عادل عبدالله المطيري

الثقافة الشاملة والمجلس الوطني

هي خليط من الأفكار والمعتقدات والمبادئ والعادات والخبرات التي تمتزج مع بعضها البعض لتشكل «ثقافتنا».

وتتعدد جوانب الثقافة، فمنها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والديني والأخلاقي والفني.

فالجانب الاجتماعي ـ هو الذي يتحكم في سلوكنا الاجتماعي ويشكل عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا الضابطة لسلوكنا في المجتمع.

وأما الجانب الاقتصادي ـ فيتضح في ممارساتنا المالية وسلوكنا في الإنتاج والاستهلاك.

والجانب السياسي للثقافة هو مجموعة معارفنا وآرائنا واتجاهاتنا وتوقعاتنا نحو شؤون السياسية والحكم.

وأما الجانب الفني للثقافة فهوالذي يحتوي كل تراثنا الفني والأدبي وتطوراته التي تعكس تطور حياتنا وأفكارنا.

وأخيرا وليس آخرا، الجانب الديني والقيمي للثقافة، وهو كيفية تعاطي أفراد المجتمع مع الدين وتفسيراته وتطبيقاته، وطرق الاختلاف وحدوده، «وفيه تقاس مدى الطائفية والتشدد والإرهاب في المجتمع»!

لذلك من الضروري التأكيد على مفهوم الثقافة الشاملة التي تغطي كل الجوانب الحياتية.

وعلى أهمية «تثقيف» المجتمع لانعكاسها على أمنه واستقراره وتطوره وازدهاره.

فعملية التثقيف يجب أن تكون شاملة ولا تقتصر علي جانب دون آخر، ولا على جهة دون أخرى، ويجب ان تشارك الجهات الرسمية والأهلية مع المؤسسة المعنية بالثقافة وأقصد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من أجل دعم جهوده المشكورة في نشر الثقافة السليمة.

فمثلا ـ تثقيف الأفراد اقتصاديا ـ يجب ألا يقع على عاتق الجهات الاقتصادية الرسمية فقط، بل لابد من مشاركة مؤسسات المجتمع المدني المتخصصة جنبا إلى جنب مع المجلس الوطني للثقافة، بعمل محاضرات وورش عمل تخدم المجتمع وتعالج بعض المشكلات الاقتصادية الملحة.

وكذلك في المسائل الدينية وعلى سبيل المثال مشكلة التطرف والإرهاب أو الطائفية بإمكان المجلس الوطني ان يتعاون بإقامة ندوات ومحاضرات تناقش وتعالج مثل هذه المسائل مع الجهات الرسمية وغير الرسمية، لمكافحتها والوقاية منها.

ختاما: مجهودات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب واضحة للعيان، ولكن الفعاليات الثقافية عادة ما تقتصر على مرافق المجلس المحصورة في نطاق جغرافي معين، ولذلك اقترح أن تقام بعض فعاليات المجلس الوطني في المكتبات العامة المنتشرة في كل محافظات الكويت لتعم الفائدة، وخصوصا بعد نقل تبعية المكتبات العامة من وزارة التربية إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

ملاحظة أخيرة: ربما تأخرت الكويت قليلا في مجالات عديدة، لكنها ما زالت تحتفظ بريادتها الثقافية بفضل مثقفيها ومؤسساتها الثقافية، فكل الشكر والعرفان للقيادات الثقافية الشابة في المجلس الوطني برئاسة م.علي اليوحة ونائبه لقطاع الثقافة محمد العسعوسي الذي استبشر المثقفون الكويتيون به لإحداث ثورة في مجال الثقافة.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

عادل عبدالله المطيري

twitter: @almutairiadel
email: [email protected]

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *