سامي النصف

«داعش» محيرة سياسياً مبررة اقتصادياً!

تبدو ظاهرة تنظيم داعش وقبلها تنظيم الزرقاوي محيرة سياسيا، فمن أين يأتون بالاموال والاسلحة والذخائر والمركبات ومعين لا ينضب من المتفجرات؟ ولماذا يتعمدون القتل البشع وجز أعناق الاجانب مما يشوه صورة الاسلام ويفقدهم تعاطف العالم معهم في وقت يفترض فيهم العكس أي الحرص – كحال جميع التنظيمات الأخرى – على كسب التعاطف الدولي لقضاياهم.

***

يخبرني رجل أعمال بارز يعمل في العراق منذ سنوات أن هناك تبريرا اقتصاديا لكل ما يحدث في العراق إذا ما أبعدنا نظرنا عن الشق السياسي المحير، فحسب قوله منذ تغيير النظام عام 2003 أرادت بعض الدول الاقليمية الاستحواذ على مشاريع العراق المليارية الضخمة لشركاتها الكبرى بعد أن استطاعت دولة إقليمية أخرى احتكار القرار السياسي العراقي، لذا شجعت منذ اليوم الاول منظمة الزرقاوي – وبعدها داعش – على القيام بعمليات نحر وقطع رقاب بشعة لأتباع الدول الأخرى (آسيوية، أوروبية، أميركية) لمنع شركاتهم من العمل بالعراق وهو ما تم، وحصر العمل بشركاتها التي تصدر السلاح والرجال للعراق وتستورد النفط بأبخس الأثمان من داعش وتمنحه شهادة منشأ كما تستحوذ على أغلب عقود العراق ولا يستبعد رجل الأعمال المعني ضم الموصل وأجزاء من سورية لتلك الدولة لقاء تنازلها عن بعض أراضيها للدولة الكردية القادمة للمنطقة!

***

كما حدثني دكتور كويتي يعمل في بريطانيا عن لقائه قبل أيام بزملاء دراسة من الاطباء العراقيين ممن كانوا قادمين للتو من الموصل، وكان مما قالوه ان الحياة تحت حكم داعش بالموصل ليست بالسوء الذي يعتقد (لربما لكون بعض قيادات داعش المتنفذة هم من ضباط البعث السابقين من سكان المدينة) فالأمن مستتب ولا توجد سرقات والمواد الغذائية والوقود متوافران وبأفضل الاسعار وان جل ما يخشاه أهل الموصل والرمادي هو ما يقال عن أن تحرير مناطقهم من قبل الجيش العراقي والحشد الشعبي سينتج عنه مذابح مروعة وتهجير بالملايين كما حدث مع بعض المناطق الاخرى ويدعم هذه النظرية شرفة شواء الاحياء المحيرة!

***

آخر محطة:

1 – إحدى نتائج الانتخابات التركية الاخيرة هي تقليل تدخل تركيا في الشأن السوري ولربما الدفع بإنشاء الدولة الكردية وتغيير خرائط المنطقة بعد مائة عام من رسمها لخطوط رمال بالصحراء.

2 – أغلب ما يحدث في العراق وسورية هذه الايام هو حروب تحديد حدود الدول العرقية والطائفية القادمة لا محالة!

3 – تجنيد الاطفال من قبل تنظيم داعش ودعاوى بعض منظريهم للشباب للانقلاب على والديهم وأقرب مقربيهم، هو نسخة طبق الاصل من جيش الرب المسيحي العامل في شرق أوغندا وغرب السودان والذي يجند الاطفال بعد أن يشركهم في قتل والديهم.. ومن يقول ان داعش صناعة إسلامية محلية بحتة

ولم تصل إلى العالمية؟!

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *