محمد الوشيحي

جماعة الـ «فوق تحتيين» وما فوقهم (1)

الفوق تحتيين، أو جماعة الـ “فوق تحت”، وترجمة “فوق تحت” هي تغيير الاتجاه إلى الطريق المعاكس، أو كما يقول أشقاؤنا الإنكليز “يو تيرن”، أي أن تكون متجهاً شرقاً وفجأة تغير اتجاهك إلى الغرب، على سبيل المثال.
ونقيب نقابة الفوق تحتيين العرب هو السيد وليد جنبلاط، حفظه الله ورعاه، وهو لكثرة تغيير اتجاهاته، وبسرعة مرعبة، أخشى عليه من الانقلاب على ظهره، فتدهسه شاحنة خضار، فتهرس عظامه، فيموت، محسوفاً عليه.
وفي الكويت لدينا فوق تحتيين كثر، بعدد لا يستهان به، كانوا يرتدون قمصان برشلونة، وفجأة أصبحوا مهاجمين في الفريق الملكي المدريدي، وهؤلاء أكثر من أن نحصرهم ونحصيهم، لكن المصيبة في من كان هنا، فانتقل إلى هناك، حيث السلطة والمنصب وملحقاتهما، ثم عاد إلى هنا بعد أن فقد السلطة والمنصب وملحقاتهما، وهؤلاء هم جماعة “الفوق فوق تحتيين”، ومن أشهرهم النائب السابق علي الراشد (لم أقل رئيس البرلمان السابق لعدم اعترافي بمجلسه)، ومعه بعض أعضاء جماعته في التيار المستقل، وأشهرهم النائبة السابقة صفاء الهاشم.
علي الراشد، مثلاً، كان معنا في المعارضة، وكان أحد اللاعبين الأساسيين في الفريق، وفجأة انقلب إلى الموالاة، وتطرف في إعلان ولائه للسلطة، وشطح كثيراً عندما كان يطمح للمنصب الأكبر شعبياً، رئاسة البرلمان، فراحَ يطلق قذائف النقد الكيماوي على المعارضة، وتطرف أكثر، فادعى أشياء لم تحصل، ونزل بمستواه أكثر، وتحدث عن عقوبة الإعدام لمن دخل البرلمان، أو لمقتحمي البرلمان كما سمّاهم، ثم نزل أكثر وأكثر وأطلق على “التكتل الشعبي”، أبرز التيارات المعارضة، مسمى “الجيش الشعبي”، وهو مصطلح تخويني مقرف يذكّر بالجيش الشعبي العراقي، ثم انضم إلى فرقة المشككين في جنسيات بعض المعارضين ومواطنتهم، وحلق في فضاء التطرف الموالي، وحرّض السلطة كثيراً على المعارضة، ثم “في فجأة مفاجئة” سحبت السلطة منه كل أوراق اللعب التي كانت في يده، وأعطتها لمرزوق الغانم، فانقلب الراشد إلى معارض شرس، بأنياب ومخالب تغار منها السباع والضواري.
السؤال هنا: ما العمل مع هؤلاء الفوق فوق تحتيين؟ هل نقبلهم في أوساطنا؟ وهل نثق بهم ونعطيهم ظهورنا مطمئنين؟ هل نعتبرهم معارضين ونشاركهم اللقمة ورغيف الخبز؟ هل نترك أبواب منازلنا مفتوحة لهم أم نحكم إغلاقها ونضع أمامها حراساً غلاظاً أشداء؟… ما هو التعامل الأفضل معهم؟
الإجابة في المقالة المقبلة، التي سأنشرها غداً استثناءً، كي لا تطول المقالة، ولا تبرد القهوة.

آخر مقالات الكاتب:

One thought on “جماعة الـ «فوق تحتيين» وما فوقهم (1)”

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *