مبارك الدويلة

يا طلاّبة الإخوان

أتمنى ألا يكون للاصطفاف السياسي من الانتخابات المقبلة في الكويت تأثير على الموقف من العدوان الإسرائيلي على غزة. أقول هذا بعد ان قرأت رأيا لأحد مؤيدي المشاركة في الانتخابات يتحدث عن العدوان الإسرائيلي وكأنه – على حد قوله – عدوان على حركة الإخوان المسلمين (حماس)، الحركة التي تتدخل في الشأن الكويتي وتسعى الى اثارة القلاقل والفتن!
قضية الصراع العربي – الإسرائيلي كانت وما زالت هي قضية العرب والمسلمين الأولى. واحتلال القدس يعتبر، في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل، محور الصراع وركيزته. ان الموقف المذكور ان دل على شيء فانما يدل على ان بعض أنصار المشاركة – على قلتهم باذن الله – لا مشاعر لديهم تجاه قضايا الأمة الكبرى، وانما انحصرت مشاعرهم في استغلال الظرف السياسي لتحقيق بعض المكاسب الشخصية لهم بعيداً عن الوطن وهمومه.
***
لاحظ الكثيرون ان تصريحات معظم المرشحين لهذه الانتخابات تتركز على الهجوم على المعارضة والتنديد بموقف المقاطعة! بينما الناس يجهلون أشخاصهم – في معظمهم – ويريدون ان يعرفوا أفكارهم ومشاريعهم المقبلة. يبدو ان قضية تلقينهم لم تتوقف بعد الترشيح بل استمرت حتى أثناء الحملة الانتخابية.
***
زعم أحد المرشحين اننا في «حدس» وأثناء مقابلتنا لسمو الأمير طلبنا منه ازالة اعلانات هذا المرشح لانها تدعو الى الكراهية! والحقيقة اننا لم نأت على ذكر هذا المرشح لا بخير ولا بشر.
الغريب ان هذا المرشح شن هجوماً عنيفاً على وزيري العدل والداخلية واتهمهما انهما يسيران في جلباب الاخوان المسلمين، ثم يأتي بعد ذلك ليقول اننا اشتكينا!
ولم تتوقف ابداعات صاحبنا عند هذا الحد، فبعد ان قامت الجهات المختصة بازالة الشعارات من على الطرقات تنفيذاً لقرار لجنة الانتخابات والبلدية، ابتدع فكرة انه أمر بازالة لوحاته حتى يحافظ على لوحات زملائه المرشحين من الازالة! ولأن حبل الباطل قصير.. صرحت المربية الفاضلة بعده منتقدة وزيري العدل والبلدية على ازالة اعلاناتها لانهما خضعا لضغوط الاخوان المسلمين! ما صارت اخوان مسلمين! كل فاشل يحطهم شماعة لفشله واخفاقاته!
***
عندما ذكرت اننا فككنا الارتباط مع التنظيم الدولي للاخوان المسلمين بعد الغزو العراقي الغاشم للكويت وأصبحنا جماعة سياسية كويتية لا علاقة لنا بالخارج منذ 1991/3/1 (تاريخ انشاء الحركة الدستورية الاسلامية)، لم يصدقنا الكثير، والحقيقة لم ننزعج لذلك، لأن الكويتيين يسموننا الاخوان منذ الستينات، فيطلقون هذه التسمية على جمعية الاصلاح الاجتماعي ومنتسبيها، وعلى كل ما يمت لهذا التيار، وأصبح عرفا عندما يقال فلان من الاخوان، أي من تيار جمعية الاصلاح أو من «حدس»، أما ان يكون هذا دليلا على الارتباط التنظيمي مع الاخوان المسلمين في العالم فهذا مناف للواقع والحقيقة.
بعضهم اعتبر فرحنا بفوز محمد مرسي برئاسة مصر دليل على ارتباطنا بحزب مرسي وهذا دليل على الفهم المتطرف الساذج.
***
يفتخر حامي حمى حقوق الإنسان في الكويت بانه رجع مهندساً لعمله في شركة النفط عندما كان وزيراً.. وأقول له: احمد ربك ان مقص الرقيب حذف جملة ضيعت المعنى، ولو ان الرقيب تركها لتواريت عن الأنظار، لانها تذكر ماذا فعل هذا المهندس في المنشآت النفطية سابقاً!

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *