سامي النصف

معرض الكتاب وحكاية كل عام

الكتاب في نهاية الأمر سلعة مثله مثل الطماطم والخيار والبصل.. إلخ، له موسم بيع يستفيد منه المستثمرون في ذلك القطاع حتى يمكنهم بعد انتهاء الموسم ان يستردوا اموالهم ويواصلوا نشاطهم وإنتاجهم لذا فأسوأ ما يمكن أن يفعله المرء للإضرار بسلعة ما هو ضربها في عز موسم بيعها وهذا ما يحدث كل عام مع معرض الكويت للكتاب.

فدائما ما يصاحب المعرض صراع وصراخ وتخندق حول قضايا الرقابة على الكتب وينتج عن ذلك الصراع عادة انصراف الناس عن الزيارة وشراء الكتب لاعتقاد كثير منهم ان قضية المنع قد افرغت المعرض من كنوزه وهو امر غير صحيح على الاطلاق فكثير من الكتب الممنوعة لو وجدت لما اثارت اهتمام احد خاصة في ظل وجود عشرات الآلاف من الكتب الاخرى التي لم تمنع، ان الناشرين واصحاب المكتبات ومؤلفي الكتب يصارعون للبقاء وسط ظروف صعبة لذا لتتوقف كل الاطراف عن الاضرار بهم عبر ترحيل تلك الخلافات الى ايام السنة الأخرى بعيدا عن موسم البيع.

ولنا بعض الملاحظات على قضايا الرقابة التي لا خلاف على وجودها ويعترض البعض على تعسفها في اداء عملها اما عبر اعتقادها بأن الناس سذج يسهل افسادهم بهذه الكلمة او تلك، او قيامها بدور الملك أكثر من الملك نفسه، عبر منعها كتبا تنتقد دولا صديقة في وقت تسمح فيه تلك الدول بها، ان ملاحظاتنا تتلخص في الآتي:

ـ ليس صحيحا ما يقوله بعض الإسلاميين من ان الليبراليين يدعون لإباحة كتب التعري والجنس وسب الذات الإلهية والرسل والتهجم على عقائد الآخرين ومن ثم يقومون هم بالرد على تلك الدعاوى التي لم يقل بها احد، وفي هذا السياق على الإسلاميين التوقف عن اختلاق المعارك ومهاجمة الليبراليين ثم التباكي بعد ذلك على عدم وقوفهم معهم حيث لا نرى مثل هذا الهجوم لدى اصحاب الديانات الاخرى مما يقويها ويوحد الصفوف خلفها.

ـ ليس صحيحا ما يطلبه بعض الليبراليين من إحالة الكتب للمحكمة لإصدار حكم قضائي بمنعها من عدمه، فالقضاة لديهم من القضايا الجسام ما يمنعهم من التفرغ لقراءة مئات أو آلاف الكتب والروايات والقصص بحثا عن كلمة هنا وكلمة هناك.

ـ وليس صحيحا ما يقوله بعض الإسلاميين من ان اعداد الكتب الممنوعة هي 25 كتابا فقط، حيث يخبرني كثير من الناشرين أنهم يتوقفون عن ارسال كتب سبق منعها في الكويت توفيرا للنفقات لذا فما هو ممنوع هو مجموع ما تم منعه في السنوات الماضية إضافة الى ما يعتقد الناشرون حسب خبرتهم بالتشدد الكويتي انه سيمنع لذا فنحن نتكلم عن آلاف الكتب التي يسمح بها في جميع الدول العربية والخليجية وتمنع في بلدنا.

ـ ليس صحيحا اعتقاد الرقيب بأن كلمة في كتاب ستفسد اخلاق اهل الكويت جميعا كون احسن كتاب لا يزيد عدد من يشتريه على 10 اشخاص ومن يقرأه 5 منهم، ثم لو كانت قراءة كتاب من تلك الكتب تفسد الاخلاق وتسبب الانحلال فلماذا لا تفسد اخلاق السادة الرقباء النبلاء رغم انهم يقرأون جميع الاصدارات الممنوعة؟!

ـ وليس صحيحا جعل الكتاب وهو مادة ثقافية اداة للاستجوابات السياسية كما حدث عام 98 عندما قام شخص (….) بتجميع كلمات هنا وهناك ووضعها ضمن ملزمة انتشرت بين الناس وكان واجبا ان يحاسب من قام بذلك العمل القميء بتهمة نشر الفاحشة لا محاسبة الوزير.

آخر محطة:

(1) تحية طيبة لمرشد الثورة الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي على فتواه بتجريم الاساءة لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أو النيل من رموز أهل السنة والجماعة.

(2) نشر موقع الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر كلمة للمرشد السيد علي خامنئي بمناسبة الذكرى الأربعين لوفاة الرئيس جمال عبدالناصر قال فيها: كنت معتقلا في سجون الشاه ولاحظت حالة ابتهاج في السجن بين الضباط والحراس وعندما سألت علمت بوفاة الرئيس جمال عبدالناصر وأقسم بالله انني بكيت عليه كما لم أبك على أبي وأمي فقد كان الزعيم الوحيد الذي ساعد الإمام الخوميني وأمد الثورة بالمال والسلاح والتدريب، لقد مثل رحيله خسارة فادحة للعالمين العربي والاسلامي وللعالم بأسره (للمعلومة في عام 63 اتهم شاه ايراه في خطاب معلن مصر بدعم ثورة الإمام الخوميني آنذاك والتي انتهت بنفيه للخارج بعد ان كانت هناك نية لإعدامه لولا تدخل المراجع الكبرى في إيران والعالم الاسلامي).

 

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *