كان الصحافي الكبير مصطفى امين يشترط لرئاسته تحرير اي صحيفة ان يصبح المشرف الوحيد على صفحة بريد القراء، وقد اكتشف الصحافي حسنين كروم لاحقا وبالادلة ان سبب ذلك الطلب هو «فبركة» الرسائل لخداع الرأي العام واقناعه بأن الناس يميلون لهذا الرأي او ذاك عبر تلك الرسائل وهو اسلوب متبع كذلك في كبريات الصحف الغربية.
هذه الايام اصبح ذلك التزييف بقصد اشاعة الافكار الثورية والحنق واليأس والقنوط اسهل بكثير، فما عليك الا ان تزور اكبر المنتديات والمواقع العربية التي تتشكل من خلال متابعتها عقول الشباب حتى ترى الخداع في اجل صورة، فما يريد اصحاب الموقع تسويقه «تفبرك» لاجله مئات الردود المادحة، وما يراد محاربته ـ وهو على الارجح الافكار الحكيمة العاقلة ـ «تفبرك» ضده مئات الردود القادحة.
وقد اعترف ذات مرة إمام مسجد متشدد في الرياض يدعى حسين مفتي زاده في لقاء مع جريدة «الحياة» بأن احد اكبر المواقع العربية ويدعى «المساحات» كان يسمح له بالكتابة بعشرات المعرفات المختلفة واشهرها معرفة «الخفاش الاسود» كي يدفع الشباب للتطرف والعنف عن طريق مهاجمة افكار العقلاء والمعتدلين ثم قيامه بالثناء على ما يقوله في معرفاته الاخرى المختلفة لاقناعهم بصدق افكاره، وقد كشف د.حمزة المزيني انه كان يصلي خلف ذلك الامام الذي كان يسلم عليه ويمدحه نهارا ثم يتحول ليلا الى خفاش مضلل طائر يهاجمه بأقبح الكلمات ويكفره امام طلابه.
وهناك صحافي نكرة يدعى وائل قنديل يكتب في صحيفة «الشروق» المصرية الى جانب صحافيين كبار وكان يحاول اطالة قامته بالهجوم على الآخرين ثم «فبركة» تعقيبات عديدة تؤيد وتدعم ما يقوله حتى كشفه احد المتابعين عبر ملاحظة ان جميع التعقيبات تستخدم نفس اسلوب الكتابة وتقطيع الجمل بالنقط، فسأله ساخرا: ما حكاية النقط في التعقيبات يا قنديل؟! ولم يرد بالطبع قنديل.
ومن اساليب الخداع البصري والعقلي القائمة في صحافتنا المحلية والعربية حقيقة ان كثيراً ممن يدّعون البطولات عبر المقالات النارية ضد المسؤولين هم في الاغلب يكتبون بأقلام مأجورة حبرها الاموال الضخمة المدفوعة من خصوم هؤلاء المسؤولين، لذا فليس هناك بطولة ولا غير ذلك، بل ابطال زائفون، ومن يرد معرفة ابطال الكويت الحقيقيين فما عليه الا زيارة مكتب الشهيد في اليرموك وسيجد الآلاف منهم.
آخر محطة:
(1) تم طرد «البطل الزائف» ابراهيم عيسى من رئاسة تحرير «الدستور» المصرية وكانت اسباب الطرد كما ذكرها رئيس مجلس ادارة الصحيفة ان ذلك «البطل» كان يتسلم شهريا راتبا قدره 75 الف جنيه في بلد لا يزيد راتب المهندس والطبيب فيه عن مئات الجنيهات هذا عدا ما يتسلمه من الفضائيات، وقد حاول عيسى ارغام صحيفة «الدستور» التي لا توزع الا القليل من النسخ ولا ينشر بها اي اعلان لضعفها ان تتكفل بدفع الضرائب عن دخله الضخم بدلا منه فتم طرده، وكم في البطولات الزائفة من ارزاق وثروات وخداع وبريق..!
(2) العزاء الحار للكويت ولعائلة القناعات الكرام في وفاة الكاتب الكبير محمد مساعد الصالح، للفقيد الرحمة والمغفرة، ولاهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وانا لله وانا اليه راجعون.