في البدء، الترحيب الحار بزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الذي له ولعائلته الكريمة في أعناق الكويتيين أكثر من دين، فقد ساهم والده الرئيس جورج بوش الأب وطاقمه في تحرير الكويت بأقل الخسائر، كما ساهم هو وطاقمه في إسقاط الخطر الداهم علينا وعلى المنطقة المتمثل في وجود الطاغية صدام حسين وامتداده بولديه، وحزبه الفاشي، فحللت اهلا ورحلت سهلا من بلدك الثاني الكويت الذي لا ينسى الجميل ابدا.
لو ظهرت صورة الطالب الذي يرفع سيفه ـ لا قلمه او كتابه ـ في الحرم الجامعي في أي بلد آخر لانقلبت الدنيا رأسا على عقب، ولبدأت دراسات وحوارات حول ظاهرة العنف المتزايد لدى النشء الجديد، في ايام الجهل والأمية لم يكن العراك يزيد على ضربة كف او دفعة «عجرة» او رمي حجرة.. فمن اين اتت ثقافة استخدام السيوف والخناجر؟!
هل يتذكر احد صياح ومزايدات بعض نوابنا الأفاضل وتهديدهم وزيرة التربية بإغلاق المدارس بسبب إنفلونزا الخنازير ووقوفنا آنذاك ضد ذلك المقترح المجنون الذي لو تم لكنا اضحوكة الأمم حيث لم يعطل بلد آخر مدارسه بسبب ذلك الفيروس «الفشنك»، ذلك المقترح غير المسؤول كان يعني ضياع سنة دراسية كاملة من أعمار طلبة الكويت وخسائر بمئات الملايين دون مردود حيث سيرجع من استقدمناهم من مدرسين لبلدانهم وهذا حقهم مع تسلم رواتبهم كاملة دون عمل، أليس مستغربا ألا نرى اعتذارا ولا اعترافا بالخطأ ولا حتى حمرة خجل على خدود من طالبوا بذلك المقترح المدمر؟!
قرأت قبل أيام دراسة لدكتور في كلية الحقوق حول إشكالية عدم وجود مدير للجامعة في الوقت الحالي، وهو امر اشرنا لسلبيته في مقالات سابقة، وفحوى دراسة الدكتور قام بتوضيحها دكتور حقوقي آخر، وليس هنا مجال الحديث عنها، ما استغربته في الدراسة المنشورة ان احدى توصياتها هي أن يصدر مجلس الوزراء قرارا بتعطيل العمل في جامعة الكويت (من تاني) بسبب عدم وجود المدير ومن ثم يضيع بالتبعية مستقبل آلاف الطلبة بسبب قضية إدارية لا شأن لهم بها، حسب تلك الفتوى القانونية ـ اي تعطيل عمل الإدارة او الوزارة حال انقضاء ولاية المسؤول ـ يعني ان ينام البلد في الشارع، على حد قول الشاهد عادل إمام، نظرا لوجود العشرات من المديرين ووكلاء الوزارات منتهية ولايتهم في الوقت الحاضر، وفي هذا السياق نذكّر الفاضلة وزيرة التربية بأن مدير عام «التطبيقي» الكفء والخلوق د.يعقوب الرفاعي تنتهي ولايته في اقل من شهرين، والواجب انسانيا ان يخبر منذ الآن بالتجديد له من عدمه كي يرتب اوضاعه، واشكالية مدير الجامعة لا تحتاج الى تكرار.
آخر محطة:
(1) لا نجد في أرقى الدول والجامعات المتقدمة هذا الاهتمام بانتخابات اتحاد الطلبة ولا هذه الحدة، كما لا يفخر الحزب الجمهوري او الديموقراطي الاميركي بأنه تدخل في الانتخابات الطلابية وتسبب في فوز اللائحة التي تمثله، كما لا يدخل هناك الطلبة المنضوون تحت هذا التوجه او ذاك الحرم الجامعي حاملين سيوفهم او راكبين احصنتهم، ومسدساتهم بأيديهم لمحاربة القوائم الأخرى، اتركوا طلبتنا يتفرغون لدراستهم ويتنافسون لحصد قصب التفوق بها بدلا من الفرح الكاذب بفوز هذه القائمة او تلك.
(2) ومادمنا في هموم الشباب، يتابع الشاب الانجليزي او الاسباني مرة في الاسبوع ولمدة ساعة ونصف الساعة مباراة الفريق الذي يشجعه ثم ينصرف لتطوير نفسه جل وقته، سؤالنا: ما الفائدة التي يجنيها الشباب الكويتيون من قضاء اغلب اوقاتهم في متابعة مباريات دوريات الدول الاوروبية او الاميركية؟! وما هو الكم المعرفي الذي سيجنونه بعد عقد او عقدين من الزمن من تلك المتابعة؟! وكيف سيساعدهم ذلك على مواجهة الحياة بعد زوال دولة الرفاه المرتقب؟! شبابنا يزداد متابعة للمباريات وخصورهم تزداد اتساعا من قلة الحركة.