كلما تشكلت حكومة وبدأت الالسن والاقلام تقيّمها سلبا او ايجابا.. كنا نقول اعطوها فرصة ثم قيّموها.. يحدونا بذلك شيء من التفاؤل!!
اليوم وبعد مرور اكثر من خمسة عشر شهراً على تشكيلها.. لم يعد للتفاؤل مكان.. بل اليقين وليس غيره بأن الحكومة «انتهت صلاحيتها» وحان وقت استبدالها، ولا اقول ذلك تجنّياً.. او تحاملاً.. بل على العكس من ذلك كنت من الكتّاب القليلين الذين امتدحوا بعض اجراءات الحكومة في الفترة الماضية.
اما اليوم فمن الواجب ان نظهر الوجه الاخر للحكومة حتى نؤكد على سلامة ما نقول.
وقبل ان اذكر بعض الامثلة اريد ان اؤكد ان انتقادنا لعمل وزارة ما لا يعني ان الوزير سيئ او انه حرامي حاشا لله.. بل يعني انه عجز عن اصلاح الخلل في وزارته.. وان نيته الطيبة وخلقه الرفيع لم يسعفاه في ادارته لوزارته واقرب مثال وزير الداخلية الذي أكاد اجزم بنظافة يده وبحسن مقصده، لكن ذلك كله لم يشفع له في هذا التراكم الرهيب من الاخفاقات المتتالية، وكنت اتمنى ان يتصرف بجرأة اكبر ويقيل من تسبب بهذه الاخفاقات، خصوصا ان من يعرف «ابو نواف» يدرك أن الشجاعة لا تنقصه، لكن دفاعه عن وزارته والمسؤولين فيها جعل اللوم كله يقع عليه.
< وزير التجارة يريد ان يدافع عن قضية حق (قانون غرفة التجارة) لكنه لم يحسن التعامل مع مجلس الامة، كما انه ترك ظهره مكشوفا دون غطاء.. فأصبح من عناصر التأزيم التي يجب علاجها مع انه بطبعه هادئ ونظيف اليد كما علمنا.
< وزيرة التربية.. دكتورة «مالية كرسيها» كما يقولون.. وادارتها حازمة.. لكن انتماءها الحزبي لم يرحمها، ويبدو ان هذا الانتماء سيطر على تفكيرها، وبالتالي على قراراتها!! لقد كانت صامدة طوال تلك السنين الماضية واثبتت انها تعمل بهدوء وبعيدا عن الحسابات السياسية، لكن هذا الصمود لم يدم طويلا.. وها هو ينهار عند اول اختبار حقيقي في وزارة التربية.
< وزير الشؤون.. من افضل الوزراء على الاطلاق.. طيب.. خلوق.. مستقيم.. فاهم.. واعٍ.. مخلص، بذل كل ما يمكن من اجل الوصول بالسفينة الى بر الامان.. لكن الرياح عاتية.. والالغام في وجه السفينة اكبر من حنكة القبطان وخبرة الربان.. واصبحت وزارته ملعبا لاصحاب المصالح المتناقضة والاهواء المتنافرة.. وطبعا لم يجد من يستند اليه ويدعمه في عملية الاصلاح التي بدأها فأصبح هدفاً لكل رامٍ!!
< هذه امثلة فقط.. والا فالقائمة عندي طويلة، لكن المقام لا يسمح بالاطالة.. المهم انه حان وقت التغيير!!
***
لفتة كريمة
< الزميل صلاح منتصر اكتشف اخيراً سراً خطراً!! فقد وقعت يداه على اعترافات المدعو محمود عبداللطيف المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر في حادثة المنشية الشهيرة في منتصف القرن الماضي!! والتي على اثرها حل جماعة الاخوان المسلمين، وذكر الزميل ان الاعترافات بأن الحادث من تدبير الاخوان قرأها في مذكرات محمد حسنين هيكل الرجل الاول لعبد الناصر آنذاك.
فعلا اكتشاف خطر.. واعتراف اخطر!!
مبارك فهد الدويلة