د.مبارك القفيدي

لا للنواب المشريون

الرهان على وعي الشعب وقدرة المواطن على أختيار ممثليه في مجلس الأمة هو الخيار الوحيد الذي يضمن تقدم وتنمية هذا الوطن، وإلا كيف يكون عليه حالنا والمشريون من حولنا، هل لنا نتوقع خير في ظل هذه الحالة المزرية لمجلس يفترض فيه أن يسن القوانين التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين، بل وعليه أن يراقب أداء الحكومة ويحاسبها على ما ترتكبه من أخطاء، عقارب الساعة تدور والتاريخ يدون والأجيال القادمة هي التي سوف تدفع الثمن، زمن الحديث المعسول وإطلاق الأكاذيب قد ولى وأنكشف الستار، كل شيء أصبح واضحاً للمواطن أوضح من بزوغ الشمس بوسط النهار، فالسارق تم تقريبه وتسلم زمام الأمور حتى أصبح الأمر الناهي، ويتصرف كما يريد بشؤون المواطن وبنهاية المطاف حتماً لن يحاسب أحداً، فمن سرق ونهب ثروات الدولة لن يحاسب لأنه تعدى مرحلة المحاسبة القانونية، وأصبح من المحسوبين ومن المقربين ويتم تعيينه مستشار بقرار سريع لأنه أصبح لديه نفوذ كبير وعرف دهاليز الوزارات وتعلم فن السرقة والتحايل علي قوانين الدولة، وبكل أمانة أقول نحن سبب ذلك، لو نظرنا جيدا نجد أن البعض ممن يقبعون تحت قبة البرلمان ومن المفترض أن يحفظون الأمانة ويتحملون المسؤولية قد جاءوا إلى تلك المنصب بشراء ذمم المواطنون، لو أفترضنا أن قام العضو الراشي بدفع ما يقارب ثلاثة ملايين دينار كويتي تقريباً وأشتري ثلاثة ألاف صوت وأعتلي علي والشرفاء من المنافسين الآخرين لتمثيل أبناء الدائرة الانتخابية قبة البرلمان ماذا تتوقعون منه هل سيحاول الاستفادة من هذه المكانة لاسترداد وتنمية ما دفعه من رشاوى أم سيقوم بفعل أو تشريع شيء ما لصالحكم وهو لا يعرف قوانين أو مواد الدستور لكي يعمل ويشرع لنا حقوقنا المشروعة من خلال مواد الدستور، وهو بالأصل نجح بالرشوة ووصل إلي هدفه وغايته والهدف أمامكم واضح جداً فالرشوة الأولى هي قبة البرلمان فلا خلاف عليها وواضحة لكم من أول جلسة في فالأولى تجلب والثانية والثالثة وغيرها من الرشاوى حتى يصبح أبو فلان ونعم ، ولو تبصرنا جيداً بقيمة ووزن هؤلاء الأعضاء الذين يشترون ذمم البشر عن طريق الرشوة ووضعناهم في الميزان من غير أموالهم نجد البعض منهم أرخص من كعب حذائهم الذي يلبسونه أجلكم وأكرمكم الله من عنده ولا يساوون شيء ولا قيمة لهم بين من يعرف معنى الأمانة الحقيقية والقسم الذي أقسموه، لعن الله الراشي والمرتشي فهل يجوز أن تعمي بصائركم اتجاه هؤلاء الملعونين من رب السموات والأرض، لو دققنا جيداً نجد بأن الكثير منهم لا يعرف إلا لغة المال ولا يتمتع بأي منطق أو فكر سياسي أو سلوك أخلاقي، فقط بصام مع الحكومة ونسي نفسه وأنه قد أقسم علي كتاب الله سبحانه وتعالي وخان الأمانة والقسم فهل يجب علينا أحترامه كشعب، إذن كل شيء أصبح الآن واضح أمامنا ولا خلاف بأن الحكومة لن تلبي لنا طلب كشعب وأيضاً يسهل علي الحكومة شراء ذمم هؤلاء الأعضاء وكل واحد منهم له ميزان وتعرف الحكومة حجمه الحقيقي وكم يساوي صوته فأسعارهم مختلفة منهم من يساوي صوته مئات الألوف ومنهم دون ذلك بكثير، وكل استجواب له سعر ومبلغ مع شاليه أما بخصوص المعتوهون فقط جاخور ومعاملات محدودة فقط، فالحديث عن خطة الحكومة التنمية كذب في كذب وتخدير للشعب طالما هؤلاء أعضاء بالمجلس ومن يتحدث ويطالب الحكومة ببناء الوطن أقول له نام وأرتاح حتى يأتيك خبر حل المجلس، وعندها عليك أن تحسن الاختيار، يعني لا مفر لأن الحكومة مسيطرة علي الكثير من الأغلبية الفاسدين والمفسدين . أخواني المواطنين الأعزاء، لا ثقة لنا إلا بالله العزيز الحكيم سبحانه وتعالي ووعي هذا الشعب الكويتي العظيم وأن نكافح هؤلاء المشريون من خلال الصناديق الانتخابية القادمة ونقف وقفة رجل واحد ونقول
“لا للنواب المشريون”

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

د.مبارك القفيدي

حاصل على الدكتوراه،باحث في التاريخ السياسي والعلاقات الدولية، كاتب صحفي
twitter: @mubarak_u77

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *