غنيم الزعبي

أحبك يا كويت

تقرحت اصابعه وهو يقرع «الطار» حتى كاد الدم يخرج منها وعندما انتهى العرس واعتقد ان الليلة انتهت طلبوا من الفرقة أغنية في حب الوطن نسي ألمه وعاد يقرع «طاره» متجاهلا اللون الاحمر الذي اكتست به أطراف أصابعه.. يتحرك شيء ما داخله كلما ذكروا كلمة (كويت) يدفعه لضرب طبله أكثر وأكثر حتى يلفت نظره زملاؤه إلى قطرات الدم الصغيرة الحمراء التي اخذت طريقها إلى كمه الابيض.

هو وثلة كبيرة من أترابه اتوا إلى هذه الدنيا وفتحت أعينهم على وطن جميل وصغير لم يعرفوا غيره ولم تذهب نفوسهم لعشق غيره.

يحملون الكويت في قلوبهم وإن خلت منها أوراقهم يسكن غلاها بين ضلوعهم.. وإن دعا البعض لإخراجهم من أضلاعها.

وفي موقف آخر، كنت في الصيدلية انتظر دوري ولفت نظري الحوار الدائر بين شاب في أوائل العشرينيات مع الصيدلي كان يطلب منه دواء معينا للأطفال خافض للحرارة سأله الصيدلي كم عمر الطفل فأجاب ٦ اشهر عندها بدا التردد والحرج يظهر على وجه الصيدلي، عندها تدخلت (وليتني لم افعل) فقد احرجته قلت للشاب: أخي الكريم ٦ اشهر هو سن حساسة جدا والطفل في هذا العمر ضعيف جدا لا تجازف بإعطائه أي علاج بدون استشارة طبيب مختص. المسكين تلعثم ورد بأن هذا الدواء هو خفيف وقد جربه على أبنائه الآخرين في هذه السن. عندها اعطاني الصيدلي نظرة تعني (دعه وشأنه).

نقطة أخيرة: الجنسية وأوراق البلد الثبوتية هي أمر لا نقاش فيه بل وحتى أعرق دول العالم في الديموقراطية وهي أميركا ودول أوروبا تتفنن في التشدد في هذا الموضوع. لكن نحن هنا نطمح في المرونة في بعض حقوق الإنسان الأساسية كالصحة والتعليم وحق التنقل والعمل.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

غنيم الزعبي

مهندس وكاتب
twitter: @ghunaimalzu3by

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *