سامي النصف

لأجل الغد.. أدلِ بصوتك اليوم!

بودنا ان نعرف ما الفائدة التي سيحصدها من سيضحي بحقه الدستوري ويقاطع الانتخابات اليوم؟! واضح ان هناك مشاركة موجبة من قبل كثيرين والمقاطعة ستحرمك من اختيار الاكفاء والامناء والاقرب لتطلعك الشخصي لكيفية ادارة البلد، فلا يكفي ان تلعن الظلام بل عليك ان تضيء شمعة عبر ادلائك بصوتك اليوم، والا فلماذا خلق الآباء الدستور ولماذا ارتضينا بالديموقراطية اذن؟!

****

وهل سمع احد قط بدستور ينص على ان الانتخابات تسقط شرعيتها طبقا لعدد المصوتين؟! وهل ربط احد صحة انتخاب الرئيس اوباما، على سبيل المثال، بنسبة عدد المشاركين في الانتخابات الاخيرة مقارنة بالعدد الكلي للشعب الاميركي؟! ان ما يسر الخاطر حقيقة ان المجلس القادم سيستمر اربع سنوات مليئة بالانجاز الذي سيفرح كل محب للكويت بعد السنوات العجاف التي مررنا بها وستبدأ نهضة الكويت الحقيقية منذ يومنا هذا، وسيظهر الشعب الكويتي معدنه الحقيقي ومدى اخلاصه وحبه لوطنه وسيفشل مخططات تدمير الكويت التي تهدف إلى الخروج الدائم للشوارع ونشر الفوضى وخلق ربيع مدمر آخر في البلد.

****

ونذكر ونكشف حقيقة ان نظام التصويت عام 1981 قد تغير من 10 دوائر وحق كل مواطن في انتخاب 5 اعضاء الى 25 دائرة والتصويت لمرشحين فقط عبر «مرسوم ضرورة»، ولم نسمع بهمسة احتجاج واحدة ممن يدعون للمقاطعة اليوم، ثم اتى التغيير الى الدوائر الخمس والاربعة اصوات الذي يمثل انتخاب 40% من النواب بعد أن كان الناخب نفسه ينتخب 100% من ممثلي الدائرة، ولم نسمع كذلك احتجاجات ومقاطعات، فما حدا ما بدا عدا البحث عن الذرائع والاعذار لتحويل الكويت لدولة ربيع عربي اخرى يُهجّر شعبها وتجري دماؤه انهارا!

****

ولا أعلم سببا واحدا لاعتراض المقاطعين على نظام الصوت الواحد الموجود في «جميع» الديموقراطيات الأخرى والسبب «الوحيد» لإعطاء الآباء المؤسسين الناخب حق انتخاب 5 مرشحين (فيما بعد إلى مرشحين عام 1981 و4 مرشحين عام 2006 مما يعني أنها ليست قضية ثابتة) هو قلة عدد الناخبين (10 آلاف ناخب للمجلس التأسيسي، 16 ألفا للمجلس الأول) ووفرة عدد المرشحين آنذاك مما يعني أن يصل النائب عن «الأمة» للمجلس بعدد لا يزيد عن 30 ـ 40 صوتا لذا اقتضى الأمر اعطاءه 5 أصوات كي يضاعف ذلك الرقم 5 مرات وهو أمر انتفى هذه الأيام بعد وصول عدد الناخبين لما يقارب نصف المليون ناخب.

****

آخر محطة:

1 ـ رسالة لكل كويتي وكويتية: ان اردتم ان تساهموا بمستقبل زاهر لكم ولاجيالكم المقبلة، فتحولوا من السلب الى الايجاب، ومن المقاطعة الى المشاركة، فقطار البلد بدأ بالتحرك السريع من المحطة التي ارغم على الوقوف بها لعقود من الزمن، وخير لك ان تنتخب اليوم وتركب ذلك القطار من ان تكون مقاطعا ومتظاهرا على الرصيف المقابل.

2 ـ من سيقاطع اليوم فلا حق له بالاحتجاج في الغد على نتائج الانتخابات ووصول من لا يوده للبرلمان، فالكويت تولد من جديد.. اليوم، فشارك في تلك الولادة المباركة.

احمد الصراف

فضائل الإنترنت وفضائحه

أصبح الإنترنت مع الوقت أداة نعمة ونقمة، فهو من جهة وسيلة معرفة وتواصل سريع، ومن جهة أخرى وسيلة فعالة لتخريب سمعة أي شخص، أو إعطاء معلومات تاريخية أو صحية أو تعليمية أو علمية خطأ من خلال وضعها في قالب جذاب ومخادع، بحيث تنطلي على الغالبية! ولهذا قامت جهات تبحث عن المصلحة العامة بإنشاء مواقع إلكترونية يمكن الرجوع إليها للتأكد من أي معلومة صحية أو تاريخية قبل القبول بها! وكمثال على هذا النوع من الرسائل المسيئة والكذب ما انتشر على الإنترنت من أن جد الملك عبدالله، ملك الأردن، توفي عن 96 عاما، ودفن في المقابر الملكية في عمان، ولكنه دفن بمراسم يهودية، وبحضور حاخام إسرائيلي، وأن الملك قطع جولته في الخليج ليشارك في تشييع جده الكولونيل الإنكليزي والتر بيرسي غاردنر، الذي كان له دور في تربيته، خاصة بعد انفصال أمه، أنطوانيت، عن أبيه الملك حسين، بعد رفضها دخول الإسلام، إلى غير ذلك من مبالغات! فقد تبين من البحث أن والتر غاردنر، ولد عام 1914 وتوفي عام 2010، وكان رجلا عصاميا فاضلا، وأنه جاء للدنيا وغادرها مسيحيا، كما أن ابنته أنطوانيت دخلت الإسلام وتسمّت بــ «منى». وكان غاردنر، الذي سبق أن التحق بالجيش البريطاني، وهو في سن الــ14 كنجار، في فترة من حياته، مسؤولا عن توفير المياه للقوات البريطانية المنسحبة من دنكرك، إبان الحرب العالمية الثانية، كما كان له دور عسكري رائع في أكثر من موقع أوروبي وشمال أفريقي، ونال أكثر من وسام شرف، وترك العسكرية عام 1946 ليعمل كمالك عقارات. ولكنه عاد إلى الجيش عام 1952، حيث أرسل إلى ماليزيا ليبقى فترة هناك قبل أن يعود بعدها إلى الشرق الأوسط مع أسرته في بداية خمسينات القرن الماضي، ليساهم بخبرته الطويلة بالمياه في إدارة وحدة الهندسة في الجيش الأردني، وأثناءها التقى الملك حسين بابنته وتزوّجها. وفي عام 1961 عُيّن غاردنر رئيسا لسلطة مياه الأردن، وتمكّن بخبرته من اكتشاف عدة مصادر مياه جوفية، وبناء خطوط مياه لمدن وقرى لم تعرف يوما المياه الجارية.
نعيد ونكرر أن علينا أخذ الحيطة الشديدة في قبول أو رفض ما يرد إلينا على الإنترنت، وكنت شخصيا ضحية لأكثر من خبر خطأ، وناشرا لأكثر من معلومة غير صحيحة، وجميع هذه التجارب السيئة جعلتني أكثر حذرا، وميلا لرفض تصديق غالبية ما يردني. كما علينا التحقق من صحة أي خبر مسيء لجهة وشخص ما، قبل قبوله ونشره.

***
يقول الحكيم الصيني
«ما تصد قوني»: إن رحلة الألف ميل تبدأ عندما تتعطل بك السيارة في طريق صحراوي طويل وغير مطروق.

أحمد الصراف

www.kalama nas.com