ما ألطفها وأروعها من تهمة توجه للمجلس القادم وهو انه سيكون مجلسا «متعاونا» مع الحكومة التي لم تشكل بعد ولا يعلم أحد توجهاتها وتطلعاتها وطموحاتها التي يفترض بها ان تكون تطلعات وطموحات وتوجهات تخدم حاضر الكويت ومستقبلها، فنجاح الحكومة القادمة هو نجاح لدولة وشعب الكويت وضمان للمستقبل المشرق لأبنائها، وفشل الحكومة هو فشل لنا جميعا.
***
وكما يقال «الضد بالضد يعرف» وعليه فماذا يريد من يلقي بالتهم جزافا وبشكل مسبق على مجلس أمة لم ينتخب بعد؟! أي هل يراد ان يعود مجلس الغد الى أفعال وأخطاء وأزمات مجالس الأمس التي جعلت ديموقراطيتنا القدوة السيئة للأمم وأوقفت معها عمليات التنمية في البلد حتى بتنا نشعر بالخجل كلما زرنا الدول الخليجية الشقيقة وشاهدنا عمليات التنمية التي تقارب سرعة الضوء فيها.
***
ان الشعب الكويتي بمواطنيه ومقيميه ملوا حتى النخاع من المسار الكويتي ـ اللبناني القائم على الجرعة السياسية الساخنة والإنجاز الإنمائي المتجمد وباتوا يطمحون إلى مسار قريب من النهج الإماراتي ـ السنغافوري الذي يصحو فيه الشعب كل صباح على إنجاز جديد بدلا من الأزمات التي تلد أزمات وقد قرأنا أمس عن البدء في مشروع مدينة الشيخ محمد بن راشد التي ستجعل زائري دولة الإمارات يقاربون الـ 90 مليون سائح خلال سنوات قليلة.
***
أخيرا نرجو من كل مواطن ومواطنة ان يشاركوا بإيجابية شديدة يوم السبت المقبل في الانتخابات، وان يختاروا أكثر المرشحين حكمة وأمانة وكفاءة وأخفضهم صوتا وأقلهم غضبا، فلم نعد نود ان نرى استجوابا واحدا في السنوات الأربع القادمة، فلم تتقدم الكويت على جيرانها الا في حقبة اللااستجوابات إبان الستينيات والسبعينيات ولم نقرب من ان نصبح في عداد الدول الفاشلة إلا بسبب أزمات مجالس الأمس، فلماذا نرغب بالعودة للمسار الضار بنا؟ لست أدري!
***
آخر محطة: نرجو ان يصلح مجلس الأمة القادم ونوابه الأفاضل الدمار الذي تسببت فيه بعض المجالس السابقة وان يصبح مجلس القدوة الحسنة للديموقراطيات الأخرى في المنطقة.