لم تعد الديموقراطية الكويتية لعبة سياسية بل اقتصادية بحتة يقوم معطاها على الرصيد الشخصي للنائب قبل دخول المجلس ورصيده بعد انتهاء اعماله، ولا خجل على الاطلاق من ذلك الامر، فالاموال المحصلة لا تخفى سرا في البنوك السويسرية بل تنفق علانية على القصور والدواوين واماكن الترفيه في الكويت والدول الاخرى التي يرتادها الكويتيون و… على عينك يا تاجر..!
واذا كانت لعبة المال قد بدأت بالدينار المحلي فلم يعد خافيا ان عملات اخرى اصبحت تملأ الجيوب وتفرض المواقف السياسية كذلك، ولكل رفع يد او انزالها ثمن ولتذهب الكويت ومصالحها العليا الى الجحيم، فالمقياس هو التكسب الشخصي ولا شيء غيره، وقد امتدت الصفقات الى وسائط الاعلام والذي لا يغتني هذه الايام من لعبتنا الديموقراطية، كما يقال، لن يغتني ابدا.
وقد يكون الامر مقبولا لو كانت الاجندات كويتية بحتة الا ان الخوف كل الخوف من تحول الاجندات الى «منفستات» خارجية تهدف الى نقل كرة النار المنتظرة عند الابواب الى ملعبنا فنصبح ساحة توتر للنزاعات الدولية والاقليمية، ولسنا أكثر وعيا وثقافة من شعوب عربية اخرى طويلة الباع في الحضارة واللعب السياسي الا انها دمرت بلدانها في النهاية لمصلحة اجندات الآخرين.
وقد زاد الطين بلة ان العامة اصبحوا مشاركين ومنغمسين في لعبة الخراب «السياسي» حالهم حال تورط الشعب بأكمله اعوام 80 ـ 82 في لعبة الخراب «الاقتصادي» آنذاك المسماة سوق المناخ، وقد انتهت تلك الملهاة بانهيار اقتصادي جاوز 100 مليار دينار يعتبر الاكبر في التاريخ، فما الثمن الذي سندفعه هذه المرة للخراب الذي اصاب اللعبة السياسية اذا لم نبادر بايقافه قبل ان يخرج عن نطاق السيطرة؟! هذا اذا لم يكن قد خرج فعلا!
وقد بات واضحا وضوح الشمس ان معارضة انشاء لجنة قيم لمحاسبة النواب كما هو قائم في «جميع» الديموقراطيات الاخرى، لم تكن خوفا من اساءة استغلالها كما ادعى البعض، بل هي لمعرفتهم الاكيدة أنهم سيكونون اول ضحاياها والمساءلين امامها بسبب الثراء الفاحش غير المشروع الذي بات يطل من جيوبهم التي تحولت الى مكاتب صرافة من وفرة العملات الاجنبية فيها، وويل للعبة سياسية تغيب بها الضمائر والعقول وتفتح بها واسعا.. الجيوب!
ان على الناخبين الواعين رفض الاثراء غير المشروع للنواب ورفض من يوافق او يعارض لاجل المصالح الشخصية، فالمشاريع الحكومية ما وضعت الا لخدمة المواطن ولا يجوز عرقلتها طمعا في المكاسب الذاتية، كما يجب رفض التسخين السياسي دون داع حيث لم تعد عمليات التسخين تلك وسيلة لمحاربة الفساد بل اصبحت هي الفساد بعينه والمحرك الاكبر لعمليات التكسب غير المشروع المتعدية على المال العام.
آخر محطة: 1 – العزاء الحار لـ «آل الحميضي» الكرام بفقيدهم العم خالد احمد الحميضي، للفقيد الرحمة والمغفرة ولأهله وذويه الصبر والسلوان. 2 – العزاء الحار للزميلة عزيزة المفرج ولـ «آل المفرج» الكرام بفقيدهم المرحوم خالد ابراهيم المفرج، للفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان. 3 – العزاء الحار لـ «آل سلطان السالم» الكرام بفقيدهم المرحوم مشعل سعد السلطان السالم، للفقيد الرحمة والمغفرة ولاهله وذويه الصبر والسلوان. 4 – العزاء الحار لعائلات شقير، دشتي، عرب، الحلاق والقطان بوفاة جدتهم الغالية، للفقيدة الرحمة والمغفرة ولاهلها الصبر والسلوان.