قولاً: سمو الأمير يدعو الى تعاون السلطتين ونبذ الطائفية والتعصب القبلي والطبقي، ويطالب بالمحافظة على الوحدة الوطنية.
عملاً: سمو رئيس مجلس الوزراء وحكومته يثبتون ان لهم اليد الطولى في مجلس الأمة وأن ما تريده الحكومة «سيكون» وما لا تريده «لن يكون» بإذن الله. وهذا ما ثبت فعلا في جلسة الافتتاح وانتخابات اللجان ومكتب المجلس. وهذا كله لا يهمني، لأن الحكومة لاعب أساسي في ملعب الديموقراطية ولها الحق في اتخاذ المنهج والطريق اللذين تعتقد أنهما الأسلمان والأنسبان لتحقيق برنامجها.
ما يهمني فعلا هو أن الحكومة الآن ورّطت نفسها وأصبحت اللاعب الوحيد في الملعب ولا عذر لهذا اللاعب في عدم التسديد وتسجيل الأهداف. فالخصم أصبح يلعب معها ولها، ومن شذ منهم شذ في عالم الفشل والتحلطم وندب الحظ.
اذاً مطلوب من الحكومة الآن، وبأسرع ما يمكن، اصدار التشريعات التي تحافظ على الوحدة الوطنية التي دعا اليها سمو الأمير. ومطلوب من الحكومة اليوم ان تطبق القوانين التي أصدرها مجلس الأمة (عفوا أقصد التي أصدرتها الحكومة عن طريق المحلل التشريعي مجلس الأمة). وأوّلا هذه القوانين قانون الرياضة وقانون المرئي والمسموع، وليس لها عذر بعد اليوم بأنها قوانين يصعب تطبيقها، فان كان الأمر كذلك فلتغيرها، فخيوط اللعبة أصبحت بيدها ويمكنها اجراء التعديلات التي تراها مناسبة لمصلحة البلاد والعباد.
ومطلوب من الحكومة حل مشكلة توفير المبالغ المطلوبة لتنفيذ مشاريع خطة التنمية، سواء من خلال المصارف المحلية أو من خلال ما تراه مناسبا من مصادر أخرى، فلا رادّ لأمرها بعد اليوم الا الله.
ومطلوب من الحكومة رسم سياستها الخارجية مع دول الجوار وفقا لهواها، حيث ان تصريحات النواب الاستفزازية واللامسؤولة في هذا المجال لم تعد تعني لدول الجوار شيئا بعد أن أدركت هذه الدول ان الحل والربط عند حكومتنا الرشيدة. ومطلوب من الحكومة حل الملفات العالقة كالبدون وحقوق المرأة الاجتماعية والمدنية والتضخم ومشاكل العمالة الى آخره من ملفات أصبح تأجيلها غير مقبول بعد أن آلت الأمور الى السلطة التنفيذية للتشريع والتنفيذ سواء بسواء.
لم يعد مقبولا بعد اليوم الادعاء بعدم تعاون النواب مع الحكومة، فالنواب أصبح معظمهم تبعاً، لذلك الناس ينتظرون اليوم من الحكومة، التي أصبحت تمسك ـــ بحق ـــ العصا السحرية بيدها، ان تنقل البلد من حال الفوضى الى حال الاستقرار النفسي عند المواطن الذي يكاد يكفر بكل شيء نتيجة تردي الأوضاع.
• • •
لفتة كريمة
يقول المثل: تفاءلوا بالخير تجدوه..
بصراحة ودّي بس مو قادر!
مبارك فهد الدويلة