لو كنت وزيراً للداخلية لتركت القوى السياسية والنشطاء السياسيين ينظمون ندواتهم كما يشاؤون دون اعتراض، فالحكمة كانت تستلزم تركهم وشأنهم، ولو تم ذلك لما صار لهذه الندوات هذا الشأن ولما اصبح لمنظميها هذه الشعبية التي تصنعها الحكومة بيديها لخصومها!!
لو كنت مسؤولا عن حل «مشكلة البدون» لأصدرت البطاقة الخضراء للجميع كي يتمكنوا من قيادة السيارة وتعليم أبنائهم وعلاج ذويهم وتوظيفهم في القطاع الخاص الى ان تنتهي اللجان المختصة من وضع التصور النهائي لحل هذه المعضلة، وعندها اعطي من اعطي وأحرم من أحرم، لكن حرمان الجميع من كل الخدمات الضرورية طوال السنوات الماضية بانتظار تقرير اللجان المختصة!! أمر لا يمكن قبوله لا دينيا ولا دنيويا!!
لو كنت مسؤولا عن حل أزمة السكن لأصدرت أمرا فوريا بوقف كل التطوير والتوسيعات في مطار الكويت الدولي ونقلت المطار الى ما بعد الدائري السابع وحولت منطقة المطار الى خمس مناطق اسكانية تضم اكثر من نصف مليون نسمة، وكذلك اصدر نفس القرار لنقل السجن المركزي الى منطقة المطلاع أو جزيرة من الجزر وتحويل منطقته الى منطقة سكنية.
لو كنت مسؤولا عن الاستراتيجية الأمنية للكويت لحولت منطقة الشقايا الى مزارع لمن ليس لديهم مزارع وساهمت في توفير الأمن الغذائي للبلاد وحفظت الحدود بهذه المنشآت.
لو كنت وزيرا للشؤون والإسكان لأوجدت مجمعات اسكانية تضم كل واحدة عشر عمارات موزعة على كل المحافظات لاسكان بنات ونساء الكويت ممن لا يستحققن الرعاية السكنية وفقا لنظام الاسكان الحالي، بدلا من تركهن وعوائلهن يعانون الأمرّين، فلا الظروف مشت معاهم ولا الدولة رعتهم، كما هو الحال اليوم.
لو كنت وزيرا للاوقاف لاعدت للمسجد دوره الحقيقي كمصدر للدعوة والتوجيه والارشاد بدلا من كونه مكانا يجتمع فيه البعض قبل الاقامة بدقيقة وينفضّون بعد السلام بدقيقة!!
لو كنت رئيسا لجمعية المعلمين لأجّلت الدعوة للاضراب، فالنشاط المدرسي الذي مددوا الدوام من اجله فشل قبل ان يبدأ، والقضية لا تستحق ردة الفعل هذه!!
***
• لفتة كريمة
قال أحدهم بعد عودته للكتابة اخيراً «من ظواهر الكويت الفريدة ان شيوخ الكويت الذين عشنا بظلهم وتربينا تحت راية عزهم اصبحوا ملطشة لكل تافه حقير بدعوى حرية التعبير والديموقراطية!!!».
الغريب ان هذا الكاتب ظهر قبل شهرين في قناة سكوب وتناول ابن حاكم الكويت ووزير الديوان الاميري وجعله ملطشة ما بعدها ملطشة!!! وايضا بدعوى حرية التعبير.
الله يعين هالديرة وأهلها وحتى حكامها…
مبارك فهد الدويلة