبب تذمرهم الدائم هو البيروقراطية والفساد وعدم الإنجاز، فما يحتاج الى ساعة لدى الجيران، يحتاج الى شهر في الكويت، وهو ما يجعلهم يتوجهون الى المعارضة.. كالمستجير من الرمضاء بالنار.. تخفيف تذمر الناس يعني تغيير قناعاتهم السياسية الى الأفضل.

(2) ماذا بقي من الدستور المتباكى عليه لدى دعاة «إلا الدستور» بعد مطالبات الحكومة الشعبية والدائرة الواحدة وإشهار الأحزاب وجميعها مطالب غير دستورية، وما أضافوه أخيرا من عدم قبولهم بأحكام المحكمة الدستورية (السلطة القضائية) أو قرارات مجلس الأمة الجديد (السلطة التشريعية) فيما يخص التصويت بالصوت الواحد المعمول به في جميع الديموقراطيات الأخرى، وهل بقي شك في العقول حول ما يريدونه للكويت وشعبها؟!

 

احمد الصراف

أحلام بثينة ومركز وعكر

ذهبت بثينة للدراسة في أميركا، ثم عادت للكويت وعاشت فترة، ولكن أجبرها وضعها على العودة لأميركا لإكمال دراستها، وهناك وقعت في الحب وتزوجت واستقرت في وطنها الجديد.
تقول بثينة إنها طالما تساءلت، وحتى وهي صغيرة، لماذا كانت أمها تحرص على عزلها عن اخواتها، ولماذا كان الجميع حولها يود ان يشعرها بأنها، كأنثى، «مشكلة» وعالة وقضية يجب الانتباه إليها، ولم تدرك إلا في مرحلة متأخرة أن إنسانيتها، بنظر حتى الأقربين لها، ناقصة، ولا يمكن أن تتساوى مع غيرها من الذكور، حتى ولو كانت أفضل منهم في كل شيء! وتقول إنها رضيت بنصيبها، أو كادت، وكان من الممكن أن تتخذ الموقف ذاته مع بناتها مستقبلا، لولا التطور الذي طرأ على حياتها. وتقول إن ما لم تتقبله ابدا في محيطها هو ذلك الحرص على ألا نكون سعداء في حياتنا، وأن نكون جادين أكثر من اللازم، فالضحك، خصوصا بصوت عال أمر ممجوج، والقهقهة، وبخاصة إن صدرت من فتاة، فإنها معيبة، ومن تفعل ذلك فهي «بيعارية» أو أنها «ما تستحي»! وانها عندما تقارن الطريقة التي تحتفل بها مختلف المجتمعات بأعيادها، وخصوصا في أميركا، تشعرها بالحزن على ما يلقاه أهلها، وبخاصة الشباب منهم، من شح احتفالي، مقارنة بما تلقاه هناك من اجواء مبهجة طوال العام تقريبا، فالأعياد والمناسبات المفرحة تتوالى طوال السنة من عيد فطر جميل إلى نوروز وكريسماس وهالاويين وعيد الشكر، مرورا بالهانوكاه وغيرها الكثير. وتتساءل عن سبب تأجيلنا للسعادة لما بعد الموت، وهل نحن محقون في ذلك، ولماذا علينا طلب الستر والرحمة عندما نضحك كثيرا في مجلس ما ونأمل في ان ينتهي الأمر على خير؟ فما سبب كل هذا الحذر وهذا الميل للشعور بالتعاسة؟ ولماذا تكون حتى أعياد ميلاد انبيائنا و«ائمتنا» مدعاة للحزن أكثر منها للفرح والبهجة، بحيث لا تختلف طريقة الاحتفال بها عن طريقة إقامة مجالس العزاء بمناسبة ذكرى وفاتهم؟ وتقول إنها عاشت في بيئة سعيدة ومريحة، ولكنها لا تتذكر انها رأت أمها يوما فرحة، بمعنى الفرح الحقيقي، فكل شهر والآخر هناك عزاء ومجلس و«قراية»، وانها لا تتذكر مناسبة واحدة فرحة في حياتها وهي طفلة غير الذهاب لبيت جدها لتستلم، بطريقة مهينة إلى حد، «العيدية النقدية» ممن هم أكبر منها سنا، والذكور بالذات! وتقول انها لم تسمع يوما الموسيقى في بيت أهلها غير ما يصدر مصادفة من التلفزيون، فلا رقص ولا موسيقى ولا اختلاط ولا ضحك! وتنهي رسالتها بالقول إنها وقد بلغت الخمسين الآن، كانت سترضى بكل ذلك لو أنها لمست، بعد كل هذا الحزن والشعور بالتعاسة والغم والهم المستمر الذي يحيط بنا، انه سيؤدي في مرحلة منا لجعلنا بشرا أفضل من غيرنا، ولكنها بعد نصف قرن تقريبا، لم تلاحظ أي تطور أو تحسن في أخلاقياتنا ومثلنا وطريقة معيشتنا، بل بقينا كما نحن، هذا إن لم نتخلف أكثر ونتشدد مذهبيا أكثر ونوغل في عدائنا للآخر أكثر، وما اكثر عدد هذا الآخر، كما لم يكن لهذا الحزن أي فعل إيجابي، فلا اختراعات ولا اكتشافات ولا تميز ولا فوز بأي جائزة، ولا إبداع في أي مجال ولا حتى شجاعة غير عادية، بالرغم من أننا ننادي يوميا بالتضحية وبحب الشهادة، ونردد «لا حول ولا قوة إلا بالله»!
اسئلة بثينة كثيرة ومثيرة وتحتاج الى مجلدات للإجابة عنها.
• • •
• ملاحظة: ورد في موقع وعكر، نداء لمقاطعة شركات ومنتجات «النصارى»! وحدد شركات إعلام واتصال وأغذية في غالبيتها مصرية أو لبنانية! ولم يجرؤ طبعا على المطالبة بمقاطعة شركات الأدوية والسيارات والطائرات والأجهزة الطبية الغربية، لأنه يعرف أن لا أحد سيرد عليه، ولا حتى هو، الأكثر حاجة من غيره الى دواء الأعصاب!

أحمد الصراف
[email protected]
www.kalamanas.com

مبارك الدويلة

راحت السَّكرة

انتهت انتخابات الصوت الواحد، وشارك من شارك وقاطع من قاطع، ونجح خمسون من المرشحين الذين كانوا ينافسون على مقاعد برلمان الصوت الواحد‍‍، وماذا كانت النتيجة؟!
• أغلبية الشعب الكويتي رفضت المشاركة لقناعتها بان هذا المجلس غير شرعي، وان الضرورة لم تكن متوافرة كي يصدر لها مرسوم، وأقول أغلبية الشعب، لأن الأربعين في المائة الذين لا يصوتون عادة، ذهب كثير منهم للتصويت نتيجة الزخم الاعلامي الداعي للمشاركة، وبسبب فتاوى بعض العلماء بوجوب الذهاب للتصويت واعتباره واجبا شرعيا‍‍! واعتبار عدم المشاركة عصيانا لولي الأمر‍‍! ومع هذا، معظم شرائح الشعب الكويتي لم تشارك لعدم قناعتها بجدوى المشاركة.
• انتجت لنا الانتخابات مجلسا غاب عنه أهل الكويت! مع احترامي لمعظم أعضائه الذين نجحوا، غير أنهم لا يمثلون المناطق التي خرجوا منها. فالمعروف أن الديموقراطية هي حكم الأغلبية، بينما غابت الأغلبية عن مخرجات هذه الانتخابات نتيجة المقاطعة القوية – باستثناء الدائرة الأولى – فنجد عوازم سلوى والسالمية لا ذكر لهم، وفي «الثانية» يسقط أبناء العوائل وتنجح الأقليات من الصليبخات، وفي «الثالثة» يتسيد تيار رئيس وزراء سابق النتائج، وهو الذي بسبب سلوكه في مجلس الامة، تم حل المجلس، وفي «الرابعة» تغيبت أكبر قبائل الدائرة (مطير)، وتفوز الأقليات بألف صوت فقط، بينما الدائرة فيها مائة ألف ناخب! وكما تردد، تنتشر ظاهرة شراء الأصوات بشكل سافر حيث ساعدت على الوصول بسهولة ويسر الى المجلس، وفي «الخامسة» حدث ولاحرج، يغيب عن برلمانها أهل الدائرة، ويصل اليه من نجح بأقل من ألف صوت وأقل بكثير بينما تحتوي الدائرة على 110آلاف ناخب!
• البعض يعتب علينا لعدم مشاركتنا ويتهمنا بأننا سمحنا لهذه النوعيات بالوصول إلى المجلس وتمثيل الأمة‍‍، وأقول لهؤلاء المحبين إن عدم مشاركتنا جاء نتيجة قناعتنا بان مرسوم الضرورة غير دستوري، وبالتالي يكون المجلس غير شرعي، لذلك لم نتمكن من المشاركة، وهذه كانت قناعات التيارات السياسية والعوائل والقبائل الكبيرة التي التزمت بالمقاطعة، وتبعها معظم مكونات الشعب الكويتي، بينما مشاركتنا كانت تعني أن الغاية عندنا تبرر الوسيلة، وان كان هناك من يتحمل نتيجة ما أفرزته الانتخابات فهو من تسبب بهذا الوضع من مشرع له الى مشارك فيه.. «اللي عقد روس الحبال يحلها».
• البعض يرى أن الصوت الواحد ألغى ظاهرة شراء الأصوات، والحقيقة عكس ذلك. والبعض يرى أن الصوت الواحد أعطى للأقليات فرصة، وهذا غير صحيح، فالمقاطعة أعطت هذه الفرصة لهم والا ما وصلوا‍‍.
المهم الآن نستطيع القول إن المعارضة، التي نجحت في اقناع الكفاءات والقوى السياسية ورموز العوائل والقبائل بعدم المشاركة، ترشيحا وتصويتا، تثبت اليوم أنها كانت على حق. فهذا المجلس لا يمثل الامة، وعاجلا أم آجلا سيحرج الحكومة وسيحرج الكويت سياسيا مع جيرانها، كما حدث مع نائب سابق وحالي عندما دعم وما زال نظام المجرم في سوريا.
المطلوب الآن تكاتف كل القوى الاسلامية والوطنية والقبائل والعوائل لمنع هذا المجلس المسخ من تنفيذ مخططه التدميري بمتابعة أعماله وعدم اعطاء بعض منه فرصة لتخريب البلد من حيث نعلم أو لا نعلم. راحت السكرة.. وجاءت الفكرة… واصح يا نائم!.
***
• أتمنى من الشباب المعارضين للانتخابات غير الشرعية أن يتجنبوا المسيرات داخل المناطق السكنية، وان يلتزموا بالفعاليات التي تعلنها الجبهة الوطنية للدفاع عن الدستور حتى لا تضيع صيدتنا بعجاجتنا‍‍.