مبارك الدويلة

اتركوا السعوديين في حالهم

ساءني جدا ما كتبه البعض عن المجتمع السعودي في هذه الصفحة منذ يومين من تشويه متعمد لطبيعة هذا المجتمع وثوابته، واظهاره بالمجتمع المتخلف الذي يعيش في العصر الحجري، ولا أريد أن أناقش هذا التجني غير المبرر على الأشقاء في السعودية، فلديهم من المثقفين والكتاب والصحافيين ما يكفيهم للدفاع عن ثوابتهم وخصوصياتهم ولا يحتاجون الى مثلي للقيام بذلك، كما ان لديهم في الكويت سفيرا يدرك كل شاردة وواردة ويفهم أن ما كتب هو فزعة ليبرالية لتغيير نمط مجتمع محافظ – هذا اذا احسنا الظن – واذا أردنا ان نمارس مهنة النظرية التآمرية فان من كتب عن طبيعة المجتمع السعودي هم من تلك الفئة التي أزعجتها قوة التيار المناهض للفارسية وتمددها على حساب دول الخليج وأمنهم وثقافتهم، وهو تيار يسمونه بالوهابية تحجيما له. وكم كنت أتمنى أن يعالج هؤلاء مشاكل بلدهم بدلا من تسخير أقلامهم لمزيد من تصدع العلاقات مع دول الجوار، فنحن لم يعد باقيا لنا الا السعودية ودول الخليج، فلنحافظ على علاقتنا بها ان كنا نحرص على أمن الكويت ووجودها، ولنترك للأشقاء في المملكة ان يحددوا الطريقة التي يمارسون بها حياتهم، ولا نأتي لكل ناعق أو شاذ وننشر ما يقوله بدعوى انها صرخة من سعودي يعاني في مجتمعه.
* * *
ما كتبه أحدهم بالأمس في هذه الصفحة من علاقة الاخوان المسلمين بالحركة الدستورية وتشويه تاريخ أبناء الحركة وموقفهم من الغزو هو نتيجة الاخفاقات التي تعيشها جماعته هذه الأيام، وآخرها انتصارات التيار المحافظ في الجامعة وفي الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، وقبلها ذلك الموقف المخزي لياسر الحبيب الذي فضح الكثير من المستور لولا فزعة عقلاء الطائفة ومعتدليهم لوحدة الصف الكويتي.
وأقول له ان موقف أبناء الحركة الإسلامية من غزو العراق للكويت لا يمكن ان تشوهه أنت وأمثالك، وأنصحك أن تتفرغ للكتابة المفيدة حتى نتفرغ معك ولا تشغلنا بقضايا ملّ الناس من تردادك وأمثالك لها، وكأن ما عندكم مأخذ علينا الا ربطنا قسرا تنظيميا بجماعة الاخوان المسلمين، تلك الجماعة التي تصبح عندها قزما اذا ما ذُكرت!!
* * *
لفتة كريمة
• محمد مساعد الصالح.. كتب عنه الكثيرون بما يستحق، وبما أنني عاصرته فترة من الزمن وسافرت معه لمدة شهر كامل فقد عرفته جيدا، وأريد أن أذكر ما شاهدت.. عرفته ملتزما بالصلاة في وقتها، عفيف اللسان، خفيف الدم صاحب نكتة لكنه غير بذيء، اذا عرف ان فكرته غير صحيحة لا يتردد في الرجوع الى الحق.. ليبرالي لكنه لا يتعمد تشويه خصومه ولا تحقيرهم، يا ليت جيراني بهالصفحة يتعلمون منه الكثير.. رحمه الله وغفر له وألهم أهله الصبر والسلوان.

مبارك فهد الدويلة

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *