رئيس منتخب.. يحصّن مجلس شورى منتخباً.. ويحصّن لجنة دستورية منتخبة.. ويقيل نائباً عاماً معيناً من النظام البائد.. وقيّد محكمة أعلنت أنها ستحل مجلس الشورى واللجنة التأسيسية قبل النظر بالقضية بأسبوعين! ألا يستحق هذا الرئيس التأييد ومباركة قراراته؟ فإن قيل انها الدكتاتورية بعينها قلنا لو أراد أن يتفرّد بالقرار لما حمى اللجنة التأسيسية، التي ستحد من صلاحياته المطلقة كما اعلن مسبقا عنها، ولو أراد التفرّد بالقوة لما استعجل بعودة الانتخابات التشريعية التي ستحد، بل ستلغي سلطة التشريع منه! إذاً ماذا كان الهدف من هذه القرارات؟ انها لحماية الثورة! فالمراقب لتسلسل الأحداث المتلاحقة يدرك جيدا أن هناك مخططا لإجهاض الثورة والعودة بمصر للمربع الأول! وان هناك من انزعج كثيرا من ممارسة الرئيس المصري لدور لم يكن مألوفا عند الحكام العرب، سواء بتواضعه في حياته المعيشية كرئيس أكبر دولة، أو بموقفه أثناء حضوره لمؤتمر عدم الانحياز في طهران ودفاعه عن المذهب السني! أو حتى أثناء حرب الأيام الثمانية الأخيرة بين حماس والصهاينة! حيث تميزت هذه المواقف بالقوة والاعتزاز بالهوية الإسلامية والمنطلقات القومية! مما يعني أن الربيع العربي قد حقق اليوم للأمة ما كان حلما في الماضي! وهذا بلا شك يزعج أذناب النظام البائد وفلولهم، وما اكثرهم! لذلك كان لزاما على الرئيس أن يتحرك بسرعة ان أراد أن يحافظ على مكتسبات الثورة، وهذا ما حصل!
البعض هنا في الكويت أراد أن يستغل ما حصل في مصر كي يسقطه على الوضع هنا لإحراج الخصوم، فقال ما دام انكم تؤيدون مرسي بالقرارات، فلماذا تعترضون على مرسوم الضرورة؟! والحقيقة أن المقارنة غير واردة بين الحالتين، فظروف مصر تختلف كلية عنها في الكويت! فهناك عدم استقرار أمني وبلطجية يقتلون ويحرقون ويدمرون يوميا من اجل إثارة الشغب وإيجاد حالة من اللااستقرار، والسماح للعسكر بالعودة من جديد، بينما هنا في الكويت أمن وأمان بفضل الله، وأقصى ما يمكن أن تعمله المعارضة مسيرة سلمية تفرقها الشرطة بعد نصف ساعة، وكل يرجع إلى بيته فرحا بما عمل! هنا لا نجد من بين المعارضة من يشكك في حق أسرة الصباح بالحكم أو في ولائه لسمو الأمير، بينما هناك يجتهد فلول النظام السابق على تشويه أداء الرئيس وحزبه، وزعزعة الأوضاع للتهيئة للانقلاب.
***
شقيقي ناصر
عندما نجح شقيقي ناصر في انتخابات 2008 قلت انكم سترون العجب العجاب من الأخ أبو علي! ولم أتوقع أن يأتي اليوم الذي أرى أنا منه العجب العجاب! مشكلة أبو علي انه مقتنع بدستورية مرسوم الضرورة، الذي حدد آلية التصويت بصوت واحد! وهذه القناعة جعلته متحمساً للدفاع عن قراره بالمشاركة، وقد حاولت جاهدا ثنيه دون جدوى، فاضطررت لمصارحته بأنني مقاطع ولن أصوت له ولن ادعمه! وتلقى هذا الخبر بصدر رحب، وقال: كنت متوقعا منك ذلك! لهذا أؤكد أنني كنت وما زلت وسأظل مقاطعا لهذه الانتخابات اقتناعا والتزاما.