سامي النصف

عاصفة الختم!

السؤال الأهم هذه الأيام هو كيف ستختتم «عاصفة الحزم»؟ اعتقد ان هناك ثلاثة خيارات محتملة وخيارا رابعا (الكي)، يجب على دول التحالف العربي النظر فيها بعقول باردة تدور حيث تدور مصالح الشعب اليمني ومصالح دول المنطقة، خصوصا المحيطة بـ «اليمن التعيس» الذي تسبب في تعاسته البعض من ابنائه ممن باعوا أنفسهم للشيطان الذي ينتوي دمار بلادهم.

***

اول الخيارات مواصلة الجهود للوصول إلى حل سلمي سياسي تشارك فيه جميع الاطراف، والإشكال مع هذا الحل انه كان موجودا بالفعل على طاولة الحوار الوطني التي انقلب عليها الانقلابيون من حوثيين وحلفائهم، ولو كانوا بحق يقبلون بهذا الحل لما انقلبوا عليه، لذا علينا وبواقعية شديدة ان نؤمن بأن ذلك الخيار لن يستمر وسيستخدم فقط كهدنة للتزود بالمال والسلاح والذخيرة لإكمال المسيرة والوصول إلى الهدف المنشود، اي اما الاستيلاء على ماكينة القرار في اليمن او تقسيمه وصوملته عبر ادخاله في حروب اهلية لا تنتهي قط ليصبح دولة فاشلة تعمّ عليها الفوضى على حدود دولنا الخليجية، والواجب على إعلام دول التحالف اظهار هذه النوايا الشريرة للشعب اليمني كي يساهم في احلال السلام على ارضه واستيعاب ان دول التحالف ليست بديلا عنه في محاربة الضالين والمأجورين من ابنائه.

***

الخيار الثاني هو الايمان بمبدأ الحسم العسكري للمسألة اليمنية، وهو خيار يمكن ان يتم في حال النجاح في وقف الدعم العسكري والمالي للقوات الخارجة على الشرعية عبر تحصين الحدود اليمنية من الاختراق البري والبحري حتى حسم الحرب الذي بإمكانه ان يتم خلال 12 شهرا بحد اقصى على ان تكون هناك قيادة مشتركة على الارض، ولربما تدخل بري «سريع وجراحي» في مواقع محددة وخلق نقاط تجسس واستطلاع على الحدود، فمنع السلاح الثقيل الذي يصعب تهريبه بسهولة وضرب ما تبقى منه كفيل بالحسم والانتصار وتسليم السلطة لشرعية جديدة تمثل الجميع.. ان أمكن!

***

الخيار الثالث هو العمل بمبدأ «فرِّق تسُد»، اي الاتفاق مع احد اطراف الفريق الآخر، وقد سبق للرئيس السابق علي عبدالله صالح ان ابدى رغبته في التعاون مع قوى التحالف العربي ومن ثم اضعاف الجبهة المضادة، وقد يكون هذا خيارا جيدا وعملاي في هذه المرحلة لحقن الدماء وتقصير امد الحرب، فلا زالت قوى الحرس الجمهوري هي القوة الاكثر فاعلية ضد التحالف وعكس اتجاهها سيساهم في نهاية سريعة للحرب!

***

آخر محطة:
(1) من المهم جدا عدم الانتظار حتى ظهور اي بوادر لضعضعة جبهة التحالف العربي وهو امر قد يحدث اذا ما طالت الحرب دون تحديد خاتمة لها، او اذا لم تكن هناك بادرات عملية وذكية لانهائها.

(2) السيناريو الأسوأ وهو الخيار الرابع او «خيار الكي» الذي يجب النظر فيه اذا لم تنفع كل الخيارات السياسية والعسكرية الاخرى هو خيار ترك اليمن لشأنه واستخدام السلاح والجهد لتحصين حدود الدول المجاورة والطلب من الشعب اليمني ان يحل مشاكله بذاته وان يختار بين من يريد موته ودماره بالسلاح والحروب ومن يريد عيشه واعماره بالسلام والتنمية.. ودون تلك الخيارات الاربعة لا حل للمسألة اليمنية.

آخر مقالات الكاتب:

عن الكاتب

سامي النصف

كابتن طيار سامي عبد اللطيف النصف، وزير الاعلام الكويتي الاسبق وكاتب صحفي ورئيس مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية

twitter: @salnesf

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *