سامي النصف

إياكم وبني معروف!

تذكر بعض مصادر المعارضة السورية المعتدلة ان اصف شوكت قام عام 2012 بإطلاق سراح المئات من المتطرفين المعتقلين ليكوّنوا جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي لتفتيت سورية وتشويه سمعة المعارضة ودعم النظام وهو أمر مشابه لما حدث في العراق عندما أطلق سراح البغدادي والمئات من أتباعه ليكونوا فيما بينهم «تنظيم داعش» والحال كذلك في ليبيا وجميع تلك التنظيمات المؤدلجة موكل لها إثارة البغضاء بين فئات الشعب عبر الجرائم التي يقومون بها.

***

الجريمة النكراء التي قام بها تنظيم النصرة في سورية والتي ذهب ضحيتها العشرات من بني معروف (الدروز) قريبة في أسبابها الحقيقية من هجوم داعش غير المبرر على مدينة كوباني الكردية في الشمال السوري، فجميع تلك العمليات المشبوهة تصب في مخططات تقسيم سورية (ومثلها العراق) لدويلات كردية وسنية وعلوية ودرزية وكي تبقى مرتفعات الجولان تحت حكم الدولة الإسرائيلية الآمنة والتي يسود عليها نهج الديموقراطية وحكم القانون بدلا من الانضمام لسورية حيث الفوضى والخيار بين حكم قمعي إبادي أو حكم متطرف قاطع للرقاب.

***

وقبل تسعين عاما اي في 1925 خلق الفرنسيون دويلات درزية وعلوية وسنية ومارونية في جبال الدروز والعلويين والموارنة ودمشق وحلب، وقد ثار الدروز ومثلهم السنة والعلويون رافضين تلك الدويلات وقاد الثورة السورية الكبرى الأمير الدرزي سلطان باشا الاطرش وحقق الثوار انتصارات باهرة أسقطت من خلالها مشروع تجزئة سورية، وفي اكتوبر 67 وبعد نكسة حزيران أفشل الدروز الثلاثة كمال جنبلاط وكمال كنج وكمال لطيف مشروعا اسرائيليا لخلق دولتين درزية ومارونية في الشام ولبنان وذهب الثلاثة ضحايا رفضهم لذلك المشروع الذاهب للنجاح هذه المرة بعد تعلم دروس الماضي وضرورة ان يكون التقسيم قادما من الداخل وتحت رايات تدعي الوطنية والقومية والإسلام.

***

آخر محطة: (1) في عريضة رفعها الدروز للباب العالي في الاستانة عام 1841 ذكروا انهم مسلمون على المذهب الفاطمي ويؤمنون بأركان الإسلام الخمسة، وفي 10 /9 /1968 أصدر شيخ الأزهر محمود شلتوت ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشيخ محمد السبكي فتوى بأن الدروز مسلمون موحدون وبأنه «لا يجوز لأحد ان يتهمهم بعدم الإسلام» ونحن ننقل ولا نفتي.

(2) في اكتوبر 1925 قصفت الطائرات الفرنسية دون سابق إنذار غوطة دمشق فقتل مئات الأبرياء وأرسلت جيشها المكون من المغاربة والسنغال والشركس فقطعوا الرؤوس وقطعوا الأجسام، وفي ذلك يقول الشاعر المصري محمود رمزي، كم قطعوا من بغيهم رؤوسا، وشوهوا أجساما» وبالطبع لا يقارن ما حدث آنذاك مع ما يحدث في سورية المنكوبة هذه الأيام.

(3) عندما ضاقت الدنيا على ثوار الشام آنذاك بقيادة الأمير سلطان الأطرش، فتح لهم الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه أبواب بلده لذا عقدوا مؤتمرهم في البنك بوادي سرحان بالمملكة عام 1928 وبقي الثوار 5 سنوات بالمملكة، وكان اول سفير سعودي ومستشار الملك والقائم على شؤون الخارجية السعودية هو السعودي من اصل لبناني فؤاد حمزة وهو من دروز لبنان.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *