مبارك الدويلة

أزمة الثقافة

لفتت نظري يوم الجمعة الماضية صورة وخبر في الصفحة الأخيرة لجريدة القبس عن اعتصام عشرين شخصا يحملون ملصقا واحدا مكررا باسم «الحملة الشعبية للدفاع عن الكتاب»، وذلك في ارض المعارض بمناسبة افتتاح معرض الكتاب العربي. وقد قام المعتصمون الذين يبدو من صورهم ان بينهم عددا من العمال والموظفين البسطاء وثلاثة اشخاص يلبسون الدشاديش وثلاث نساء وطفلا، قام هؤلاء بتوزيع منشور يندد بمنع الرقابة لعشرين كتابا، معتبرين ذلك «تعسفا رقابيا» وطالبوا «بإلغاء الرقابة المسبقة على الكتب».
اللافت للنظر ليس عدد المعتصمين والمدافعين عن حرية التعبير – فهذا العدد نهديه للزملاء الكتاب الذين علقوا على حضور اعتصام المعلمين – بل اسماء التجمعات والاندية والروابط والقوائم الطلابية التي وقعت على البيان ونذكر من ابرزها «تجمع العمل الديموقراطي»!!، و«تجمع صوت الكويت»!!، و«الحملة الشعبية للدفاع عن الكتاب»، و«رابطة الشباب الوطني الديموقراطي»، و«مركز الحوار للثقافة»، و«ملتقى بيت خمسة للثقافة»، و«ملتقى نجلاء النقي»، و«نادي أوراق»، ولعل أهمها وآخرها «ورشة السهروردي الفلسفية»!! اسماء غريبة عجيبة لا اعرف متى ظهرت او متى انشئت؟ ومن أسسها وأين مقارها وعناوينها؟ وما هي اهدافها؟ وهل لها لوائح ودساتير؟ وغيرها من الاسئلة الكثيرة التي لابد من الاجابة عنها حتى نعرف جدية من اصدروا هذا البيان ومصداقيتهم في الاعتراض على منع عشرين كتابا من كتب الزندقة والالحاد من العرض في معرض الكتاب. وأنا حقيقة لا ألوم هذه العناوين النكرة والألقاب المجهولة من الروابط والاندية المذكورة، لكن ألوم من تبنى هذه الحملة ضد الرقابة وهو يعلم ان وزارة الاعلام اصدرت بيانا اوضحت فيه عدد الكتب الممنوعة، وان من منع له كتاب فقد اجيزت له عشرات الكتب، فالقضية ليست مرتبطة بفكر الكاتب بقدر ما هي مرتبطة بمحتوى الكتاب والذي اوضح بيان الاعلام ان بعض هذه الكتب منع لطعنه بالذات الالهية، وبالرسول (ص) والبعض الآخر لتهديده لعلاقة الكويت بجيرانها وزعزعة هذه العلاقة!!
مشكلة الثقافة عندنا ان المنتمين لها غير مثقفين!! فهم يؤيدون ويعترضون فقط كي يقال عنهم انهم مثقفون!! ويرفعون شعارات براقة مثل حرية الرأي وحرية التعبير ولا يدركون حدودهما!! ها هي فرنسا- قبلة المثقفين وقدوتهم – اصدرت قرارات وقوانين قيدت حتى الحريات الشخصية بحجة تعارضها مع ثوابتها ومبادئها!! وبعض ابناء العرب ومثقفيهم يعتصمون في أرض المعارض لان كتبا تطعن في دينهم تم منعها من التداول داخل المعرض!! انها فعلا أزمة ثقافة!

لفتة كريمة
أنا وتياري السياسي أكثر المتضررين من قناة «سكوب»، بل ان الاخ ابو بندر يخصص %80 من برنامجه للحديث عن بيت الزكاة وتنفيعه لفقراء الحركة الدستورية، لكن مع هذا لن نقبل احالة القناة والقائمين عليها الى النيابة بتهمة «قلب نظام الحكم»، حيل قوية!! خففوها شوي يمكن نلقى لنا عذرا… بس قلب نظام الحكم مرة واحدة يذكرنا بحادث المنشية والزميل صلاح منتصر!!

مبارك فهد الدويلة

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *