حسن العيسى

البحث عن العدل والمساواة

المطلوب تقنين قواعد قانونية عامة مجردة ومحددة تنظم هبات وتوزيعات الحكومة ومؤسساتها للمواطنين، كي لا يتكرر ما حدث في موضوع هبة قسائم الديوان الأميري لعدد من المواطنين قد تكون لهم علاقة قرابة أسرية مع عاملين في الديوان، كما يظهر من الأسماء التي نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي.

ما أعرفه أن المسؤولين في الديوان لهم سلطة تقديرية تخولهم منح مثل تلك الهبات، ومبررها التاريخي أن بعض الأفراد أو الأسر قد تكون لهم ظروفهم الخاصة، كحاجتهم الماسة للسكن، وبسبب “وضعهم الاجتماعي” أو لأي سبب آخر تم تقرير مثل سلطة المنح التقديرية للديوان، منذ زمن طويل. متابعة قراءة البحث عن العدل والمساواة

فضيلة الجفال

قمة العشرين .. السياسة والكساد العظيم

خلافات وجدل بروتوكولي لحظة وصول الرئيس الأمريكي، لقاءات جانبية بين الزعماء، مشاهد ولقطات وتحليلات، كانت جميعها تحت فلاشات الكاميرا بصفتها الأحداث الأكثر جاذبية من طبيعة القمة نفسها. كل ذلك طبع قمة العشرين في الصين الاقتصادية بطابع السياسة، هي التي من المفترض أن تكون مخصصة لتحسين النمو والاقتصاد العالميين. لكن القمة انعقدت بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “البريكست”، وقبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، وتوتر وخلافات وحروب باردة في بحر الصين الجنوبي وساخنة في منطقتنا. كل ذلك والعالم يعاني أزمات اقتصادية حادة، مع تزايد مستوى المشاعر الشعبوية، ومعاداة العولمة بالتزامن وأزمة الأمن والإرهاب، ما يجعل مهمة الدول الآن أصعب من سنوات سابقة اضطلعت في الدول العشرين بمهمة مشتركة نحو الاقتصاد العالمي.

التنمية كانت أولوية القمة بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية، مما يجعل القمة تحظى بأهمية خاصة، فهي الأولى من بين القمم العشر منذ عام 2008، التي تضع إحدى أولوياتها الخروج بآلية تنفيذية لجدول أعمال التنمية المستدامة حتى عام 2030. يعزز ذلك ما طالب به الرئيس الصيني بألا تتحول قمة بلاده إلى منتدى للكلام فقط. وظهرت الصين بقيادتها القمة هذا العام بقوتها الناعمة، وكأنها تؤكد دورها المتنامي في الشؤون الدولية، ولا سيما أهمية البعد الاقتصادي للسياسة الخارجية الصينية في القرن الحادي والعشرين، هي التي تهدف إلى تعزيز التنمية الاقتصادية، وضمان أمن الدولة، وتحمل مسؤوليات دولية حقيقية، مع ضمان التوازن بين هذه الأهداف الثلاثة. وكأن القرن الآسيوي يتحول إلى القرن الصيني بأهمية الصين المتزايدة اقتصاديا كما سياسيا، ولا سيما أن الاقتصاد العالمي يمر بمنعطف خطير لا يقل خطرا عن الأوضاع السياسية. وقد كان لحيوية السعودية في القمة كعضو برئاسة ولي ولي العهد محمد بن سلمان، أهمية تتجاوز الحضور الاقتصادي إلى السياسي بطبيعة الحال، حيث تمثل سياسة السعودية النموذج المرن في العلاقات الاستراتيجية، المتناغمة بين الأهمية السياسية والاقتصادية، من خلال البحث عن شراكات متجددة حيوية، تتواءم ومتطلبات الزمن الجديد والمصالح المشتركة كالصين. متابعة قراءة قمة العشرين .. السياسة والكساد العظيم

د.علي يوسف السند

الناس على دين نظامهم

غالباً ما يكون الواقع السياسي ـــ بكل إشكالاته ومشكلاته ـــ انعكاسا لطبيعة النظام السياسي القائم، فإذا كان النظام فئويا، يقوم على المحسوبية والمصالح الخاصة، فإن ذلك ينعكس على سلوك الناس بشكل تلقائي، وهذا ما عبّر عنه أول رئيس وزراء لسنغافورة في كلمته الشهيرة، عندما قال: تنظيف البلاد من الفساد مثل تنظيف الدرج، يبدأ من الأعلى نزولاً للأسفل!
كثيرا ما نسمع الشكوى من القبلية والطائفية، وتحميل الناس مسؤولية تفشيها في المجتمع، وربطها بتخلف وتراجع البلد، لكن برأيي لا يمكن استنكار ذلك إذا كان النظام السياسي في البلد بطبيعته يغذي تلك النزعات في سلوكه وقراراته، من خلال تشكيل النظام الانتخابي الذي يتحكم في نوعية المخرجات ويضع في الحسبان تلك المعايير الفئوية، بالإضافة إلى رعاية الواسطة أو السكوت عنها، وتوزيع المناصب والهبات بناء على محاصصة ومحسوبية، كل ذلك يرسّخ في وعي الناس أن الدولة لا تنظر إليهم كمواطنين متساوين في الحقوق، وإنما تنظر إليهم من جهة الفئة التي ينتمون إليها، وتتعامل معهم على أساسها، فتكون النتيجة الطبيعية تفشّي تلك النزعات. متابعة قراءة الناس على دين نظامهم