سعد المعطش

الإبل والجرس

يشتهر أهل الكويت والخليج العربي بأنهم من مربي البهائم والأنعام وخصوصا الإبل والأغنام ولكن ما لا يعرفه الكثير منكم أن لكل من تلك الحيوانات طرقا مختلفة بالتربية والمحافظة عليها من الضياع من خلال وسائل عديدة، وقد يتساءل البعض: لماذا نشاهد الجرس معلقا في رقاب الغنم ولا نشاهده في رقاب الإبل؟

ذلك الجرس هو وسيلة نداء تستخدم لتنبيه بقية الأغنام الكبيرة والصغيرة منها فهي لا تعرف من يقودها ان كان المرياع الذي يكون عادة من نفس فصيلتها أو أنه الحمار الذي يضع بعض المربين الجرس في رقبته.

ولكن الإبل تعتمد على ما يسمى «مشايع» وهو ما تعودت سماعه من قبل مالكها الذي يختار كلمة محددة ويقوم بالصياح عليها لينبهها بصوته للالتفات إليه معلنا التحرك من المكان الحالي للمكان الجديد الذي يريد الذهاب له.

نادرا ما يضيع أحد الجمال حتى لو اختلطت مع قطيع آخر فهي كما ذكرت لكم تعرف صوت من يقودها ولكن الأغنام تضيع في حال اختلطت مع قطيع آخر لأنها تعتمد على صوت الجرس وهي لا تعرف ان كان لصاحبها الأصلي أو أنه معلق في رقبة أي حمار آخر.

وقد يعتقد البعض أن الإبل تفهم أكثر من الأغنام لأنها اكبر حجما منها، لذا فإنني أذكركم بأن رعاية الأبقار والتي تعتبر بحجم الإبل أيضا تستخدم فيها نفس طريقة المناداة بالجرس، فمن يتبع «هاشتاق الغضب الشعبي» وهو لا يعرف من صنعه فلا فرق بينه وبين من يتبع الأجراس.

أدام الله من يعرف من يقوده وإلى أين ولا دام من يتبع الجرس وهو لا يعلم من يحركه.

آخر مقالات الكاتب:

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *