سامي النصف

الدماء دماؤنا والبناء بناؤنا!

المقال أو الخطاب ليس موجها بالقطع للجامعة العربية وأمانتها العامة التي مازالت تعيش في غيبوبة تامة فرضها عليها إيمان مسؤولها الأول بفكر عديله وقريبه هيكل الذي يرى ان اي إنجاز عربي في هذه الحقبة سيحسب لدول الخليج وللسعودية على وجه الخصوص وهو ما لا يرضاه بركان الحقد الذي بداخله، كما ان الإنجاز والانتصار العربي يعني حقن الدماء العربية وهو ما عمل العديل هيكل على سفكها طوال سنوات «حكمه» من خلف الستار للعزيزة مصر، ولا تستطيع الأمانة بالطبع ان ترد لهيكل طلبا فهو وملياراته ضمان لرغد عيش من سيتقاعد بحكم السن قريبا!

***

المقال والخطاب في المقابل موجه للأمانة العامة لمجلس التعاون أمل الأمة العربية الوحيد بالنهوض والانتصار، طالبين من الأمانة التفاعل الإيجابي والسريع مع اي مبادرة تصدر من إيران أو تركيا او روسيا او حتى الصين لأسباب عدة أولها وأهمها: اننا بمثابة الأم الحقيقية للأمة العربية التي يؤلمها ما يصيبها، فالدماء التي تسفك في العراق وسورية واليمن وليبيا والصومال.. من كل الأطراف دون استثناء هي دماؤنا والمباني التي تهدم هي مبانينا، والأطفال المهجرون هم أطفالنا والأماني والأحلام الضائعة هي أمانينا وأحلامنا والدموع الساخنة بالمآقي هي دموعنا لا دموع الآخرين.

***

ان التعامل الإيجابي والسريع مع اي مبادرة تصدر من اي جهة كانت واجب علينا كدول مجلس التعاون ولا يهم في نظرنا ان كانت مبادرة تجاه ملف واحد كملف اليمن أو تشمل الملفات الأخرى بشكل متواز كالعراق وسورية ومعها حل الإشكالات السياسية والأمنية في لبنان وفلسطين، ان للتعامل الإيجابي مع اي مبادرة فوائد عدة، فإن كانت صادقة وتمخض عنها وقف الحروب وسفك الدماء في بلد او اكثر كنا نحن الكاسبون، وان ثبت بعد التجاوب ان المبادرة كاذبة او لرفع العتب عن النفس صارت الحجة لنا لا علينا أمام العالم والشعوب والتاريخ!

***

آخر محطة: «عفا الله عما سلف» هو الطريق الوحيد للتعامل مع الإشكالات القائمة، اما العيش في الماضي والحديث عمن قتل وهجّر فلن يحل شيئا، ولن يسر شهيدا رحل ان يلحقه أبناؤه من بعده بدافع الانتقام والعيش في الماضي بدلا من العمل على توفير حياة هانئة لهم كي يرقد الشهيد بسلام ويشعر بأن تضحياته لم تذهب هدرا.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *